السبت 05 / ذو القعدة / 1446 - 03 / مايو 2025
وَكَذَٰلِكَ جَعَلْنَا فِى كُلِّ قَرْيَةٍ أَكَٰبِرَ مُجْرِمِيهَا لِيَمْكُرُوا۟ فِيهَا ۖ وَمَا يَمْكُرُونَ إِلَّا بِأَنفُسِهِمْ وَمَا يَشْعُرُونَ

المصباح المنير التسهيل في علوم التنزيل لابن جزي
مرات الإستماع: 0

قال المفسر - رحمه الله تعالى - في تفسير قوله تعالى: وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا فِي كُلِّ قَرْيَةٍ أَكَابِرَ مُجَرِمِيهَا لِيَمْكُرُواْ فِيهَا وَمَا يَمْكُرُونَ إِلاَّ بِأَنفُسِهِمْ وَمَا يَشْعُرُونَ ۝ وَإِذَا جَاءتْهُمْ آيَةٌ قَالُواْ لَن نُّؤْمِنَ حَتَّى نُؤْتَى مِثْلَ مَا أُوتِيَ رُسُلُ اللّهِ اللّهُ أَعْلَمُ حَيْثُ يَجْعَلُ رِسَالَتَهُ سَيُصِيبُ الَّذِينَ أَجْرَمُواْ صَغَارٌ عِندَ اللّهِ وَعَذَابٌ شَدِيدٌ بِمَا كَانُواْ يَمْكُرُونَ [سورة الأنعام:123-124].
يقول تعالى: وكما جعلنا في قريتك يا محمد أكابر من المجرمين، ورؤساء، ودعاة إلى الكفر، والصد عن سبيل الله، وإلى مخالفتك، وعداوتك؛ كذلك كانت الرسل من قبلك يبتلون بذلك، ثم تكون لهم العاقبة كما قال تعالى: وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا لِكُلِّ نَبِيٍّ عَدُوًّا مِّنَ الْمُجْرِمِينَ الآية [سورة الفرقان:31] وقال تعالى: وَإِذَا أَرَدْنَا أَن نُّهْلِكَ قَرْيَةً أَمَرْنَا مُتْرَفِيهَا فَفَسَقُواْ فِيهَا الآية [سورة الإسراء:16] قيل: معناه أمرناهم بالطاعة فخالفوا فدمَّرناهم، وقيل: أمرناهم أمراً قدرياً، كما قال هاهنا: لِيَمْكُرُواْ فِيهَا [سورة الأنعام:123]".

في قوله - تبارك وتعالى -: وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا فِي كُلِّ قَرْيَةٍ أَكَابِرَ مُجَرِمِيهَا [سورة الأنعام:123] يقول الحافظ - رحمه الله -: "وكما جعلنا في قريتك يا محمد أكابر من المجرمين، ورؤساء ودعاة إلى الكفر، والصد عن سبيل الله، وإلى مخالفتك، وعداوتك؛ كذلك كانت الرسل من قبلك يبتلون بذلك" هكذا قال الحافظ - رحمه الله - أي: لست وحدك الذي تواجه هؤلاء العتاة من المكذبين، المجرمين، الماكرين.
وأما ابن جرير - رحمه الله - فإنه يربط هذه الآية بقوله تعالى: كَذَلِكَ زَيَّنَّا لِكُلِّ أُمَّةٍ عَمَلَهُمْ [سورة الأنعام:108] يعني يكون المعنى: وكما زينا للكافرين ما كانوا يعملون كذلك جعلنا في كل قرية أكابر مجرميها ليمكروا فيها.
والجعل في قوله: وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا بمعنى صيرنا؛ لأن لفظة "جعل" تأتي لمعنيين في كلام العرب، فهي تأتي بمعنى صيَّر، كما في هذا الموضع، وتأتي بمعنى خَلَق، ومنه قوله - تبارك وتعالى -: وَجَعَلَ مِنْهَا زَوْجَهَا [سورة الأعراف:189] أي: خلق منها زوجها، ومنه قوله تعالى: وَجَعَلَ الظُّلُمَاتِ وَالنُّورَ [سورة الأنعام:1] أي وخلق الظلمات، والنور.
وقوله: وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا فِي كُلِّ قَرْيَةٍ أَكَابِرَ مُجَرِمِيهَا [سورة الأنعام:123] يحتمل فيه أكثر من إعراب، فيحتمل أن تكون لفظة "أكابر" مضافة إلى لفظة "مجرميها" وعلى هذا يكون "أكابر" هو المفعول الأول لجعل؛ وذلك أن الفعل جعل الذي يكون بمعنى صير له مفعولين، والمفعول الثاني لـ"جعل" يكون هو الجار والمجرور، أي أن قوله: فِي كُلِّ قَرْيَةٍ [سورة الأنعام:123] في محل نصب مفعول به ثاني لـ"جعل"، وعلى هذا الإعراب يكون معنى الآية وكذلك جعلنا أكابر المجرمين في كل قرية، والجار والمجرور محله التأخير من الناحية الإعرابية.
والاحتمال الإعرابي الثاني أن مجرميها مفعول أول لـ"جعل" و"أكابر" مفعول ثاني، وعلى هذا يكون المعنى: وكذلك جعلنا مجرميها أكابرها، وهذا ظاهر كلام ابن جرير - رحمه الله - حيث يقول: "أي: وجعلنا مجرميها عظماءها".
وعلى المعنى الأول يكون قوله: وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا فِي كُلِّ قَرْيَةٍ أَكَابِرَ مُجَرِمِيهَا [سورة الأنعام:123] يعني أن كبار المجرمين هم في كل قرية أعداء الرسل، وعلى المعنى الثاني يكون قوله: وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا فِي كُلِّ قَرْيَةٍ أَكَابِرَ مُجَرِمِيهَا [سورة الأنعام:123] أي: أن مجرميها جعلهم أكابرها لحكمة وهي ابتلاء الرسل - عليهم الصلاة والسلام -، وأتباعهم بهم، والله تعالى أعلم.
يقول الحافظ - رحمه الله -: "كما قال تعالى: وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا لِكُلِّ نَبِيٍّ عَدُوًّا مِّنَ الْمُجْرِمِينَ الآية [سورة الفرقان:31] وقال تعالى: وَإِذَا أَرَدْنَا أَن نُّهْلِكَ قَرْيَةً أَمَرْنَا مُتْرَفِيهَا فَفَسَقُواْ فِيهَا الآية [سورة الإسراء:16] قيل: معناه أمرناهم بالطاعة فخالفوا فدمَّرناهم، وقيل: أمرناهم أمراً قدرياً" إذا فسر قوله تعالى: أَمَرْنَا مُتْرَفِيهَا يعني بالفسق، والمعصية؛ فإن المقصود بالأمر هنا هو الأمر الكوني القدري؛ لأن الله لا يؤمر بالفحشاء، وإنما يأمر بالأمر الشرعي المتمثل بالإيمان، والقسط، والمعروف، وإذا فسر بالمعنى الثاني أي أنه الأمر الشرعي فالمعنى أنه أمرهم بالطاعة فكفروا، فدمرهم، وأهلكهم، والشاهد هنا في ذكر المترفين وليس في قوله: أَمَرْنَا، فالمترفون هم الأكابر كما قال تعالى: وَذَرْنِي وَالْمُكَذِّبِينَ أُولِي النَّعْمَةِ [سورة المزمل:11].
"وقوله تعالى: أَكَابِرَ مُجَرِمِيهَا لِيَمْكُرُواْ فِيهَا [سورة الأنعام:123] قال بن أبي طلحة عن ابن عباس - ا -: أَكَابِرَ مُجَرِمِيهَا لِيَمْكُرُواْ فِيهَا [سورة الأنعام:123] قال: سلطنا شرارهم فعصوا فيها، فإذا فعلوا ذلك أهلكناهم بالعذاب، وقال مجاهد وقتادة: أَكَابِرَ مُجَرِمِيهَا عظماؤها، قلت: وهكذا قوله تعالى: وَمَا أَرْسَلْنَا فِي قَرْيَةٍ مِّن نَّذِيرٍ إِلَّا قَالَ مُتْرَفُوهَا إِنَّا بِمَا أُرْسِلْتُم بِهِ كَافِرُونَ [سورة سبأ:34]".

هذا كله بيان بأن الأكابر المجرمين هؤلاء هم المترفون من النعمة، وهذا من بيان القرآن بالقرآن، فقوله: إِلَّا قَالَ مُتْرَفُوهَا يعني أكابر المجرمين.
"وَقَالُوا نَحْنُ أَكْثَرُ أَمْوَالًا وَأَوْلَادًا وَمَا نَحْنُ بِمُعَذَّبِينَ [سورة سبأ:35] وقال تعالى: وَكَذَلِكَ مَا أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ فِي قَرْيَةٍ مِّن نَّذِيرٍ إِلَّا قَالَ مُتْرَفُوهَا إِنَّا وَجَدْنَا آبَاءنَا عَلَى أُمَّةٍ وَإِنَّا عَلَى آثَارِهِم مُّقْتَدُونَ [سورة الزخرف:23] والمراد بالمكر هاهنا دعاؤهم إلى الضلالة بزخرف من المقال، والفعال، كقوله تعالى إخباراً عن قوم نوح : وَمَكَرُوا مَكْرًا كُبَّارًا [سورة نوح:22]".

المكر هو الحيلة، وبعضهم يقول: أصله مأخوذ في اللغة من الفتل، فالماكر يدبر للإفساد، وهم يمكرون بمعنى يخططون لمحاربة الرسل - عليهم الصلاة والسلام -، ولإفساد الخلق، ونشر الباطل، والصد عن سبيل الله .
"وقوله تعالى: وَلَوْ تَرَى إِذِ الظَّالِمُونَ مَوْقُوفُونَ عِندَ رَبِّهِمْ يَرْجِعُ بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ الْقَوْلَ يَقُولُ الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا لِلَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا لَوْلَا أَنتُمْ لَكُنَّا مُؤْمِنِينَ [سورة سبأ:31]".

في هذه الآية توضيح لمكر الأكابر هؤلاء، فلو قال قائل: كيف يمكرون؟ قيل: هذا ينكشف ويتجلى في مثل هذه الآيات قال تعالى: قَالَ الَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا لِلَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا أَنَحْنُ صَدَدْنَاكُمْ عَنِ الْهُدَى بَعْدَ إِذْ جَاءكُم بَلْ كُنتُم مُّجْرِمِينَ ۝ وَقَالَ الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا لِلَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا بَلْ مَكْرُ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ [سورة سبأ:32-33] ما هو مكر الليل والنهار؟ إِذْ تَأْمُرُونَنَا أَن نَّكْفُرَ بِاللَّهِ وَنَجْعَلَ لَهُ أَندَادًا [سورة سبأ:33] يعني يأمرونهم بهذا أمراً مباشراً وبكل ما يستطيعون من حيلة يتوصلون بها إلى هذا المطلوب.
"وقال ابن أبي حاتم: حدثنا أبي قال: حدثنا ابن أبي عمر قال: حدثنا سفيان قال: "كل مكر في القرآن فهو عمل"".

يقول: "كل مكر في القرآن فهو عمل" يعني يعمل على كذا، لكن هذا يحتاج إلى استقراء، وهذه يقال لها: الكليات في القرآن، أعني قولهم: كل كذا فهو كذا، وهي مبنية على الاستقراء؛ فإذا صح الاستقراء صحت، لكن نجد عند الاستقراء كثيراً مما يقولون فيه: إنه كذا قد لا يثبت.
"وقوله تعالى: وَمَا يَمْكُرُونَ إِلاَّ بِأَنفُسِهِمْ وَمَا يَشْعُرُونَ [سورة الأنعام:123] أي: وما يعود وبال مكرهم ذلك، وإضلالهم من أضلوه؛ إلا على أنفسهم، كما قال تعالى: وَلَيَحْمِلُنَّ أَثْقَالَهُمْ وَأَثْقَالًا مَّعَ أَثْقَالِهِمْ [سورة العنكبوت:13] وقال: وَمِنْ أَوْزَارِ الَّذِينَ يُضِلُّونَهُم بِغَيْرِ عِلْمٍ أَلاَ سَاء مَا يَزِرُونَ [سورة النحل:25]".

مرات الإستماع: 0

ومثل هذه الآية وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا فِي كُلِّ قَرْيَةٍ أَكَابِرَ مُجْرِمِيهَا لِيَمْكُرُوا فِيهَا [الأنعام: 123] استدل بها بعضهم على فضل الأعراب على أهل القرى، وأن الله ذكر هؤلاء الأكابر من المجرمين في القرى، ولم يذكر ذلك في الأعراب، ولكن هذا الاستنباط غير صحيح؛ لأن الرسل - عليهم الصلاة، والسلام - من أهل القرى، ولم يكن أحد منهم من الأعراب، فكان الحديث عن القرى التي أرسلوا فيها، وإلا فالأعراب ذكر الله عنهم: وَمِمَّنْ حَوْلَكُمْ مِنَ الْأَعْرَابِ مُنَافِقُونَ وَمِنْ أَهْلِ الْمَدِينَةِ مَرَدُوا عَلَى النِّفَاقِ لَا تَعْلَمُهُمْ نَحْنُ نَعْلَمُهُمْ [التوبة: 101] فذكر هؤلاء، وهؤلاء؛ لما ذكر المنافقين، وهكذا لما فصّل في الأعراب قال: الْأَعْرَابُ أَشَدُّ كُفْرًا وَنِفَاقًا [التوبة: 97] فجاء بـ(أفعل) التفضيل باعتبار أن ذلك يكون مصحوبًا بالجفاء، فهم أشد من أهل القرى في كفرهم، ونفاقهم، وأشد كفرًا، ونفاقًا، وأجدر ألا يعلموا حدود ما أنزل الله على رسوله، ثم ذكر الطائفة الثانية: وَمِنَ الْأَعْرَابِ مَنْ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَيَتَّخِذُ مَا يُنْفِقُ قُرُبَاتٍ عِنْدَ اللَّهِ وَصَلَوَاتِ الرَّسُولِ أَلَا إِنَّهَا قُرْبَةٌ لَهُمْ [التوبة: 99] فهذه مواضع ذكر فيها التفصيل، فذكر هؤلاء، وهؤلاء، لكن لما كان الحديث عن الأنبياء، وبعثتهم، ومواجهة دعوة الأنبياء، فكان الأنبياء في القرى، فذكر هؤلاء من المجرمين الأكابر في القرى - والله تعالى أعلم -.

قوله هنا: "وإنما ذكر الأكابر؛ لأن غيرهم تبع لهم" كما قال الله : وَقَالَ الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا لِلَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا بَلْ مَكْرُ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ إِذْ تَأْمُرُونَنَا أَنْ نَكْفُرَ بِاللَّهِ وَنَجْعَلَ لَهُ أَنْدَادًا [سبأ: 33] هذا مكر الأكابر، وخصهم بالذكر مع أن هذه القرى قد تكون مُكذِّبة بمجموعها، يعني الأكابر، والضعفاء، لكن ذكر هؤلاء لأنهم هم الذين يواجهون الرسل - عليهم الصلاة، والسلام - ويمكرون بهم.

"مُجْرِمِيها إعرابه: مضاف إليه عند الفارسي، وغيره، وقال ابن عطية[1] وغيره: إنه مفعول أول لـ(جعلنا) وأكابر مفعول ثانٍ مقدم، وهذا جيد في المعنى، ضعيف في العربية؛ لأن (أكابر) جمع أكبر، وهو من (أفعل) فلا يستعمل إلا بـ(من) أو بالإضافة".

قوله: "مُجْرِمِيها إعرابه مضاف إليه عند الفارسي" يعني عند أبي علي الفارسي، يعني المضاف أكابر، ومجرميها مضاف إليه.

"وقال ابن عطية، وغيره: إنه مفعول أول بـ(جعلنا)" فعل (جعل) يتعدى إلى مفعولين، المفعول الأول لجعلنا: مجرميها، وأكابر مفعول ثاني مقدم، أي: جعلنا مجرميها أكابرها، ولكن هذا ليس محل اتفاق.

ويحتمل أن المفعول الثاني هو الجار، والمجرور "في كل قرية" أي: جعلنا في كل قرية أكابر مجرميها، وقدمه للاهتمام به، ولبيان العموم، في كل قرية، كأنه يقول: جعلنا كبار المجرمين هم الذين يتولون المكر فيها، أو جعلنا مجرميها هم الأكابر، ففي فرق في المعنى، والأصل أن يكون الكلام على وجهه من الترتيب، والقاعدة: أنه إذا دار الكلام بين دعوى التقديم، والتأخير، أو الترتيب، فالمقدم الترتيب، يعني يكون كما ذكره الله : وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا فِي كُلِّ قَرْيَةٍ أَكَابِرَ مُجْرِمِيهَا [الأنعام: 123] فهو جعل هؤلاء الأكابر هم أهل المكر فيها، يعني أن فيها مجرمين كبار، وصغار، فجعل الأكابر هؤلاء هم أهل المكر، والمكر معروف، وهو إيصال الشر، والضرر بخفاء، وبالطرق الخفية، ودعوى التقديم، والتأخير التي نقلها عن ابن عطية يقول: "هذا جيد في المعنى، ضعيف في العربية" لأن أكابر جمع أكبر، وهو من أفعل، فلا يستعمل إلا بـ(من) أو الإضافة.

وجاء عن ابن عباس من رواية ابن أبي طلحة في هذه الآية: سلطنا شرارهم، فعصوا فيها فإذا فعلوا ذلك أهلكناهم بالعذاب[2] وشرارهم هم هؤلاء الأكابر من المجرمين، فيقصد بقوله: "فلا يستعمل إلا بـ(من) أو بالإضافة" تقول: أكابر من المجرمين، أكابر من أهلها، ونحو هذا.

"وَقالُوا لَنْ نُؤْمِنَ الآية، قائل هذه المقالة أبو جهل، وقيل: الوليد بن المغيرة؛ لأنه قال: أنا أولى بالنبوة من محمد".

مثل هذه المقالات لا أعلم أنه يثبت منها شيء، ومن ثم فلا حاجة للاشتغال بمثل هذا، وهذا الذي يُذكر في كتب المبهمات (مبهمات القرآن) ومثل هذا لا فائدة منه، ويمكن أن يضاف ذلك إلى مجموعهم، وقائل ذلك واحد، باعتبار أنهم، وافقوه عليه، وقالوا: لن نؤمن، سواء كان قائل ذلك فلان، أو فلان، فهذا لا أثر له.

  1. تفسير ابن عطية = المحرر الوجيز في تفسير الكتاب العزيز (2/341).
  2. تفسير ابن كثير ت سلامة (3/331).