الخميس 03 / ذو القعدة / 1446 - 01 / مايو 2025
وَكَذَٰلِكَ نُوَلِّى بَعْضَ ٱلظَّٰلِمِينَ بَعْضًۢا بِمَا كَانُوا۟ يَكْسِبُونَ

المصباح المنير التسهيل في علوم التنزيل لابن جزي
مرات الإستماع: 0

"وَكَذَلِكَ نُوَلِّي بَعْضَ الظَّالِمِينَ بَعْضًا بِمَا كَانُواْ يَكْسِبُونَ [سورة الأنعام:129] وقال معمر عن قتادة في تفسير الآية: "يولِّى الله بعض الظالمين بعضاً في النار؛ يتبع بعضهم بعضاً"، وقال عبد الرحمن بن زيد بن أسلم في قوله: وَكَذَلِكَ نُوَلِّي بَعْضَ الظَّالِمِينَ بَعْضًا بِمَا كَانُواْ يَكْسِبُونَ [سورة الأنعام:129] قال: "ظالمي الجن، وظالمي الإنس"، وقرأ: وَمَن يَعْشُ عَن ذِكْرِ الرَّحْمَنِ نُقَيِّضْ لَهُ شَيْطَانًا فَهُوَ لَهُ قَرِينٌ [سورة الزخرف:36] قال: "ونسلط ظلمة الجن على ظلمة الإنس".

القول الأول في تفسير قوله: وَكَذَلِكَ نُوَلِّي بَعْضَ الظَّالِمِينَ بَعْضًا [سورة الأنعام:129] هو رواية معمر عن قتادة: "يولِّى الله بعض الظالمين بعضاً في النار يعني يتبع بعضهم بعضاً، أي يلي بعضهم بعضاً في الدخول إلى النار، فكلما جاءت دفعة فدخلت النار جاءت الثانية بعدها، والثالثة، والرابعة، وهكذا يدخلون النار دخولاً متتابعاً كما قال - تعالى -: كُلَّمَا دَخَلَتْ أُمَّةٌ لَّعَنَتْ أُخْتَهَا حَتَّى إِذَا ادَّارَكُواْ فِيهَا جَمِيعًا قَالَتْ أُخْرَاهُمْ لأُولاَهُمْ [سورة الأعراف:38] وهذا - والله تعالى أعلم - خلاف الظاهر المتبادر من الكلام.
والقول الثاني - وهو الأقرب - هو رواية عبد الرحمن بن زيد بن أسلم قال: ونسلط ظلمة الجن على ظلمة الإنس، يعني نسلط بعضهم على بعض جَزَاء وِفَاقًا [سورة النبأ:26] أي: أن الله يعاقبهم في الدنيا بأن يأتي للظالم من هو أظلم منه، فيتسلط عليه.
"وقال بعض الشعراء:
وما من يد إلا يد الله فوقها ولا ظالم إلا سيُبلى بظالم
ومعنى الآية الكريمة كما ولينا هؤلاء الخاسرين من الإنس تلك الطائفة التي أغوتهم من الجن؛ كذلك نفعل بالظالمين نسلط بعضهم على بعض، ونهلك بعضهم ببعض، وننتقم من بعضهم ببعض؛ جزاء على ظلمهم، وبغيهم".

ابن الزبير حينما كان في أيام إمارته بلغه خبر عمرو بن سعيد بن العاص الذي يلقب بالأشدق، وقد كان معروفاً بأنه ظالم جبار، حيث كان يرسل الجيوش من المدينة إلى مكة لقتال ابن الزبير، حتى ذكر له بعض الصحابة حديث حرمة مكة فقال: نحن أعلم بهذا منك، وكان عبد الملك بن مروان قد وعد عمرو هذا بالخلافة من بعده، لكن عبد الملك بن مروان لما تمكن جعل الأمر لأربعة من أبنائه، فلما خرج عبد الملك من دمشق يريد قتال مصعب بن الزبير وضع الأشدق يده على دمشق، وحصنها، ووضع الرجال على القلاع، وعلى الأسوار، وأغلق الأبواب؛ فعلم عبد الملك بذلك فرجع، وحاصر دمشق، ثم انتهوا إلى صلح، واتفاق وهو أن يكتب عبد الملك لعمرو بن سعيد بن العاص كتاباً أنه هو الخليفة من بعده، وأن لا يُمَس بسوء، وأن لا يتعرض له، فدخل عبد الملك دمشق وبينما هو جالس بين بني مروان بعث للأشدق أن يأتي إليه، فقال له بعض أصحابه: لا تذهب إليه، قال: وماذا عسى أن يصنع؟ - قالها؛ لأنه جبار لا يبالي! - فلبس درعاً تحت ثيابه، وذهب مع خادمه، ودخل عليه؛ فلما رأى بني مروان قد اجتمعوا كأنه توجس الغدر، فقال لخادمه: اذهب إلى أخي وقل له يحضر، قال له: هاه، ما سمع الخادم، قال: قطع الله لسانك، ثم تقدم وقال له: مرحباً، فقال له عبد الملك: تعال فأجلسه عنده، ثم قال: إني قد نذرت نذراً أني إن تمكنت منك أن أضعك في كيس، وأن أقبض مجامعه بيدي، قال له: اتق الله؛ لقد أعطيتني عهداً، فقال من حضر من بني مروان نحن شهود على ذلك، لكن هذا نذر أمير المؤمنين، ماذا عليك أن يفي بنذره، فأخرج عبد الملك الكيس من تحت سريره، وبسطه، فأدخله فيه، فلما شده تلَّه تلَّةً فضربت ثنيته بالسرير فانكسرت، وتدمى فعرف عبد الملك أنه لن ينسى له هذه فقال له وهو في الكيس: اتق الله يا أمير المؤمنين لا يحملنك زهوق عضو مني على إزهاق نفسي، ثم أُذِّن للصلاة  فبدأ الناس يطرقون الباب، وعهد عبد الملك بن مروان لأخيه عبد العزيز بن مروان - والد عمر بن عبد العزيز - وهو أخوه لأبيه عهد به إليه ليقتله ويخرج هو إلى الصلاة، فقال له الأشدق: دع قتلي بيد غيرك - لما بينه وبينه من الرحب -؛ فتركه، فدخل عبد الملك بن مروان ووجده لم يُقتل، فعيَّر عبد العزيز بأمه، وأخذ الرمح، وضرب بها الأشدق، فما نفذت فيه، فقال: ودارعٌ أيضاً، فأخذه، وذبحه ذبحاً، ثم قال: ما رأيت طالب دنيا، ولا طالب آخرة؛ مثل هذا، يعني ما رأيت أحداً من طلاب الدنيا، ولا من طلاب الآخرة مثل هذا؛ في بأسه، وشدته.
المهم أن ابن الزبير بلغه الخبر وهو في مكة، فقال على المنبر يلمز عبد الملك بن مروان: إن فلاناً قد قتل فم الذئاب - يعني الأشدق -، وقرأ قوله تعالى: وَكَذَلِكَ نُوَلِّي بَعْضَ الظَّالِمِينَ بَعْضًا بِمَا كَانُواْ يَكْسِبُونَ [سورة الأنعام:129] أي أنه استشهد بهذه الآية على تسليط الظالم على الظالم.
والآية تحتمل معنى ثالث وهو أن ذلك من الولاية بمعنى أن قوله: نُوَلِّي بَعْضَ الظَّالِمِينَ بَعْضًا أي: يكونون أولياء بعض كما قال الله عن المؤمنين: وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاء بَعْضٍ [سورة التوبة:71]، وقال عن المنافقين: الْمُنَافِقُونَ وَالْمُنَافِقَاتُ بَعْضُهُم مِّن بَعْضٍ [سورة التوبة:67] وقال عن الكافرين من اليهود، والنصارى: بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاء بَعْضٍ [سورة المائدة:51] فالله - تبارك وتعالى - قال قبل هذه الآية: وَقَالَ أَوْلِيَآؤُهُم مِّنَ الإِنسِ رَبَّنَا اسْتَمْتَعَ بَعْضُنَا بِبَعْضٍ وَبَلَغْنَا أَجَلَنَا الَّذِيَ أَجَّلْتَ لَنَا [سورة الأنعام:128] ثم قال: وَكَذَلِكَ نُوَلِّي بَعْضَ الظَّالِمِينَ بَعْضًا [سورة الأنعام:129] أي: يكونون أولياء لبعض يتناصرون على باطلهم وما أشبه ذلك، وهذا المعنى اختاره كبير المفسرين ابن جرير - رحمه الله - بقرينة الآية التي قبلها وَقَالَ أَوْلِيَآؤُهُم مِّنَ الإِنسِ ولكن السياق قد يشعر بغير هذا - والله تعالى أعلم -، وذلك أن الله قال: وَيَوْمَ يِحْشُرُهُمْ جَمِيعًا يَا مَعْشَرَ الْجِنِّ قَدِ اسْتَكْثَرْتُم مِّنَ الإِنسِ وَقَالَ أَوْلِيَآؤُهُم مِّنَ الإِنسِ رَبَّنَا اسْتَمْتَعَ بَعْضُنَا بِبَعْضٍ وَبَلَغْنَا أَجَلَنَا الَّذِيَ أَجَّلْتَ لَنَا قَالَ النَّارُ مَثْوَاكُمْ خَالِدِينَ فِيهَا إِلاَّ مَا شَاء اللّهُ إِنَّ رَبَّكَ حَكِيمٌ عَليمٌ ۝ وَكَذَلِكَ نُوَلِّي بَعْضَ الظَّالِمِينَ بَعْضًا بِمَا كَانُواْ يَكْسِبُونَ [سورة الأنعام:128-129] فالباء للسببية، والتعليل في قوله: بِمَا كَانُواْ يَكْسِبُونَ فكأن ذلك من باب أن الله يسلط بعضهم على بعضهم بكسبهم السيئ، وعلمهم السيئ، وعلى قول ابن جرير يعني بأعمالهم السيئة صار بينهم مجانسة، وصار بعضهم ولي لبعض، لكن التعليل قد يكون أدل على المعنى الذي قبله وهو تسليط بعض الظالمين على بعض، والله أعلم.

مرات الإستماع: 0

"نُوَلِّي بَعْضَ الظَّالِمِينَ بَعْضًا [الأنعام: 129] أي: نجعل بعضهم، وليًا لبعض، وقيل: نتبع بعضهم بعضًا في دخولهم النار، وقيل: نسلط بعضهم على بعض".

قوله: نُوَلِّي بَعْضَ الظَّالِمِينَ بَعْضًا قال: "أي: نجعل بعضهم وليًا لبعض" أي: أنه يزين له الكفر، والمعاصي، ويدفعه إلى الآثام، وهذا الذي اختاره أبو جعفر بن جرير - رحمه الله -[1] وجماعة من المفسرين، كالواحدي[2] وقال به من السلف قتادة[3] وقال به من المعاصرين السعدي[4] وهذا كأنه هو الظاهر المتبادر - والله تعالى أعلم -.

"وقيل: نتبع بعضهم بعضًا في دخول النار" وأصل المادة (ولي) يدل على القرب، يعني ندخل هؤلاء، ثم هؤلاء، ثم هؤلاء، يتتابعون في دخول النار، وهذا مروي عن قتادة: نولي بعض الظالمين بعضًا[5] لكن ليس هذا هو المعنى المتبادر - والله أعلم -.

"وقيل: نسلط بعضهم على بعض" ونجعل بعضهم متسلطًا على بعض، وهذا مروي عن ابن زيد[6] واختاره ابن كثير[7].

ويروى عن عبد الله بن الزبير - ا -[8] لما كان أميرًا في مكة، وقتل عبد الملك بن مروان، عمرو بن سعيد بن العاص، وكان يُلقب بالأشدق، وتجدون خبره في تاريخ ابن كثير، في قصة عجيبة في قتله، وكان الأشدق هذا أميرًا في المدينة، وكان يرسل الجيوش إلى مكة لمحاربة ابن الزبير، وكان عبد الملك قد عهد له بالخلافة، ثم بعد ذلك لما خرج عبد الملك لقتال مصعب بن الزبير في العراق، قام هذا الأشدق، وأغلق أبواب دمشق، وحصنها، وأعلن خلع عبد الملك، وأنه هو الخليفة، فرجع عبد الملك، وحصل قتال بين الطرفين، وليس بحرب عامة، وإنما كانت بأفراد من هؤلاء، وهؤلاء، ثم بعد ذلك حصل اتفاق على أن يدخل عبد الملك دمشق، ولا يتعرض للأشدق، فدخلها، وبعد ذلك دعا الأشدق، وكان هذا الرجل من أقوى الناس، وأشدهم بأسًا، حتى أن أباه قال عند موته: من لي كذا، من لي كذا، يذكر دين عليه، فقال: ففيم؟ قال: في كذا، وكذا، أي بسبب أمور من المكارم لحقه هذا الدين، فقال: أنا لها - لما جمع بنيه - قال: من لأخواتكم؟ فقال: أنا، وكلما ذكر شيئًا، قال: أنا، فقال: قد علمت ذلك من حماليق عينيك إذا ولدتك أمك، يعني كان يرى فيه أنه إنسان غير عادي، فالشاهد: أنه قال عبد الملك بن مروان حين دعاه فجاء مع خادمه، وقد كان نُصح ألا يأتي، فقال: وماذا عسى أن يصنع ؟ وجاء عليه درع تحت الثياب، فدخل، ووقف عند الباب، فلما نظر وجد بني أمية قد اجتمعوا في مجلس عبد الملك، وكأنه استشعر شيئًا من الغدر، فقال لخادمه: ادع فلان، يعني أخاه، فقال: ماذا؟ قال: قطع الله لسانك، ثم تقدم قليلاً، وهو متقلد السيف، وقال لخادمه: ادع فلانًا، يعني أخاه، فقال: ماذا؟ قال: قطع الله لسانك.

فقال له عبد الملك: تقدم، فتقدم إليه أحد الحرس، وأخذ السيف منه، ونزعه، ودعاه عبد الملك، وقال: ما هذا السيف ؟ ثم أجلسه بجانبه على السرير، ثم قال: إني قد نذرت إن أظفرني الله بك أن أضعك في كيسك، وآخذ بمجامعه في يدي، فقال: اتق الله، فقد أمنتني، فقال بنو أمية الذين حضروا: وما يضرك أن توفي بنذر أمير المؤمنين؟ فأخرج عبد الملك الكيس من تحت السرير، وبسطه، فقالوا: أوف بنذر أمير المؤمنين، فدخل في هذا الكيس، وهو رجل من أعظم الناس، ومن أقواهم، فلما تمكن من الكيس، وأخذ بمجامعه جذبه جذبة شديدة، فأصاب السرير سن الأشدق فكسرها، فقال: يا أمير المؤمنين، الله الله، أن تهدر دمي بما أصبت من جسدي، يعني لا يحملك هذا على الإتيان على نفسي؛ فخاف منه أن ينقم منه بعد ما تسبب في كسر سنه، فأمر به، وأوثق، فأذن المؤذن، فخرج عبد الملك للصلاة، وأمر عبد العزيز أخاه، غير الشقيق، والد عمر بن عبد العزيز أن يتولى قتله، فلما أراد أن يقتله ذكّره بما بينه، وبينه من رحم، فقال: يتولى ذلك غيرك، اتق الله، فرّق له، ولم يقتله.

فرجع عبد الملك من الصلاة فوجده لم يقتل، فغضب، وسب عبد العزيز، وعيره بأمه، وأخذ الرمح، فضربه به، فلم ينفذ، فقال: ودارع أيضًا، يعني، ولابس درع، ومتهيئ، ثم بعد ذلك أضجعه، وذبحه بالسيف ذبحًا، وصار يرتعد عبد الملك، فأخذوه، ووضعوه على السرير، وقال: ما رأيتُ طالب دنيا، ولا طالب آخرة مثل هذا، وقد علمت أنه لا يجتمع فيها رأسان، يعني إما أنا، أو هو، فهذا رجل يصلح للخلافة، وكان عهد إليه أن يكون هو الخليفة من بعده، وكان يسير الجيوش إلى حرب ابن الزبير، فهو رجل له بأس شديد.

فالشاهد: أن ابن الزبير لما بلغه مقتل الأشدق هذا قرأ هذه الآية في خطبته، وقال: وَكَذَلِكَ نُوَلِّي بَعْضَ الظَّالِمِينَ بَعْضًا بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ [الأنعام: 129] وذكر عبد الملك بصفة يذمه فيها، وأنه قتل الأشدق، فعلى هذا يكون المعنى على ما قاله ابن كثير - رحمه الله - وسبقه إلى ذلك ابن زيد، أي: نسلط بعضهم على بعض، فأصل هذه المادة - كما ذكرت - يدل على القرب، إما من ناحية المكان، أو النسب، أو الدين، أو النصرة، أو الصداقة، أو نحو ذلك.

فالمعنى الأول: نجعل بعضهم وليًا لبعض، وكأن هذا هو الأقرب من جهة السياق، ثم يليه في القوة أن يسلط بعض هؤلاء على بعض، وأضعف هذه الأقوال: أنه يتبع بعضهم بعضًا، فسياق هذه الآيات جاءت في استمتاع هؤلاء الإنس بالجن، والجن بالإنس، ونحو ذلك، وكأن الذين قالوا: إن المعنى: نسلط بعضهم على بعض استدلوا بأن الباء، في قوله: بِمَا كَانُوا تفيد السببية، أو التعليل، فبسبب كسبهم السيئ يسلط بعضهم على بعض، لكن هذا غير ممتنع في المعنى الأول أنه يجعل بعضهم وليًا لبعض، فهم تشابهوا في أعمال الشر، والمكر، والكفر، والفساد، فصار بعضهم يغري بعضًا، كما قال الله : وَمَنْ يَعْشُ عَنْ ذِكْرِ الرَّحْمَنِ نُقَيِّضْ لَهُ شَيْطَانًا فَهُوَ لَهُ قَرِينٌ ۝ وَإِنَّهُمْ لَيَصُدُّونَهُمْ عَنِ السَّبِيلِ وَيَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ مُهْتَدُونَ [الزخرف: 36 - 37].

  1.  تفسير الطبري = جامع البيان ت شاكر (12/118).
  2.  التفسير الوسيط للواحدي (2/323).
  3.  تفسير ابن كثير ت سلامة (3/339).
  4. تفسير السعدي = تيسير الكريم الرحمن (ص: 273).
  5. تفسير ابن كثير ت سلامة (3/339).
  6.  المصدر السابق.
  7.  المصدر السابق (3/340).
  8.  تفسير ابن عطية = المحرر الوجيز في تفسير الكتاب العزيز (2/346).