الخميس 03 / ذو القعدة / 1446 - 01 / مايو 2025
وَلِكُلٍّ دَرَجَٰتٌ مِّمَّا عَمِلُوا۟ ۚ وَمَا رَبُّكَ بِغَٰفِلٍ عَمَّا يَعْمَلُونَ

المصباح المنير التسهيل في علوم التنزيل لابن جزي
مرات الإستماع: 0

"قال: وقوله - تعالى -: وَلِكُلٍّ دَرَجَاتٌ مِّمَّا عَمِلُواْ [سورة الأنعام:132] أي: ولكل عامل في طاعة الله أو معصيته مراتب، ومنازل من عمله يبلغه الله إياها، ويثيبه بها".


هذه الآية كقوله - تعالى - في الآية الأخرى في الأحقاف: وَلِكُلٍّ دَرَجَاتٌ مِّمَّا عَمِلُوا وَلِيُوَفِّيَهُمْ أَعْمَالَهُمْ وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ [سورة الأحقاف:19].
 

"إن خيراً فخير، وإن شراً فشر، قلت: ويحتمل أن يعود قوله: وَلِكُلٍّ دَرَجَاتٌ مِّمَّا عَمِلُوا [سورة الأنعام:132] أي: من كافري الجن والإنس، أي: ولكل درجة في النار بحسبه كقوله: قَالَ لِكُلٍّ ضِعْفٌ [سورة الأعراف:38]، وقوله: الَّذِينَ كَفَرُواْ وَصَدُّواْ عَن سَبِيلِ اللّهِ زِدْنَاهُمْ عَذَابًا فَوْقَ الْعَذَابِ بِمَا كَانُواْ يُفْسِدُونَ [سورة النحل:88].
وَمَا رَبُّكَ بِغَافِلٍ عَمَّا يَعْمَلُونَ [سورة الأنعام:132] قال ابن جرير: أي: وكل ذلك من عملهم يا محمد بعلم من ربك يحصيها، ويثبتها لهم عنده، ليجازيهم عليها عند لقائهم إياه، ومعادهم إليه".

مرات الإستماع: 0

"وَلِكُلٍّ دَرَجاتٌ [الأنعام: 132] أي: منازل في الجزاء على أعمالهم من الثواب، والعقاب".

درجات يحتمل أن يعود على الكفار من الإنس، والجن، ولكل درجات في النار بحسبه، لكن المعنى الذي ذكره ابن جزي أعم يعني للمؤمنين، وللكفار درجات يتفاوتون فيها، وهذا الذي اختاره ابن جرير[1] وابن كثير[2] كما قال الله : كَيْفَ فَضَّلْنَا بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ وَلَلْآخِرَةُ أَكْبَرُ دَرَجَاتٍ وَأَكْبَرُ تَفْضِيلاً [الإسراء: 21] وهكذا قوله: وَلِكُلٍّ دَرَجَاتٌ مِمَّا عَمِلُوا وَلِيُوَفِّيَهُمْ أَعْمَالَهُمْ وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ [الأحقاف: 19].  

  1. تفسير الطبري = جامع البيان ت شاكر (12/125).
  2. تفسير ابن كثير ت سلامة (3/342).