"قال: وقوله - تعالى -: وَلِكُلٍّ دَرَجَاتٌ مِّمَّا عَمِلُواْ [سورة الأنعام:132] أي: ولكل عامل في طاعة الله أو معصيته مراتب، ومنازل من عمله يبلغه الله إياها، ويثيبه بها".
هذه الآية كقوله - تعالى - في الآية الأخرى في الأحقاف: وَلِكُلٍّ دَرَجَاتٌ مِّمَّا عَمِلُوا وَلِيُوَفِّيَهُمْ أَعْمَالَهُمْ وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ [سورة الأحقاف:19].
"إن خيراً فخير، وإن شراً فشر، قلت: ويحتمل أن يعود قوله: وَلِكُلٍّ دَرَجَاتٌ مِّمَّا عَمِلُوا [سورة الأنعام:132] أي: من كافري الجن والإنس، أي: ولكل درجة في النار بحسبه كقوله: قَالَ لِكُلٍّ ضِعْفٌ [سورة الأعراف:38]، وقوله: الَّذِينَ كَفَرُواْ وَصَدُّواْ عَن سَبِيلِ اللّهِ زِدْنَاهُمْ عَذَابًا فَوْقَ الْعَذَابِ بِمَا كَانُواْ يُفْسِدُونَ [سورة النحل:88].
وَمَا رَبُّكَ بِغَافِلٍ عَمَّا يَعْمَلُونَ [سورة الأنعام:132] قال ابن جرير: أي: وكل ذلك من عملهم يا محمد بعلم من ربك يحصيها، ويثبتها لهم عنده، ليجازيهم عليها عند لقائهم إياه، ومعادهم إليه".