يقول تعالى: قَدْ خَسِرَ الذين فعلوا هذه الأفعال في الدنيا، والآخرة، أما الدنيا فخسروا أولادهم بقتلهم، وضيقوا عليهم في أموالهم، فحرَّموا أشياء ابتدعوها من تلقاء أنفسهم، وأما في الآخرة فيصيرون إلى شر المنازل بكذبهم على الله، وافترائهم كقوله تعالى: إِنَّ الَّذِينَ يَفْتَرُونَ عَلَى اللّهِ الْكَذِبَ لاَ يُفْلِحُونَ مَتَاعٌ فِي الدُّنْيَا ثُمَّ إِلَيْنَا مَرْجِعُهُمْ ثُمَّ نُذِيقُهُمُ الْعَذَابَ الشَّدِيدَ بِمَا كَانُواْ يَكْفُرُونَ [سورة يونس:69-70].
وروى الحافظ أبو بكر بن مردويه في تفسير هذه الآية عن ابن عباس - ا - قال: "إذا سرَّك أن تعلم جهل العرب فاقرأ ما فوق الثلاثين والمائة من سورة الأنعام قَدْ خَسِرَ الَّذِينَ قَتَلُواْ أَوْلاَدَهُمْ سَفَهًا بِغَيْرِ عِلْمٍ وَحَرَّمُواْ مَا رَزَقَهُمُ اللّهُ افْتِرَاء عَلَى اللّهِ قَدْ ضَلُّواْ وَمَا كَانُواْ مُهْتَدِينَ [سورة الأنعام:140] وهكذا رواه البخاري منفرداً في كتاب مناقب قريش من صحيحه".[1]
- أخرجه البخاري في كتاب المناقب - باب قصة زمزم وجهل العرب (3334) (ج 3 / ص 1297).