"وقوله تعالى: قُلْ فَلِلّهِ الْحُجَّةُ الْبَالِغَةُ فَلَوْ شَاء لَهَدَاكُمْ أَجْمَعِينَ [سورة الأنعام:149] يقول تعالى لنبيه ﷺ: قل لهم يا محمد فَلِلّهِ الْحُجَّةُ الْبَالِغَةُ أي: له الحكمة التامة، والحجة البالغة؛ في هداية من هدى، وإضلال من ضل فَلَوْ شَاء لَهَدَاكُمْ أَجْمَعِينَ [سورة الأنعام:149] فكل ذلك بقدرته، ومشيئته، واختياره، وهو مع ذلك يرضى عن المؤمنين، ويبغض الكافرين كما قال تعالى: وَلَوْ شَاء اللّهُ لَجَمَعَهُمْ عَلَى الْهُدَى [سورة الأنعام:35] وقال تعالى: وَلَوْ شَاء رَبُّكَ لآمَنَ مَن فِي الأَرْضِ [سورة يونس:99].
وقوله: وَلَوْ شَاء رَبُّكَ لَجَعَلَ النَّاسَ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلاَ يَزَالُونَ مُخْتَلِفِينَ إِلاَّ مَن رَّحِمَ رَبُّكَ وَلِذَلِكَ خَلَقَهُمْ وَتَمَّتْ كَلِمَةُ رَبِّكَ لأَمْلأنَّ جَهَنَّمَ مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ [سورة هود:119] قال الضحاك: "لا حجة لأحد عصى الله، ولكن لله الحجة البالغة على عباده"".