الأربعاء 02 / ذو القعدة / 1446 - 30 / أبريل 2025
قُلْ هَلُمَّ شُهَدَآءَكُمُ ٱلَّذِينَ يَشْهَدُونَ أَنَّ ٱللَّهَ حَرَّمَ هَٰذَا ۖ فَإِن شَهِدُوا۟ فَلَا تَشْهَدْ مَعَهُمْ ۚ وَلَا تَتَّبِعْ أَهْوَآءَ ٱلَّذِينَ كَذَّبُوا۟ بِـَٔايَٰتِنَا وَٱلَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِٱلْءَاخِرَةِ وَهُم بِرَبِّهِمْ يَعْدِلُونَ

المصباح المنير التسهيل في علوم التنزيل لابن جزي
مرات الإستماع: 0

"وقوله تعالى: قُلْ هَلُمَّ شُهَدَاءكُمُ [سورة الأنعام:150] أي: أحضروا شهداءكم الَّذِينَ يَشْهَدُونَ أَنَّ اللّهَ حَرَّمَ هَذَا [سورة الأنعام:150] أي: هذا الذي حرمتموه، وكذبتم، وافتريتم على الله فيه فَإِن شَهِدُواْ فَلاَ تَشْهَدْ مَعَهُمْ [سورة الأنعام:150] أي: لأنهم إنما يشهدون والحالة هذه كذباً، وزوراً.
وَلاَ تَتَّبِعْ أَهْوَاء الَّذِينَ كَذَّبُواْ بِآيَاتِنَا وَالَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ بِالآخِرَةِ وَهُم بِرَبِّهِمْ يَعْدِلُونَ [سورة الأنعام:150] أي: يشركون به، ويجعلون له عديلاً".


"هلمَّ" في قوله: قُلْ هَلُمَّ شُهَدَاءكُمُ [سورة الأنعام:150] يعني أحضروا، فبعضهم يقول: إنها مركبة من كلمتين، أو من حرفين، وبعضهم يقول: إنها مركبة من "هل" الاستفهامية" و "أُمّ" يعني هل أقصد كذا، لكن لكثرة الاستعمال قيل هلُمَّ، وبعضهم يقول غير هذا، فأهل اللغة مختلفون في أصلها، وفي تركيبها، وعلى كل حال هي بهذا المعنى اسم فعل، وأسماء الأفعال - كما هو معلوم - تأتي بمعنى الأمر أحياناً كقولك: صه يعني أنصت، وقولك: مَهْ بمعنى كُفَّ، وكذلك تقول: هلم يعني أقبل، ومن أسماء الأفعال قول: "بخٍ" فهي كلمة تدل على استحسان الشيء، والله أعلم.

مرات الإستماع: 0

"هَلُمَّ [الأنعام: 150] قيل: هي بمعنى هات، فهي متعدية."

يعني مثل: هَلُمَّ شُهَدَاءَكُمُ [الأنعام: 150] أي: أحضروهم.

"وقيل: بمعنى أقبل فهي غير متعدية، وهي عند بعض العرب فعل يتصل به ضمير الاثنين، والجماعة، والمؤنث، وعند بعضهم: اسم فعل، فيخاطب بها الواحد، والاثنان، والجماعة، والمؤنث على حد سواء، ومقصود الآية تعجيزهم عن إقامة الشهداء.

قوله تعالى: فَإِنْ شَهِدُوا فَلا تَشْهَدْ مَعَهُمْ أي إن كذبوا في شهادتهم، وزوروا فلا تشهد بمثل شهادتهم."

قوله تعالى: قُلْ تَعالَوْا أَتْلُ ما حَرَّمَ رَبُّكُمْ عَلَيْكُمْ أمر الله نبيه ﷺ أنه يدعو جميع الخلق إلى سماع تلاوة ما حرم عليهم، وذكر في هذه الآيات المحرمات التي أجمعت عليها جميع الشرائع، ولم تنسخ قط في ملة، وقال ابن عباس - ا -: هي الكلمات، أو الوصايا العشر التي أنزل الله على موسى."

يعني بعضهم يقول: هذه هي الوصايا العشر في التوراة، يقولون: "أولها أنا الرب إلهك الذي أخرجك من أرض مصر من بيت العبودية، لا يكن لك إله غيري" ومنها: "أكرم أباك، وأمك ليطول عمرك في الأرض التي يعطيك الرب إلهك، لا تقتل، لا تزني، لا تسرق، لا تشهد على قريبك شهادة زور، لا تشته بنت قريبك، لا تشته امرأة قريبك، ولا عبده، ولا أمته، ولا ثوره، ولا حماره، ولا شيئا من مال قريبك" وهذا كلام مترجم.