الثلاثاء 01 / ذو القعدة / 1446 - 29 / أبريل 2025
ٱلَّذِينَ ءَاتَيْنَٰهُمُ ٱلْكِتَٰبَ يَعْرِفُونَهُۥ كَمَا يَعْرِفُونَ أَبْنَآءَهُمُ ۘ ٱلَّذِينَ خَسِرُوٓا۟ أَنفُسَهُمْ فَهُمْ لَا يُؤْمِنُونَ

المصباح المنير التسهيل في علوم التنزيل لابن جزي
مرات الإستماع: 0

"ثم قال تعالى مخبراً عن أهل الكتاب أنهم يعرفون هذا الذي جئتهم به كما يعرفون أبناءهم بما عندهم من الأخبار والأنباء عن المرسلين المتقدمين، والأنبياء؛ فإن الرسل كلهم بشروا بوجود محمد ﷺ، ونعته، وصفته، وبلده، ومهاجره، وصفة أمته".

الضمير في يَعْرِفُونَهُ من قوله: الَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يَعْرِفُونَهُ كَمَا يَعْرِفُونَ أَبْنَاءهُمُ [سورة الأنعام:20] إما أن يرجع إلى النبي ﷺ، وإما أن يرجع إلى ما جاءهم به النبي ﷺ من الوحي والقرآن، أي: إنهم يعرفون هذا القرآن أنه من عند الله حثاً وليس بمختلق كما يعرفون أبناءهم، أو يعرفون أن محمداً رسول الله إلى العالمين كما يعرفون أبناءهم الذين من أصلابهم، بل قد قال له بعضهم: "والله إنا نعرفك أكثر مما نعرف أبناءنا"؛ يعني أنه لا يدري هل ولده هذا من صلبه فعلاً أم لا، مع أن المقصود بمعرفتهم أبنائهم أنهم ينسبونهم إليهم من بين سائر الناس دون أن يشتبه ذلك عليهم.
يقول ابن كثير - رحمه الله - في الآية: "أنهم يعرفون هذا الذي جئتهم به كما يعرفون أبناءهم" يعني أنه يرى أن الضمير يرجع إلى القرآن.
والقول بأنه الرسول - عليه الصلاة والسلام -، أو أنه القرآن الذي جاء به؛ بينهما ملازمة، فهم يعرفون النبي ﷺ، وهو - عليه الصلاة والسلام - قد جاءهم بالقرآن.
وهناك احتمال ثالث في عود الضمير في قوله: يَعْرِفُونَهُ؛ وذلك أن الله قال قبل هذه الآية: قُلْ أَيُّ شَيْءٍ أَكْبَرُ شَهَادةً قُلِ اللّهِ شَهِيدٌ بِيْنِي وَبَيْنَكُمْ وَأُوحِيَ إِلَيَّ هَذَا الْقُرْآنُ لأُنذِرَكُم بِهِ وَمَن بَلَغَ أَئِنَّكُمْ لَتَشْهَدُونَ أَنَّ مَعَ اللّهِ آلِهَةً أُخْرَى قُل لاَّ أَشْهَدُ قُلْ إِنَّمَا هُوَ إِلَهٌ وَاحِدٌ وَإِنَّنِي بَرِيءٌ مِّمَّا تُشْرِكُونَ ۝ الَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يَعْرِفُونَهُ [سورة الأنعام:19-20] فيحتمل أن يرجع الضمير أيضاً إلى الله - تبارك وتعالى - ليكون المعنى: الذين آتيناهم الكتاب يعرفون وحدانية الله، وذلك أن هذه السورة مكية فهي تقرر توحيد الله ، وإفراده بالوحدانية، فهذا احتمال أيضاً يضم إلى ما سبق.
وقد حمل كبير المفسرين ابن جرير - رحمه الله - الضمير في يَعْرِفُونَهُ على المعاني الثلاثة أي: يعرفون الله، ويعرفون الرسول - عليه الصلاة والسلام -، ويعرفون الوحي الذي جاء به النبي - عليه الصلاة والسلام -.
وعلى كل حال فالآيات في سياقها تتحدث عن الوحدانية، وتتحدث أيضاً عن صدق النبي ﷺ، فهذه القضايا الثلاث مذكورة قبل ضمير يَعْرِفُونَهُ فالله يقول: قُلْ أَيُّ شَيْءٍ أَكْبَرُ شَهَادةً [سورة الأنعام:19] يعني على صحة ما جئت به، ثم قال: قُلِ اللّهِ يعني يشهد على صدقي، وصدق رسالتي، ثم بعد ذلك قال: الَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يَعْرِفُونَهُ [سورة الأنعام:20] أي: يعرفون هذا الحق الذي جئت به، وأنه صدق من الله - تبارك وتعالى -، وهذا المعنى هو الذي تدل عليه الآيات الأخرى، ولهذا قال الله في موضع آخر: الَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يَعْرِفُونَهُ كَمَا يَعْرِفُونَ أَبْنَاءهُمْ وَإِنَّ فَرِيقاً مِّنْهُمْ لَيَكْتُمُونَ الْحَقَّ وَهُمْ يَعْلَمُونَ [سورة البقرة:146] فقوله: لَيَكْتُمُونَ الْحَقَّ وَهُمْ يَعْلَمُونَ [سورة البقرة:146] يعني أنهم يكتمون وحدانية الله وهم يعلمون، أو أن أنبياءهم أخبروهم عن النبي ﷺ، وعن صفته؛ فكتموا ذلك، فالثاني هو المتبادر - والله تعالى أعلم -.
هل يمكن ترجمة هذه الآية إلى لغات أخرى حرفياً؟
لا بد من معرفة أن المترجم للقرآن إلى لغة أخرى لا يمكن أن يترجم الآية ترجمة صحيحة إلا أن يكون قد فسرها؛ لأن الترجمة الحرفية مستحيلة، أعني لا يمكن أن تنقل كلام الله - تعالى - بحروفه بكل معانيه الأصلية، والخادمة؛ إلى لغة أخرى إلا بأن تفهم معاني هذه الآية.
فإذا أردت أن تترجم قوله تعالى: الَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يَعْرِفُونَهُ كَمَا يَعْرِفُونَ أَبْنَاءهُمُ [سورة الأنعام:20] إلى لغة أخرى فلا بد أن تفهم تفسيرها أولاً، ولذلك فإنك إذا كنت تعتقد أن معنى قوله: الَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ أي اليهود والنصارى، وأن الضمير في قوله: يَعْرِفُونَهُ يعني الرسول ﷺ فإنك ستقول في ترجمتك للآية: اليهود، والنصارى؛ يعرفون الرسول ﷺ، وأنه من عند الله كما يعرف الواحد منهم ابنه.
وإذا كنت تعتقد أن الضمير في يَعْرِفُونَهُ يرجع إلى الله ستقول: اليهود، والنصارى؛ يعرفون وحدانية الله كما يعرفون أبناءهم.
وإذا كنت تعتقد أن الضمير يرجع إلى القرآن ستقول: اليهود، والنصارى؛ يعرفون أن هذا القرآن حق من عند الله .
وكذلك لو فهمت أن الآية تحمل على المعاني الثلاثة فإنك تنقلها عند الترجمة بناء على الفهم الذي فهمته منها.
والمقصود أنه لا بد من فهم معنى الآية أولاً، ثم بعد ذلك ينقل هذا الفهم إلى اللغة الأخرى سواء كان صواباً، أو خطأً، وهذا هو ما يحصل، ولذلك تجد كثيراً من الترجمات فيها أخطاء كثيرة جداً، وانحرافات بحسب فهم المترجم، فالمترجم ليس مترجماً فحسب بل هو مفسر في الدرجة الأولى، ولذلك لا بد في المترجم أن يعرف اللغتين الأصلية والمنقول إليها معرفة تامة، وأن يعرف معاني القرآن وتفسيره، وكلما كان أحذق كانت ترجمته أقرب إلى الإصابة، لكن أين تجد من يفهم اللغتين ويكون حاذقاً في التفسير في نفس الوقت؟ فالله المستعان.
"فإن الرسل كلهم بشروا بوجود محمد ﷺ، ونعته، وصفته، وبلده، ومهاجره، وصفة أمته، ولهذا قال بعده: الَّذِينَ خَسِرُواْ أَنفُسَهُمْ [سورة الأنعام:20] أي: خسروا كل الخسارة فَهُمْ لاَ يُؤْمِنُونَ [سورة الأنعام:20] بهذا الأمر الجلي الظاهر الذي بشرت به الأنبياء، ونوهت به؛ في قديم الزمان، وحديثه".

مرات الإستماع: 0

"يَعْرِفُونَهُ كَما يَعْرِفُونَ أَبْناءَهُمُ تقدّم في البقرة."

قوله هنا: يَعْرِفُونَهُ كَما يَعْرِفُونَ أَبْناءَهُمُ كما قال الله : الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ النَّبِيَّ الأُمِّيَّ الَّذِي يَجِدُونَهُ مَكْتُوبًا عِنْدَهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَالإِنجِيلِ يَأْمُرُهُمْ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَاهُمْ عَنِ الْمُنكَرِ وَيُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّبَاتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبَائِثَ وَيَضَعُ عَنْهُمْ إِصْرَهُمْ وَالأَغْلالَ الَّتِي كَانَتْ عَلَيْهِمْ [الأعراف: 157] وهناك في سورة البقرة، تجدون هذا في صفحة مائتين، وست، وأربعين، ومائتين، وسبع، وأربعين يَعْرِفُونَهُ كَما يَعْرِفُونَ أَبْناءَهُمُ وذكر هناك في التفسير، وذكرنا أيضًا معه بعض الأوجه.

هنا قوله: الَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ [البقرة: 146] هناك في سورة البقرة في تحويل القبلة، فقوله: "يعرفون" قال: يعرفون القرآن، أو النبي ﷺ قلنا: هذا يعني هذا يمكن، وهي أمور متلازمة، وكذلك يعرفون نبوته - عليه الصلاة، والسلام - قال: أو أمر القبلة، يعني تحويل القبلة، وهذا قال به كثير من السلف، لأن السياق في القبلة يَعْرِفُونَهُ [البقرة: 146] يعني: أمر القبلة، وأنها قبلة إبراهيم يعني الكعبة، هناك يعني هذا المعنى لا تعلق له بهذا الموضع في سورة الأنعام، إلا من جهة ما ذكر قبل من أن ذلك يعني القرآن، أو النبي ﷺ الَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يَعْرِفُونَهُ [البقرة: 146] يعني: يعرفون النبي ﷺ وما جاء به الوحي، والقرآن يعرفونه، يعرفون النبي ﷺ وبهذا قال السدي[1] ورواية عن قتادة[2] واختاره الواحدي[3] والقرطبي[4] وابن كثير[5].

والرواية الأخرى عن قتادة: "يعرفون أنه لا إله حق إلا الله"[6] هنا في مقام تقرير وحدانية الله قُلْ أَيُّ شَيْءٍ أَكْبَرُ شَهَادَةً قُلِ اللَّهُ شَهِيدٌ بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ وَأُوحِيَ إِلَيَّ هَذَا الْقُرْآنُ لِأُنذِرَكُمْ بِهِ وَمَنْ بَلَغَ أَئِنَّكُمْ لَتَشْهَدُونَ أَنَّ مَعَ اللَّهِ آلِهَةً أُخْرَى قُلْ لا أَشْهَدُ قُلْ إِنَّمَا هُوَ إِلَهٌ وَاحِدٌ وَإِنَّنِي بَرِيءٌ مِمَّا تُشْرِكُونَ ۝ الَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يَعْرِفُونَهُ [الأنعام: 19 - 20] يعرفون وحدانية الله، وأنه لا إله، لا معبود بحق إلا الله، وأن محمدًا رسول الله، وهذا الذي اختاره ابن جرير[7] ومن المعاصرين الشيخ عبد الرحمن ابن سعدي - رحمه الله -[8] والطاهر ابن عاشور حمل ذلك على القرآن[9] فصار عندنا يعرفونه أي: النبي ﷺ أو القرآن، أو يعرفون أنه لا إله إلا الله.

والقول بأنهم يعرفون النبي ﷺ وما جاء به يعني من الوحي، أو نحو ذلك، وهذا المعنى دلت عليه دلائل، وأيضًا هنا قد يدل السياق على أنهم يعرفون وحدانية الله - تبارك، وتعالى -: الَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يَعْرِفُونَهُ كَمَا يَعْرِفُونَ أَبْنَاءَهُمْ [الأنعام: 20] فاستشهد بهم باعتبار هذه السورة مكية يرد فيها على المشركين؛ لأن موضوع هذه السورة، تتحدث عن قضية التوحيد، والرد على المشركين، وشبهاتهم، وضلالاتهم المتنوعة في التوحيد، وفي العمل، وفي قضايا التحليل، والتحريم، والذبائح ...، وإلى آخره، وإن كان ذلك جميعًا يرجع إلى الاعتقاد، والتوحيد.

"قوله تعالى: الَّذِينَ خَسِرُوا أَنْفُسَهُمْ فَهُمْ لا يُؤْمِنُونَ [الأنعام: 20] الَّذِينَ مبتدأ، وخبره فَهُمْ لا يُؤْمِنُونَ

وقيل: الذين نعت للذين آتيناهم الكتاب، وهو فاسد، لأن الذين أوتوا الكتاب ما استشهد بهم هنا ليقيم الحجة على الكفار."

قوله هنا: الَّذِينَ خَسِرُوا أَنْفُسَهُمْ فَهُمْ لا يُؤْمِنُونَ [الأنعام: 20] ابن كثير - رحمه الله - يقول: "يعني بهذا الأمر الجلي الظاهر، الذي بشرت به الأنبياء الَّذِينَ خَسِرُوا أَنْفُسَهُمْ فَهُمْ لا يُؤْمِنُونَ [الأنعام: 20]"[10] وهنا لم يذكر المتعلق، متعلق الإيمان حذف، لا يؤمنون، والأصل أن حذف المتعلق يفيد العموم النسبي الَّذِينَ خَسِرُوا أَنْفُسَهُمْ فَهُمْ لا يُؤْمِنُونَ [الأنعام: 20] لا يؤمنون بما يجب الإيمان به، من توحيد الله - تبارك، وتعالى - ونبوة محمد ﷺ وصحة هذا القرآن، وأحقية أنه كلام الله - تبارك، وتعالى -.

قال: الذين: مبتدأ؛ يعني: مبتدأ، هذا مبتدأ أول الَّذِينَ خَسِرُوا أَنْفُسَهُمْ فَهُمْ لا يُؤْمِنُونَ [الأنعام: 20] يقول: خبره فَهُمْ لا يُؤْمِنُونَ وبعضهم يقول: بأن قوله فَهُمْ لا يُؤْمِنُونَ هذا مبتدأ ثاني.

"الذين" مبتدأ أول الَّذِينَ خَسِرُوا أَنْفُسَهُمْ فهم: مبتدأ ثاني لا يُؤْمِنُونَ خبر المبتدأ الثاني، وأن المبتدأ الثاني، وخبره، خبر المبتدأ الأول، يعني يكون هكذا الَّذِينَ خَسِرُوا أَنْفُسَهُمْ الذين: هذا المبتدأ الأول فَهُمْ لا يُؤْمِنُونَ هذا الخبر، والخبر جملة من مبتدأ، وخبر فَهُمْ لا يُؤْمِنُونَ فهم: مبتدأ، ولا يؤمنون: خبر.

وقيل: الذين: نعت، للذين آتيناهم الكتاب، وهو فاسد، لأن الذين أوتوا الكتاب استشهد بهم ليقيم الحجة على الكفار، وبعضهم يقول: الذين خبر لمبتدأ محذوف، والتقدير: هم الذين الَّذِينَ خَسِرُوا أَنْفُسَهُمْ هم الذين، وهذا كله باعتبار أن الذين جملة استئنافية، لا تعلق لها بقوله: لَيَجْمَعَنَّكُمْ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَة [الأنعام: 12] وهذا الذي اختاره القرطبي[11] بينما ذهب آخرون كابن جرير - رحمه الله -[12] إلى أن قوله: الَّذِينَ خَسِرُوا أَنْفُسَهُمْ بدل من لَيَجْمَعَنَّكُمْ وهذا أيضًا رجحه ابن عطية[13] بدل من لَيَجْمَعَنَّكُمْ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَة لا رَيْبَ فِيهِ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنفُسَهُمْ لكن الذين قالوا بأنها جملة استئنافية، قالوا: الجمع ليس للذين خسروا أنفسهم فقط، إنما الجمع للجميع، جميع الخلائق، فلا وجه لتخصيصهم، والذين يقولون: إنها في خصوصهم، يعني الَّذِينَ خَسِرُوا أَنفُسَهُمْ أن بدل من لَيَجْمَعَنَّكُمْ أن هذا على سبيل التهديد لهم، والوعيد لإشراكهم.

لَيَجْمَعَنَّكُمْ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَة هذا عام الَّذِينَ خَسِرُوا أَنفُسَهُمْ فإذا قلت: إنه بدل من لَيَجْمَعَنَّكُمْ فيكون كأنه يقول: ليجمعنكم معاشر المكذبين الكافرين إلى يوم القيامة، فيجازيكم على أعمالكم، وتكذيبكم، وكفركم.

ومن نظر إلى العموم قال: هذه جملة استئنافية الَّذِينَ خَسِرُوا أَنفُسَهُمْ سواء قلت: هم الذين خسروا أنفسهم، تكون بهذا التقدير - والله أعلم -.

قوله: الَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يَعْرِفُونَهُ كَمَا يَعْرِفُونَ أَبْنَاءَهُمْ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنفُسَهُمْ فَهُمْ لا يُؤْمِنُونَ [الأنعام: 20] هذا يمكن أن يكون يرجع إلى أهل الكتاب، الذين عرفوا النبي ﷺ وصدق ما جاء به من الوحي، ثم لم يؤمنوا، فيكون ذلك عائدًا إليهم.

ويحتمل أن يكون هذا من قبيل الاستشهاد من أهل الكتاب في الرد على المشركين باعتبار أن السورة مكية؛ فيكون هذا كالذي قبله بهذا الاعتبار، هذا يحتمل - والله أعلم -.

  1.  تفسير القرطبي (10/161).
  2.  المصدر السابق، والدر المنثور في التفسير بالمأثور (1/356).
  3.  الوجيز للواحدي (ص: 137).
  4.  تفسير القرطبي (2/162).
  5.  تفسير ابن كثير (1/462).
  6.  انظر: تفسير الطبري (9/187).
  7.  تفسير الطبري (9/186).
  8.  تفسير السعدي (ص: 72).
  9.  التحرير، والتنوير (7/170).
  10.  انظر: تفسير ابن كثير (3/245).
  11.  تفسير القرطبي (6/396).
  12.  تفسير الطبري (9/174).
  13. تفسير ابن عطية (2/272).