قوله تعالى: وَلَوْ تَرَى إِذْ وُقِفُواْ عَلَى رَبِّهِمْ [سورة الأنعام:30] هو كقوله تعالى: وَلَوْ تَرَىَ إِذْ وُقِفُواْ عَلَى النَّارِ [سورة الأنعام:27] إذا قلنا: إنه بمعنى حبسوا على النار أو بقربها.
فقوله: وُقِفُواْ عَلَى رَبِّهِمْ أي: حُبسوا على حكمه، وقضائه فيهم، فهم ينتظرون حكم الله فيهم لدخول النار؛ هذا معنى، والآية تحتمله، وهو اختيار كبير المفسرين ابن جرير - رحمه الله -، وقال به جماعة من السلف.
الاستفهام في قوله: أَلَيْسَ هَذَا بِالْحَقِّ [سورة الأنعام:30] استفهام تقريع، فهو يقرعهم بهذا فيقول: أليس هذا بالحق الذي أنكرتموه، وجحدتموه، وكابرتم غاية المكابرة؟ قَالُواْ بَلَى وَرَبِّنَا [سورة الأنعام:30] لكن لا ينفعهم هذا الاعتراف في ذلك اليوم.