الإثنين 29 / شوّال / 1446 - 28 / أبريل 2025
وَلَوْ تَرَىٰٓ إِذْ وُقِفُوا۟ عَلَىٰ رَبِّهِمْ ۚ قَالَ أَلَيْسَ هَٰذَا بِٱلْحَقِّ ۚ قَالُوا۟ بَلَىٰ وَرَبِّنَا ۚ قَالَ فَذُوقُوا۟ ٱلْعَذَابَ بِمَا كُنتُمْ تَكْفُرُونَ

المصباح المنير التسهيل في علوم التنزيل لابن جزي
مرات الإستماع: 0

"ثم قال: وَلَوْ تَرَى إِذْ وُقِفُواْ عَلَى رَبِّهِمْ [سورة الأنعام:30] أي: أوقفوا بين يديه قَالَ أَلَيْسَ هَذَا بِالْحَقِّ [سورة الأنعام:30] أي: أليس هذا المعاد بحق وليس بباطل كما كنتم تظنون؟".

قوله تعالى: وَلَوْ تَرَى إِذْ وُقِفُواْ عَلَى رَبِّهِمْ [سورة الأنعام:30] هو كقوله تعالى: وَلَوْ تَرَىَ إِذْ وُقِفُواْ عَلَى النَّارِ [سورة الأنعام:27] إذا قلنا: إنه بمعنى حبسوا على النار أو بقربها.
فقوله: وُقِفُواْ عَلَى رَبِّهِمْ أي: حُبسوا على حكمه، وقضائه فيهم، فهم ينتظرون حكم الله فيهم لدخول النار؛ هذا معنى، والآية تحتمله، وهو اختيار كبير المفسرين ابن جرير - رحمه الله -، وقال به جماعة من السلف.
"قَالُواْ بَلَى وَرَبِّنَا قَالَ فَذُوقُواْ العَذَابَ بِمَا كُنتُمْ تَكْفُرُونَ [سورة الأنعام:30] أي: بما كنتم تكذّبون به فذوقوا اليوم مسّه أَفَسِحْرٌ هَذَا أَمْ أَنتُمْ لَا تُبْصِرُونَ [سورة الطور:15]".

الاستفهام في قوله: أَلَيْسَ هَذَا بِالْحَقِّ [سورة الأنعام:30] استفهام تقريع، فهو يقرعهم بهذا فيقول: أليس هذا بالحق الذي أنكرتموه، وجحدتموه، وكابرتم غاية المكابرة؟ قَالُواْ بَلَى وَرَبِّنَا [سورة الأنعام:30] لكن لا ينفعهم هذا الاعتراف في ذلك اليوم.

مرات الإستماع: 0

"قوله تعالى: قالَ أَلَيْسَ هذا بِالْحَقِّ [الأنعام: 30] تقرير لهم، وتوبيخ."

يعني: أليس هذا المعاد بحق.