"قوله تعالى: وَإِنْ كانَ كَبُرَ عَلَيْكَ إِعْراضُهُمْ [الأنعام: 35] الآية: مقصودها حمل النبي ﷺ على الصبر، والتسليم لما أراد الله بعباده من إيمان، أو كفر، فإنه ﷺ كان شديد الحرص على إيمانهم، فقيل له: إن استطعت أن تدخل في الأرض، أو تصعد إلى السماء فتأتيهم بآية يؤمنون بسببها. [في النسخ: يؤمنوا بسببها] فافعل، وأنت لا تقدر على ذلك، فاستسلم لأمر الله، والنفق في الأرض معناه: منفذ تنفذ فيه إلى ما تحت الأرض، وحُذف جواب إن لفهم المعنى."
يعني فافعل، والعرب تترك الكلام اختصارًا ثقةً بفهم السامع؛ إذا كان لا يلتبس يحذفون، وهذا كثير، وابن جرير ينبه على هذا كثير في التفسير.
"قوله تعالى: وَلَوْ شاءَ اللَّهُ لَجَمَعَهُمْ عَلَى الْهُدى [الأنعام: 35] حجة لأهل السنة على القدرية."
بهذا الاعتبار وَلَوْ شاءَ اللَّهُ لَجَمَعَهُمْ أن كل شيء بمشيئة الله - عز، وجل - والقدرية يقولون: بأن الإنسان يخلق فعله، وأن الله - تبارك، وتعالى - لا يقدر على أفعال العباد، ولم يقدرها نعم، ولم يخلقها.
"قوله تعالى: فَلا تَكُونَنَّ مِنَ الْجاهِلِينَ [الأنعام: 35] أي: من الذين يجهلون أن الله لو شاء لجمعهم على الهدى."