يخبر تعالى أنه الفعَّال لما يريد، المتصرف في خلقه بما يشاء، وأنه لا معقب لحكمه، ولا يقدر أحد على صرف حكمه عن خلقه، بل هو وحده لا شريك له الذي إذا سئل يجيب لمن يشاء، ولهذا قال: قُلْ أَرَأَيْتُكُم إِنْ أَتَاكُمْ عَذَابُ اللّهِ أَوْ أَتَتْكُمُ السَّاعَةُ [سورة الأنعام:40] أي: أتاكم هذا أو هذا أَغَيْرَ اللّهِ تَدْعُونَ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ [سورة الأنعام:40]".
قوله: قُلْ أَرَأَيْتُكُم [سورة الأنعام:40] الكاف والميم عند البصريين من النحاة يراد بها الخطاب، ولا محل لها من الإعراب.
وقيل: إن الكاف والميم في محل نصب على المفعولية، يعني كأنه يقول: أرأيتم أنفسكم، فالكاف للخطاب كما في قوله تعالى: قَالَ أَرَأَيْتَكَ هَذَا الَّذِي كَرَّمْتَ عَلَيَّ [سورة الإسراء:62] فقالوا: الكاف مفعول به مثل: أرأيت زيداً كأنه يقول: أرأيت نفسك، والاستفهام في قوله: أَرَأَيْتُكُم إِنْ أَتَاكُمْ عَذَابُ اللّهِ أَوْ أَتَتْكُمُ السَّاعَةُ أَغَيْرَ اللّهِ تَدْعُونَ [سورة الأنعام:40] للتقريع.