الإثنين 29 / شوّال / 1446 - 28 / أبريل 2025
فَلَوْلَآ إِذْ جَآءَهُم بَأْسُنَا تَضَرَّعُوا۟ وَلَٰكِن قَسَتْ قُلُوبُهُمْ وَزَيَّنَ لَهُمُ ٱلشَّيْطَٰنُ مَا كَانُوا۟ يَعْمَلُونَ

المصباح المنير التسهيل في علوم التنزيل لابن جزي
مرات الإستماع: 0

"قال الله تعالى: فَلَوْلا إِذْ جَاءهُمْ بَأْسُنَا تَضَرَّعُواْ [سورة الأنعام:43] أي: فهلا إذا ابتليناهم بذلك تضرعوا إلينا، وتمسكنوا لدينا، وَلَكِن قَسَتْ قُلُوبُهُمْ [سورة الأنعام:43] أي: ما رقَّت، ولا خشعت وَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ [سورة الأنعام:43] أي: من الشرك، والمعاندة، والمعاصي".

قوله: فَلَوْلا إِذْ جَاءهُمْ بَأْسُنَا تَضَرَّعُواْ [سورة الأنعام:43] يؤيد ما سبق عن ابن جرير في قوله: لَعَلَّهُمْ يَتَضَرَّعُونَ [سورة الأنعام:42] أي: لعلهم يتضرعون فلم يتضرعوا؛ لأن قوله: فَلَوْلا إِذْ جَاءهُمْ بَأْسُنَا تَضَرَّعُواْ وَلَكِن قَسَتْ قُلُوبُهُمْ [سورة الأنعام:43] معناه أن التضرع منهم لم يقع.
قوله: فَلَوْلا سبق أن "لولا" إذا كانت في أمر فائت لا يمكن استدراكه فهي للتبكيت كما في هذه الآية: فَلَوْلا إِذْ جَاءهُمْ بَأْسُنَا [سورة الأنعام:43] أي: هلا إذ جاءهم بأسنا تضرعوا، فهذا لا يمكن استدراكه؛ لأنهم قد أهلكوا، وانتهوا، وأما إذا كانت "لولا" في أمر يمكن استدراكه فإنها تكون للتحضيض، والتحريض.

مرات الإستماع: 0

"فَلَوْلا [الأنعام: 43] هنا عرض، وتحضيض، وفيه دليل على نفع التضرع حين الشدائد."