قوله: فَلَوْلا إِذْ جَاءهُمْ بَأْسُنَا تَضَرَّعُواْ [سورة الأنعام:43] يؤيد ما سبق عن ابن جرير في قوله: لَعَلَّهُمْ يَتَضَرَّعُونَ [سورة الأنعام:42] أي: لعلهم يتضرعون فلم يتضرعوا؛ لأن قوله: فَلَوْلا إِذْ جَاءهُمْ بَأْسُنَا تَضَرَّعُواْ وَلَكِن قَسَتْ قُلُوبُهُمْ [سورة الأنعام:43] معناه أن التضرع منهم لم يقع.
قوله: فَلَوْلا سبق أن "لولا" إذا كانت في أمر فائت لا يمكن استدراكه فهي للتبكيت كما في هذه الآية: فَلَوْلا إِذْ جَاءهُمْ بَأْسُنَا [سورة الأنعام:43] أي: هلا إذ جاءهم بأسنا تضرعوا، فهذا لا يمكن استدراكه؛ لأنهم قد أهلكوا، وانتهوا، وأما إذا كانت "لولا" في أمر يمكن استدراكه فإنها تكون للتحضيض، والتحريض.