وَيُرْسِلُ عَلَيْكُم حَفَظَةً أي: من الملائكة يحفظون بدن الإنسان".
سبق في قوله تعالى: وَهُوَ الْقَاهِرُ فَوْقَ عِبَادِهِ [سورة الأنعام:18] أن المراد بالفوقية فوقية الذات، وفوقيه القدر، والمنزلة، وفوقية القهر.
يعني أنه لم يحدد هنا من ماذا يحفظونهم الحفظة حيث قال: وَيُرْسِلُ عَلَيْكُم حَفَظَةً وأحسن ما يفسر به القرآن القرآن، وقد جاء في القرآن أن هؤلاء الحفظة يحفظون جسده حيث قال تعالى: لَهُ مُعَقِّبَاتٌ مِّن بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ يَحْفَظُونَهُ مِنْ أَمْرِ اللّهِ [سورة الرعد:11]، وجاء أيضاً في مواضع أخرى أنهم يحفظون عمله قال تعالى: مَا يَلْفِظُ مِن قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ [سورة ق:18] وقال تعالى: وَإِنَّ عَلَيْكُمْ لَحَافِظِينَ [سورة الانفطار:10].
قال ابن عباس - ا - وغير واحد: "لملك الموت أعوان من الملائكة"".
هذا جواب على سؤال مقدر وهو أن الله قال: قُلْ يَتَوَفَّاكُم مَّلَكُ الْمَوْتِ [سورة السجدة:11] فهو واحد وهنا قال الله : تَوَفَّتْهُ رُسُلُنَا [سورة الأنعام:61] بالجمع فكيف الجمع بين الآيتين؟
يكون الجواب أن ملك الموت له أعوان من الملائكة، فأضيف ذلك الجمع إليهم بهذا الاعتبار، ولما قال تعالى: قُلْ يَتَوَفَّاكُم مَّلَكُ الْمَوْتِ [سورة السجدة:11] فهذا باعتبار أنه الموكل بهذا، وهو كبيرهم، ورئيسهم.
وقوله: وَهُمْ لاَ يُفَرِّطُونَ [سورة الأنعام:61] أي: في حفظ روح المتوفى، بل يحفظونها، وينزلونها حيث شاء الله إن كان من الأبرار ففي عليين، وإن كان من الفجار ففي سجين - عياذاً بالله من ذلك -".