يقول تعالى: وَكَذَّبَ بِهِ أي: بالقرآن الذي جئتهم به، والهدى، والبيان".
ومن أهل العلم من قال: إن الضمير يعود إلى العذاب، أي: كذب قومك بالعذاب؛ وهذا مبني على أن الله قال في الآية التي قبل هذه: قُلْ مَن يُنَجِّيكُم مِّن ظُلُمَاتِ الْبَرِّ وَالْبَحْرِ [سورة الأنعام:63] ثم قال: قُلْ هُوَ الْقَادِرُ عَلَى أَن يَبْعَثَ عَلَيْكُمْ عَذَابًا مِّن فَوْقِكُمْ أَوْ مِن تَحْتِ أَرْجُلِكُمْ..َ [سورة الأنعام:65] ثم قال: وَكَذَّبَ بِهِ [سورة الأنعام:66] يعني بالمذكور قبله وهو العذاب، لكن لعل حمله على القرآن أقرب، والله تعالى أعلم.
قُل لَّسْتُ عَلَيْكُم بِوَكِيلٍ [سورة الأنعام:66] أي: لست عليكم بوكيل، ولست بموكل بكم، كقوله: وَقُلِ الْحَقُّ مِن رَّبِّكُمْ فَمَن شَاء فَلْيُؤْمِن وَمَن شَاء فَلْيَكْفُرْ [سورة الكهف:29] أي: إنما عليَّ البلاغ وعليكم السمع والطاعة، فمن اتبعني سعد في الدنيا والآخرة، ومن خالفني فقد شقي في الدنيا والآخرة".
قوله تعالى: قُل لَّسْتُ عَلَيْكُم بِوَكِيلٍ [سورة الأنعام:66] قال بعض أهل العلم: إن هذه من جملة الآيات التي نسخت بآية السيف، وقالوا: إنه أمر بغير ذلك في آخر الأمر في الآية الخامسة من سورة براءة إذ قال: فَإِذَا انسَلَخَ الأَشْهُرُ الْحُرُمُ فَاقْتُلُواْ الْمُشْرِكِينَ حَيْثُ وَجَدتُّمُوهُمْ وَخُذُوهُمْ وَاحْصُرُوهُمْ وَاقْعُدُواْ لَهُمْ كُلَّ مَرْصَدٍ [سورة التوبة:5] وقالوا: إن هذه الآية نسخت مائة وأربعة وعشرين آية، لكن الأقرب أن هذه لم تنسخ والله أعلم.