يقول الله تعالى: وما عظموا الله حق تعظيمه؛ إذ كذبوا رسله إليهم، قال ابن عباس - ا - ومجاهد، وعبد الله بن كثير: "نزلت في قريش، وقيل نزلت في طائفة من اليهود قَالُواْ مَا أَنزَلَ اللّهُ عَلَى بَشَرٍ مِّن شَيْءٍ [سورة الأنعام:91] كما قال: أَكَانَ لِلنَّاسِ عَجَبًا أَنْ أَوْحَيْنَا إِلَى رَجُلٍ مِّنْهُمْ أَنْ أَنذِرِ النَّاسَ [سورة يونس:2]".
قوله: وَمَا قَدَرُواْ اللّهَ حَقَّ قَدْرِهِ [سورة الأنعام:91] أي: ما عظموه حق تعظيه؛ لأنهم قالوا: مَا أَنزَلَ اللّهُ عَلَى بَشَرٍ مِّن شَيْءٍ [سورة الأنعام:91] فمن عرف الله حق المعرفة، وعرف حكمته، وكمال عدله فإنه يحكم بأن الله - تبارك وتعالى - حكيم في غاية الحكمة، وأن مقتضى عدله أن يرسل الرسل - عليهم الصلاة والسلام -، وأن ينزل الكتب، وهذا أيضاً من كمال رحمته بالخلق.
يقول تعالى: وَمَا قَدَرُواْ اللّهَ حَقَّ قَدْرِهِ إِذْ قَالُواْ مَا أَنزَلَ اللّهُ عَلَى بَشَرٍ مِّن شَيْءٍ [سورة الأنعام:91] من نظر إلى أن السورة مكية، وأن السياق السابق كان في المشركين، وأن السورة نزلت جملة واحدة قال هذه الآية في المشركين من قريش، وهذا اختيار كبير المفسرين ابن جرير الطبري - رحمه الله - قاله لهذا السبب، والله تعالى أعلم.
والقول الآخر إنها في اليهود، وهذا يؤيده سبب النزول الذي جاء عن ابن عباس - ا - من طريق ابن أبي طلحة - وقد عرفنا أن هذا الإسناد إسناد جيد -، وفيه أن اليهود قالوا: مَا أَنزَلَ اللّهُ عَلَى بَشَرٍ مِّن شَيْءٍ [سورة الأنعام:91] فأنزل الله: قُلْ مَنْ أَنزَلَ الْكِتَابَ الَّذِي جَاء بِهِ مُوسَى نُورًا وَهُدًى لِّلنَّاسِ تَجْعَلُونَهُ قَرَاطِيسَ [سورة الأنعام:91] وهذا القول يشكل عليه أن السورة مكية، فكيف تكون نزلت بسبب قول اليهود؟ كما أن القول بأنها نزلت في المشركين يشكل عليه ما ذكر بعده: تَجْعَلُونَهُ قَرَاطِيسَ تُبْدُونَهَا وَتُخْفُونَ كَثِيرًا [سورة الأنعام:91] فالذي فعل هذا هم اليهود قطعاً وليس مشركو قريش.
وهذا كله يذكِّر بما ذكرناه في أول السورة أن بعض أهل العلم استثنى بعض الآيات وقال: إنها مدنية نظراً لمثل هذا كما أنه يمكن أن يقال - كما سبق أيضاً - أن الآية قد تنزل مرتين.
وابن جرير - رحمه الله - كان يقرأ بالقراءة الأخرى: يجعلونه قراطيس يبدونها ويخفون كثيراً فعلى هذه القراءة يكون السياق حكاية عن اليهود هكذا: قل من أنزل الكتاب الذي جاء به موسى نوراً وهدىً للناس يجعلونه قراطيس يبدونها وعلى هذه القراءة تكون الآية نازلة في المشركين دون إشكال، لكن قد عرفنا أن تعدد القراءات ينزَّل منزلة تعدد الآيات، فإذا كان للآية أكثر من قراءة فهما بمنزلة الآيتين، أو الآيات المتعددة.
ولهذا فإن ابن القيم - رحمه الله - في ظاهر كلامه يرى أن هذه الآية في كل من قال ذلك أي قاله المشركون، وقاله اليهود؛ فيدخل فيه هؤلاء وهؤلاء.
وأجاب - رحمه الله - عن الإشكال في قوله: تَجْعَلُونَهُ قَرَاطِيسَ تُبْدُونَهَا وَتُخْفُونَ كَثِيرًا [سورة الأنعام:91] بأن هذا من باب الاستطراد، أي أن الله - تعالى - ذكر هذا لإيضاح قضية حيث استطرد من شيء إلى نظيره وشبيهه وما أشبه ذلك بمعنى أنه قال: إذا كان قوله: مَنْ أَنزَلَ الْكِتَابَ الَّذِي جَاء بِهِ مُوسَى [سورة الأنعام:91] في المشركين، فمعنى ذلك أنه رد عليهم بهذا؛ لأنهم قد لا ينكرون بأن الله أنزل على موسى كتاباً، فالمشركون من قريش يعرفون هذا، فهو احتج عليهم بما يعرفونه، وما يسلمون به فقال: قُلْ مَنْ أَنزَلَ الْكِتَابَ الَّذِي جَاء بِهِ مُوسَى [سورة الأنعام:91]، وعلى فرض أنهم لا يؤمنون بهذا، أو لا يرفعون له رأساً؛ فالمعنى أنه يقول لهم: أنتم جهلة، فاسألوا أهل الكتاب الذين لهم رسوخ في هذا، ويعرفون الكتب والأنبياء - عليهم الصلاة والسلام -: مَنْ أَنزَلَ الْكِتَابَ الَّذِي جَاء بِهِ مُوسَى [سورة الأنعام:91]؟ ثم استطرد في ذكر اليهود فقال: تجعلونه أيها اليهود قراطيس تبدونها، وتخفون كثيراً.
وقال ابن القيم - رحمه الله -: إن هذا الأسلوب من الكلام موجود في القرآن ومنه قوله تعالى: وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنسَانَ مِن سُلَالَةٍ مِّن طِينٍ [سورة المؤمنون:12] أي آدم ﷺ، فالكلام في هذه الآية عن آدم الذي هو أصل الخلق، ثم قال: ثُمَّ جَعَلْنَاهُ نُطْفَةً فِي قَرَارٍ مَّكِينٍ ثُمَّ خَلَقْنَا النُّطْفَةَ عَلَقَةً فَخَلَقْنَا الْعَلَقَةَ مُضْغَةً فَخَلَقْنَا الْمُضْغَةَ عِظَامًا فَكَسَوْنَا الْعِظَامَ لَحْمًا [سورة المؤمنون:13-14] فالمقصود هنا ليس آدم ﷺ، وإنما المقصود ذريته، وبمثل ذلك يقال في آية الأعراف: هُوَ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَجَعَلَ مِنْهَا زَوْجَهَا لِيَسْكُنَ إِلَيْهَا فَلَمَّا تَغَشَّاهَا حَمَلَتْ حَمْلاً خَفِيفًا فَمَرَّتْ بِهِ فَلَمَّا أَثْقَلَت دَّعَوَا اللّهَ رَبَّهُمَا لَئِنْ آتَيْتَنَا صَالِحاً لَّنَكُونَنَّ مِنَ الشَّاكِرِينَ فَلَمَّا آتَاهُمَا صَالِحاً [سورة الأعراف:189-190] فالحديث في البداية عن أصل الخلق آدم - عليه الصلاة والسلام - لكن قوله تعالى: فَلَمَّا آتَاهُمَا صَالِحاً جَعَلاَ لَهُ شُرَكَاء فِيمَا آتَاهُمَا [سورة الأعراف:190] فهنا بدأ يتحدث عن ذرية آدم وليس المراد آدم نفسه.
ومن أمثلة الاستطراد الذي يشبه هذا قوله تعالى: وَلَئِن سَأَلْتَهُم مَّنْ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ لَيَقُولُنَّ خَلَقَهُنَّ الْعَزِيزُ الْعَلِيمُ [سورة الزخرف:9] ثم استطرد في ذكر صفته فقال: الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ مَهْدًا وَجَعَلَ لَكُمْ فِيهَا سُبُلًا [سورة الزخرف:10] فكان يسألهم من خلق السماوات، والأرض، ثم يحتج عليهم بذكر صفة هذا الخالق ، والخلاصة أن الحافظ ابن القيم يرى آية الأنعام يدخل فيها أهل الإشراك، ويدخل فيها اليهود.
قال الله تعالى: قُلْ مَنْ أَنزَلَ الْكِتَابَ الَّذِي جَاء بِهِ مُوسَى نُورًا وَهُدًى لِّلنَّاسِ [سورة الأنعام:91] أي: قل يا محمد لهؤلاء المنكرين لإنزال شيء من الكتب من عند الله في جواب سلبهم العام بإثبات قضية جزئية موجبة: مَنْ أَنزَلَ الْكِتَابَ الَّذِي جَاء بِهِ مُوسَى [سورة الأنعام:91] وهو التوراة التي قد علمتم وكل أحد أن الله قد أنزلها على موسى بن عمران نُورًا وَهُدًى لِّلنَّاسِ [سورة الأنعام:91] أي: ليستضاء بها في كشف المشكلات، ويُهتدى بها من ظلم الشبهات".
هم نفوا نفياً مطلقاً أن يكون الله أنزل على بشر شيئاً من الوحي إذ قالوا: مَا أَنزَلَ اللّهُ عَلَى بَشَرٍ مِّن شَيْءٍ [سورة الأنعام:91] فـ"شيء" نكرة في سياق النفي، وأُكِّدت بـ"من" التي تنقلها من حيز الظهور في العموم إلى حيز التنصيص الصريح في العموم، وفي باب الجدل، والمناظرة؛ يقال: أُبطل هذا الادعاء أو الاحتجاج بما يسمى بالنقض فهم لما قالوا: مَا أَنزَلَ اللّهُ عَلَى بَشَرٍ مِّن شَيْءٍ [سورة الأنعام:91] نقض الله - تبارك وتعالى - عليهم هذا بقوله: مَنْ أَنزَلَ الْكِتَابَ الَّذِي جَاء بِهِ مُوسَى نُورًا وَهُدًى لِّلنَّاسِ [سورة الأنعام:91]، والمعنى أن هذه قضية سالبة أعني قولهم: مَا أَنزَلَ اللّهُ عَلَى بَشَرٍ مِّن شَيْءٍ [سورة الأنعام:91] فهو نقضها عليهم بقضية موجبة فقال: مَنْ أَنزَلَ الْكِتَابَ الَّذِي جَاء بِهِ مُوسَى نُورًا وَهُدًى لِّلنَّاسِ [سورة الأنعام:91]؟ وبعبارة أخرى يقال: إن قولهم: مَا أَنزَلَ اللّهُ عَلَى بَشَرٍ مِّن شَيْءٍ [سورة الأنعام:91] رُدَّ بقوله: مَنْ أَنزَلَ الْكِتَابَ الَّذِي جَاء بِهِ مُوسَى نُورًا وَهُدًى لِّلنَّاسِ [سورة الأنعام:91] فإن نفوه كفروا بكتابهم الذي يؤمنون به، وإن قالوا: إن الذي أنزله هو الله تكون مقولتهم الأولى كاذبة أعني قولهم ما أنزل الله على بشر من شيء، ولهذا فإن من وجوه الجدل، والمناظرة؛ التي وردت في القرآن النقض، ولذلك إذا استطعت أن تثبت شيئاً خلاف ما أنكره الخصم فإنك تكون قد أبطلت قوله، ودعواه، والله أعلم.
وقوله تعالى: وَعُلِّمْتُم مَّا لَمْ تَعْلَمُواْ أَنتُمْ وَلاَ آبَاؤُكُمْ [سورة الأنعام:91] أي: ومن أنزل القرآن الذي علَّمكم الله فيه من خبر ما سبق، ونبأ ما يأتي ما لم تكونوا تعلمون ذلك لا أنتم، ولا آباؤكم".
فقوله - تبارك وتعالى -: تَجْعَلُونَهُ قَرَاطِيسَ تُبْدُونَهَا وَتُخْفُونَ كَثِيرًا [سورة الأنعام:91] مضت الإشارة إلى أن قراءة الياء (يجعلونه قراطيس يبدونها) يكون في اليهود، وذلك ظاهر من هذه القراءة - والله تعالى أعلم -، وأما على قراءة التاء تَجْعَلُونَهُ قَرَاطِيسَ تُبْدُونَهَا [سورة الأنعام:91] فمن قال: إن الآية من أولها في اليهود قال: إنه رد عليهم بهذا، فقال مخاطباً لهم: تَجْعَلُونَهُ قَرَاطِيسَ تُبْدُونَهَا وَتُخْفُونَ كَثِيرًا [سورة الأنعام:91]، وهذا هو الذي يدل عليه ظاهر السياق، ولكن يشكل على هذا كما سبق أن السورة مكية، وذكرنا توجيه الحافظ ابن القيم لهذا المعنى على قراءة تَجْعَلُونَهُ قَرَاطِيسَ تُبْدُونَهَا وَتُخْفُونَ كَثِيرًا [سورة الأنعام:91] أن هذا من باب الاستطراد على قول من قال: إن الآية مكية، وأن ذلك في المشركين من قريش، فلما ذكر الرد عليهم قُلْ مَنْ أَنزَلَ الْكِتَابَ الَّذِي جَاء بِهِ مُوسَى [سورة الأنعام:91] استطرد في ذكر اليهود تَجْعَلُونَهُ قَرَاطِيسَ تُبْدُونَهَا [سورة الأنعام:91] وذكرنا نظائر ذلك.
وقوله: تَجْعَلُونَهُ قَرَاطِيسَ تُبْدُونَهَا [سورة الأنعام:91] سبق الكلام في موضعين من القرآن عن التحريف، وهل كان الذي قد حرف هو أصل الكتاب، أو أن الذي حرف هي تلك القراطيس التي كانوا يبدونها للناس ولم يقع التحريف في أصل الكتاب، وقد ذكرنا قبل بأن الأقرب من أقوال أهل العلم - والله تعالى أعلم - أن التحريف وقع في أصل كتابهم؛ ويدل على هذا تلك النسخ المنتشرة في الآفاق التي تتناقض غاية التناقض، ولا يوجد ما يثبت في حال من الأحوال أنهم يحتفظون بأصل الكتاب الذي لم يحرف.
وقوله - تبارك وتعالى -: تَجْعَلُونَهُ قَرَاطِيسَ تُبْدُونَهَا يعني تظهرونها للناس وَتُخْفُونَ كَثِيرًا [سورة الأنعام:91] هذه الآية أو ما قبل هذه الجملة من قوله: قُلْ مَنْ أَنزَلَ الْكِتَابَ الَّذِي جَاء بِهِ مُوسَى [سورة الأنعام:91] هذا مندرج تحت قاعدة معروفة وهي أن القرآن إذا ذكر مقالة قائل فإنه إن لم يذكر معها ما يبطلها، أو يدل على بطلانها قبلها، أو في أثناء ذكرها، أو بعد أن يذكرها؛ فإن ذلك يدل غالباً على صحتها، كما قلنا في قوله تعالى: سَيَقُولُونَ ثَلَاثَةٌ رَّابِعُهُمْ كَلْبُهُمْ وَيَقُولُونَ خَمْسَةٌ سَادِسُهُمْ كَلْبُهُمْ رَجْمًا بِالْغَيْبِ وَيَقُولُونَ سَبْعَةٌ وَثَامِنُهُمْ كَلْبُهُمْ [سورة الكهف:22] فما رد على من قال بالعدد الأخير، فقد يؤخذ منه أن هذا هو القول الصحيح فيهم، وعامة المواضع في القرآن يذكر ما يدل على البطلان كما في هذه الآية: مَا أَنزَلَ اللّهُ عَلَى بَشَرٍ مِّن شَيْءٍ فرد قائلاً: قُلْ مَنْ أَنزَلَ الْكِتَابَ الَّذِي جَاء بِهِ مُوسَى [سورة الأنعام:91] فرد هذه المقالة، وأبطلها.
وقوله - تبارك وتعالى - في هذه الآية: وَعُلِّمْتُم مَّا لَمْ تَعْلَمُواْ أَنتُمْ وَلاَ آبَاؤُكُمْ [سورة الأنعام:91] أي: والحال أنكم علمتم ما لم تعلموا أنتم، ولا آباؤكم، ويحتمل أن تكون هذه الجملة استئنافية مقررة لمضمون الجملة التي قبلها وَعُلِّمْتُم مَّا لَمْ تَعْلَمُواْ أَنتُمْ وَلاَ آبَاؤُكُمْ [سورة الأنعام:91] والذي عُلِّموه هو الذي أخبرهم عنه النبي ﷺ من الأمور التي أوحى الله بها إليه، فهي مشتملة على علم ما لم يعلموه من كتبهم إذا قلنا: إن ذلك يقصد به أهل الكتاب، أي: وعلمتم ما لم تعلموا مما أظهره النبي ﷺ لكم، وأبانه مما ليس في كتابكم.
وكذلك إذا قيل: إن الخطاب متوجه للمشركين، أعني قوله: وَعُلِّمْتُم مَّا لَمْ تَعْلَمُواْ أَنتُمْ وَلاَ آبَاؤُكُمْ [سورة الأنعام:91] فيعني عن طريق هذا الوحي الذي أنزله الله على رسوله ﷺ.
ويجوز أن تكون "ما" من قوله: وَعُلِّمْتُم مَّا يقصد بها ما علموه من التوراة؛ ليكون ذلك على وجه الامتنان عليهم بإنزال التوراة، أي: قل لهم: من الذي علمكم هذا، فهذا رد على اليهود، وامتنان عليهم بذلك.
وبعضهم يقول: إن هذا الخطاب للمؤمنين، بمعنى أنه انتقل من الكلام على اليهود أو من الكلام على المشركين ثم قال: وَعُلِّمْتُم مَّا لَمْ تَعْلَمُواْ أَنتُمْ وَلاَ آبَاؤُكُمْ [سورة الأنعام:91] أي كنتم في جهالة، وعماية، ثم بعث الله لكم هذا النبي فعلمتم من الوحي ما صرتم به بمنزلة عالية رفيعة من العلم والإيمان، فهو يمتن على المؤمنين بهذا، وهذا المعنى هو الذي اختاره كبير المفسرين ابن جرير الطبري - رحمه الله -، وقد يقال والله أعلم: إن ظاهر السياق أن ذلك في اليهود، وأن الله يرد عليهم، ويذكر مننه، وإنعامه، وافضاله الذي كفروه ولم يقابلوه بالشكران - والله تعالى أعلم -.
وقوله: ثُمَّ ذَرْهُمْ فِي خَوْضِهِمْ يَلْعَبُونَ [سورة الأنعام:91] أي: ثم دعهم في جهلهم، وضلالهم؛ يلعبون حتى يأتيهم من الله اليقين فسوف يعلمون ألهم العاقبة أم لعباد الله المتقين".