يقول تعالى: وَلِتُنذِرَ أُمَّ الْقُرَى وَمَنْ حَوْلَهَا [سورة الأنعام:92] أم القرى مكة، ومن حولها العالم بأكمله، وهذا من الأدلة الدالة على عموم بعثة عليه ﷺ، ومن توهم غير هذا من هذه الآية فينبغي أن يضم إليها سائر الآيات، والأحاديث الدالة على عموم بعثته ﷺ كقوله: قُلْ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنِّي رَسُولُ اللّهِ إِلَيْكُمْ جَمِيعًا [سورة الأعراف:158] وما شابه ذلك.
وثبت في الصحيحين أن رسول الله ﷺ قال: أعطيت خمساً لم يعطهن أحد من الأنبياء قبلي وذكر منهن: وكان النبي يبعث إلى قومه خاصة وبعث إلى الناس عامة[1] ولهذا قال: وَالَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالآخِرَةِ يُؤْمِنُونَ بِهِ [سورة الأنعام:92] أي: كل من آمن بالله واليوم الآخر؛ يؤمن بهذا الكتاب المبارك الذي أنزلناه إليك يا محمد وهو القرآن وَهُمْ عَلَى صَلاَتِهِمْ يُحَافِظُونَ [سورة الأنعام:92] أي: يقيمون بما فرض عليهم من أداء الصلوات في أوقاتها".
- أخرجه البخاري في كتاب التيمم (328) (ج 1 / ص 128) وفي أبواب المساجد - باب قول النبي ﷺ: جعلت لي الأرض مسجداً وطهوراً (427) (ج 1 / ص 168) وأخرجه أيضاً مسلم في كتاب المساجد ومواضع الصلاة (521) (ج 1 / ص 370).