قوله - تبارك وتعالى -: خَاشِعَةً أَبْصَارُهُمْ تَرْهَقُهُمْ ذِلَّةٌ يعني ساكنة، ذليلة تَرْهَقُهُمْ ذِلَّةٌ تعلوهم، وَقَدْ كَانُوا يُدْعَوْنَ إِلَى السُّجُودِ وَهُمْ سَالِمُونَ، بعضهم يقول: وَقَدْ كَانُوا يُدْعَوْنَ إِلَى السُّجُودِ يعني في الدنيا شرعًا أنهم أمروا بذلك، أنهم مأمورون به، وبعض السلف كإبراهيم التيمي قال: "يُدعون بالآذان، والإقامة، فيأبون"، وجاء عن سعيد بن جبير: "يسمعون حي على الفلاح، فلا يجيبون وَقَدْ كَانُوا يُدْعَوْنَ إِلَى السُّجُودِ، والمقصود الصلاة"، وجاء عن كعب الأحبار قال: "والله ما نزلت هذه الآية إلا في الذين يتخلفون عن الجماعات"، وأثر ابن مسعود الذي أخرجه الإمام مسلم في صحيحه: من سره أن يلقى الله غدًا مسلمًا؛ فليحافظ على هؤلاء الصلوات حيث ينادى بهن[1] إنما ينادى بهن في المسجد.
وَقَدْ كَانُوا يُدْعَوْنَ إِلَى السُّجُودِ وبعضهم يقول: "يدعون" أمروا به شرعًا فلم يمتثلوا.
وبعضهم يقول: بـ"حي على الفلاح" فلم يجيبوا المنادي.
- رواه مسلم، كتاب المساجد ومواضع الصلاة، باب صلاة الجماعة من سنن الهدى، رقم (654).