الأربعاء 02 / ذو القعدة / 1446 - 30 / أبريل 2025
وَلَقَدْ خَلَقْنَٰكُمْ ثُمَّ صَوَّرْنَٰكُمْ ثُمَّ قُلْنَا لِلْمَلَٰٓئِكَةِ ٱسْجُدُوا۟ لِءَادَمَ فَسَجَدُوٓا۟ إِلَّآ إِبْلِيسَ لَمْ يَكُن مِّنَ ٱلسَّٰجِدِينَ

المصباح المنير التسهيل في علوم التنزيل لابن جزي
مرات الإستماع: 0

وَلَقَدْ خَلَقْنَاكُمْ ثُمَّ صَوَّرْنَاكُمْ ثُمَّ قُلْنَا لِلْمَلآئِكَةِ اسْجُدُواْ لآدَمَ فَسَجَدُواْ إِلاَّ إِبْلِيسَ لَمْ يَكُن مِّنَ السَّاجِدِينَ [سورة الأعراف:11] ينبه تعالى بني آدم في هذا المقام على شرف أبيهم آدم، ويبين لهم عداوة عدوهم إبليس، وما هو منطوٍ عليه من الحسد لهم ولأبيهم آدم ليحذروه ولا يتبعوا طرائقه فقال تعالى: وَلَقَدْ خَلَقْنَاكُمْ ثُمَّ صَوَّرْنَاكُمْ ثُمَّ قُلْنَا لِلْمَلآئِكَةِ اسْجُدُواْ لآدَمَ فَسَجَدُواْ [سورة الأعراف:11] وهذا كقوله تعالى: وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلاَئِكَةِ إِنِّي خَالِقٌ بَشَرًا مِّن صَلْصَالٍ مِّنْ حَمَإٍ مَّسْنُونٍ ۝ فَإِذَا سَوَّيْتُهُ وَنَفَخْتُ فِيهِ مِن رُّوحِي فَقَعُواْ لَهُ سَاجِدِينَ[سورة الحجر:28-29] وذلك أنه تعالى لما خلق آدم بيده من طين لازب وصوَّره بشراً سوياً ونفخ فيه من روحه أمر الملائكة بالسجود له تعظيماً لشأن الرب تعالى وجلاله، فسمعوا كلهم وأطاعوا إلا إبليس لم يكن من الساجدين.
وقد تقدم الكلام على إبليس في أول تفسير سورة البقرة، فدلَّ على أن المراد بذلك آدم، وإنما قيل ذلك بالجمع؛ لأنه أبو البشر، كما يقول الله تعالى لبني إسرائيل الذين كانوا في زمن النبي ﷺ: وَظَلَّلْنَا عَلَيْكُمُ الْغَمَامَ وَأَنزَلْنَا عَلَيْكُمُ الْمَنَّ وَالسَّلْوَى [سورة البقرة: 57] والمراد آباؤهم الذين كانوا في زمن موسى ولكن لما كان ذلك منَّةً على الآباء الذين هم أصلٌ صار كأنه واقع على الأبناء.

يعني أن الخطاب في قوله تعالى: وَلَقَدْ خَلَقْنَاكُمْ [سورة الأعراف:11] جاء بصيغة الجمع فهل المقصود به آدم ﷺ أم جميع الناس؟
الخلق والتصوير لا شك أنه واقع لجميع الناس، فالله خلقهم ثم صورهم، وقد تمدَّح - تبارك وتعالى - بأنه هو الخالق البارئ المصور لكن في الآية قرينة تدل على أن المراد بهذا الخطاب الذي جاء بصيغة الجمع هو آدم ﷺ؛ لأنه عقبه بقوله: ثُمَّ قُلْنَا لِلْمَلآئِكَةِ اسْجُدُواْ لآدَمَ [سورة الأعراف:11] أي: خلقنا أباكم آدم ﷺ وصورناه بعد الخلق ثم قلنا للملائكة اسجدوا له، ويوضح هذا الآيةُ التي ذكرها الحافظ ابن كثير - رحمه الله - وهي قوله – تبارك وتعالى - : وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلاَئِكَةِ إِنِّي خَالِقٌ بَشَرًا مِّن صَلْصَالٍ مِّنْ حَمَإٍ مَّسْنُونٍ ۝ فَإِذَا سَوَّيْتُهُ وَنَفَخْتُ فِيهِ مِن رُّوحِي فَقَعُواْ لَهُ سَاجِدِينَ [سورة الحجر: 28-29] هذا معنى وَلَقَدْ خَلَقْنَاكُمْ ثُمَّ صَوَّرْنَاكُمْ [سورة الأعراف:11] ويؤيد هذا أيضاً القاعدة المعروفة وهي أن الخطاب يكون متوجهاً للأبناء فيما وقع للآباء؛ لأن المنة على الآباء متوجهةٌ للأبناء، كما أن المذمة الواقعة على الآباء متوجهةٌ للأبناء إن كانوا على طريقتهم، كما في قوله تعالى: وَظَلَّلْنَا عَلَيْكُمُ الْغَمَامَ وَأَنزَلْنَا عَلَيْكُمُ الْمَنَّ وَالسَّلْوَى [سورة البقرة:57] مع أن ذلك إنما وقع لأجدادهم كما قال تعالى: وَإِذْ قُلْتُمْ يَا مُوسَى لَن نَّصْبِرَ عَلَىَ طَعَامٍ وَاحِدٍ [سورة البقرة:61] وكما قال: وَإِذْ قُلْتُمْ يَا مُوسَى لَن نُّؤْمِنَ لَكَ حَتَّى نَرَى اللَّهَ جَهْرَةً [سورة البقرة:55] فهذا إنما وقع من الأجداد، فلما كانوا على طريقتهم صاروا في حكمهم، فصارت هذه المذمة لاحقةً لهم وواقعةً عليهم، وهنا يمتن الله على الناس يقول: وَلَقَدْ خَلَقْنَاكُمْ ثُمَّ صَوَّرْنَاكُمْ ثُمَّ قُلْنَا لِلْمَلآئِكَةِ اسْجُدُواْ لآدَمَ [سورة الأعراف:11] فهذا تفضيل لآدم، وهذا التفضيل يلحق ذريته.
وهذا بخلاف قوله: وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنسَانَ مِن سُلَالَةٍ مِّن طِينٍ الآية [سورة المؤمنون:12] فإن المراد منه آدم المخلوق من السلالة وذريته مخلوقون من نطفة، وصحَّ هذا؛ لأن المراد من خَلَقْنَا الْإِنسَانَ الجنس لا معيناً، والله أعلم.

في قوله: وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنسَانَ مِن سُلَالَةٍ مِّن طِينٍ [سورة المؤمنون:12] يعني باعتبار الأصل، فإن المراد منه آدم المخلوق من السلالة وأما الذرية فمن النطف.
ومن أهل العلم من يقول: إن معنى قوله: وَلَقَدْ خَلَقْنَاكُمْ [سورة الأعراف:11] أي: نطفاً ثُمَّ صَوَّرْنَاكُمْ يعني بعد ذلك، لكن هذا القول يأباه قوله بعده: ثُمَّ قُلْنَا لِلْمَلآئِكَةِ اسْجُدُواْ لآدَمَ [سورة الأعراف:11] فإن "ثُمَّ" تدل على التعقيب والتراخي في أصل معناها.
وبعضهم يقول: خَلَقْنَاكُمْ أي خلقنا آدم من تراب ثُمَّ صَوَّرْنَاكُمْ يعني في ظهره.
وبعضهم يقول: إن "ثم" في الآية بمعنى الواو، يعني ولقد خلقناكم ثم صورناكم وقلنا للملائكة اسجدوا لآدم، أي أنها ليست للتعقيب وعلى هذا يكون الخلق والتصوير لعموم الخلق ولا يختص ذلك بآدم في الآية، يعني أن الله ذكر جملةً من الأمور التي يمتن بها على الناس فقال: ولقد خلقناكم ثم صورناكم وقلنا للملائكة اسجدوا لآدم، لكن هذا خلاف الأصل ولا حاجة إليه؛ لأن "ثم" في أصل معناها تفيد التراخي والتعقيب.
وبعضهم يقول: خَلَقْنَاكُمْ يعني من ظهر آدم ثُمَّ صَوَّرْنَاكُمْ أي حينما استخرجناكم من صلبه كأمثال الذر، وأخذنا عليكم الميثاق، لكن يقال: وماذا عن قوله: ثُمَّ قُلْنَا لِلْمَلآئِكَةِ اسْجُدُواْ لآدَمَ؟ [سورة الأعراف:11]، لذلك نقول: لا حاجة لمثل هذا التكلف.
وبعضهم يقول: خَلَقْنَاكُمْ أي: خلقنا الأرواح ثُمَّ صَوَّرْنَاكُمْ أي: الأشباح، يعني أعطي كل إنسان قالباً وجسماً وصورةً تكون فيها هذه الروح.
وبعضهم يقول: خَلَقْنَاكُمْ في أصلاب الآباء ثُمَّ صَوَّرْنَاكُمْ يعني في الأرحام؛ فالتصوير يكون في الأرحام.
وبعضهم يقول: خلقهم في ظهر آدم، ثم صُوروا في الأرحام، والفرق بين هذا القول والذي قبله أن الأول معناه أنهم خُلقوا في ظهور الآباء ثم صُوروا في أرحام الأمهات، والثاني أنهم خُلقوا في ظهر آدم ثم كان تصويرهم في أرحام الأمهات، وهذا كله لا حاجة إليه، وإنما يقال: وَلَقَدْ خَلَقْنَاكُمْ [سورة الأعراف:11] أي: خلقنا آدم ﷺ ثُمَّ صَوَّرْنَاكُمْ آدم ثُمَّ قُلْنَا لِلْمَلآئِكَةِ اسْجُدُواْ لآدَمَ [سورة الأعراف:11]، والله أعلم.

مرات الإستماع: 0

"خَلَقْنَاكُمْ ثُمَّ صَوَّرْنَاكُمْ قيل: المعنى أردنا خلقكم، وتصويركم ثُمَّ قُلْنَا لِلْمَلَائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ وقيل: خلقنا أباكم، ثم صورناه، وإنما احتيج إلى التأويل ليصح العطف."

قوله: خَلَقْنَاكُمْ ثُمَّ صَوَّرْنَاكُمْ قيل: المعنى أردنا خلقكم، وتصويركم ثُمَّ قُلْنَا لِلْمَلَائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ وقيل: خلقنا أباكم، ثم صورناه، يقول: وإنما احتيج إلى التأويل ليصح العطف.

عطف التصوير على الخلق خَلَقْنَاكُمْ ثُمَّ صَوَّرْنَاكُمْ ثُمَّ قُلْنَا لِلْمَلَائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ [الأعراف: 11] فعطف عليه أمر الملائكة بالسجود.

هنا يقول: قيل أردنا خلقكم، وتصويركم ثُمَّ قُلْنا لِلْمَلائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ أردنا خلقكم، هذا باعتبار أن الخطاب لعموم الخلق، إخبارا عن حالهم خَلَقْناكُمْ ثُمَّ صَوَّرْناكُمْ ثُمَّ قُلْنا لِلْمَلائِكَةِ يعني: أردنا خلقكم، وتصويركم ثُمَّ قُلْنا لِلْمَلائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ.

لكن المعنى الثاني الذي ذكره: خلقنا أباكم، يعني آدم ثم صورناه، وهذا الذي اختاره ابن جرير[1] وابن كثير[2] ومن المعاصرين الشيخ محمد الأمين الشنقيطي[3] والسعدي[4] والطاهر ابن عاشور[5].

خَلَقْناكُمْ ثُمَّ صَوَّرْناكُمْ صورنا آدم - عليه الصلاة، والسلام - ثُمَّ قُلْنا لِلْمَلائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ وهذا هو الأقرب - والله أعلم -.

وخطابهم بذلك، يعني خطاب الذرية خَلَقْناكُمْ ثُمَّ صَوَّرْناكُمْ المقصود خلق آدم باعتبار أن الذرية قد تخاطب بما وقع لآبائها، وهذا كثير في القرآن، وذكرنا له أمثلة في خطاب بني إسرائيل وَإِذْ أَنْجَيْنَاكُمْ مِنْ آلِ فِرْعَوْنَ [الأعراف: 141] والذين أنجوا كانوا أجداد الذين خوطبوا بذلك وقت نزول القرآن.

وَإِذْ قُلْتُمْ يَا مُوسَى لَنْ نُؤْمِنَ لَكَ حَتَّى نَرَى اللَّهَ جَهْرَةً [البقرة: 55] وَإِذْ قُلْتُمْ يَا مُوسَى لَنْ نَصْبِرَ عَلَى طَعَامٍ وَاحِدٍ [البقرة: 61] إلى غير ذلك كثير.

فالذرية تخاطب بما وقع لأسلافها في الخير، والشر يعني في مقام الإنعام، وفي مقام الذم، فيما يتعلق بالإنعام فإن النعمة الحاصلة للآباء واصلة للأبناء، والذرية، فيمتن عليهم بذلك وَإِذْ أَنْجَيْنَاكُمْ مِنْ آلِ فِرْعَوْنَ [الأعراف: 141] وَأَنْزَلْنَا عَلَيْكُمُ الْمَنَّ وَالسَّلْوَى [البقرة: 57] ونحو هذا، النعمة الحاصلة للآباء، واصلة للأبناء.

وفي الشر: وَإِذْ قُلْتُمْ يَا مُوسَى لَنْ نُؤْمِنَ لَكَ حَتَّى نَرَى اللَّهَ جَهْرَةً [البقرة: 55] ونحو هذا، هذا على اعتبار ما إذا كانوا على طريقتهم، إذا كانوا على طريقة الأسلاف في الشر، والكفر، والعتو على الله - تبارك، وتعالى - فتكون المذمة تلحقهم، فيذكرهم بما فعل أسلافهم، قلتم كذا فعلتم كذا قتلتم الأنبياء، وكذبتم الرسل، بهذا الاعتبار.

فهنا خوطبت الذرية بما وقع لآدم - عليه الصلاة، والسلام - فخاطب الجميع خَلَقْنَاكُمْ ثُمَّ صَوَّرْنَاكُمْ ثُمَّ قُلْنَا لِلْمَلَائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ [الأعراف: 11] فيكون المراد بـ خلقناكم، أي: خلقنا أباكم آدم، فأضاف ذلك إلى الذرية؛ لأنها منة يمتن الله  بها عليهم، فما وقع لأبيهم آدم من التكريم يصل إلى ذريته، فهذا المعنى أقرب - والله أعلم - من تفسيره بإرادة الخلق، والتصوير.

قال: ثُمَّ قُلْنَا لِلْمَلَائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ والذي يظهر - والله أعلم - فيما يتعلق بأمر الملائكة بالسجود لآدم: أن الله أخبرهم قبل خلقه، وأمرهم إذا خلقه أن يسجدوا له، هذا أولاً، يدل عليه: وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً قَالُوا أَتَجْعَلُ فِيهَا مَنْ يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاءَ [البقرة: 30].

وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلَائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ كَانَ مِنَ الْجِنِّ [الكهف: 50] وآية البقرة هذه، وإن كانت تحتمل يعني بعدما خلقه أمرهم بالسجود، لكن قوله: فَإِذَا سَوَّيْتُهُ وَنَفَخْتُ فِيهِ مِنْ رُوحِي فَقَعُوا لَهُ سَاجِدِينَ [الحجر: 29] فهذا صريح بأنه أمرهم بالسجود قبل خلقه، وكذلك أمرهم - والله أعلم - بالسجود بعد خلقه، كما تدل عليه هذه الآية.

فلما خلقه أمرهم بالسجود له، يعني: أعلمهم قبل خلقه أنه سيخلق آدم فإذا خلقه فهم مأمورون بالسجود له، فلما خلقه أمرهم فعلاً بالسجود هذا الجمع بين الآيات خَلَقْنَاكُمْ ثُمَّ صَوَّرْنَاكُمْ ثُمَّ قُلْنَا لِلْمَلَائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ.

يقول: "وإنما احتيج إلى التأويل ليصح العطف" وبعضهم يقول: خَلَقْنَاكُمْ يعني: باعتبار الخطاب للذرية خلقناكم نطفًا، ثم صورناكم بعد ذلك، وقيل خلقنا آدم من تراب، ثم صورناكم في ظهره، في صلب آدم، لكن هذا بعيد.

وبعضهم يقول: بأن ثم هنا بمعنى الواو، يعني لا تقتضي الترتيب، وإنما مطلق الجمع، يعني خلقناكم من ظهر آدم، ثم صورناكم حين أخذنا عليكم الميثاق، استخرجهم كأمثال الذر من صلب أبيهم آدم - عليه الصلاة، والسلام -.

وبعضهم يقول: خلقنا الأرواح، ثم صورنا الأشباح، وبعضهم يقول: خلقوا في الأصلاب، ثم صوروا في الأرحام، يعني: ما تكون في آدم أصلاً - عليه الصلاة، والسلام -.

وبعضهم يقول: خلقوا في ظهر آدم، ثم صوروا في أرحام الأمهات.

والأقرب - والله أعلم -: خلقناكم أي خلقنا أباكم آدم، فأضاف ذلك إليهم باعتبار ما ذكرت من مخاطبة الذرية بما وقع لآبائها، لأسلافها ثُمَّ صَوَّرْنَاكُمْ صورنا أباكم آدم - عليه الصلاة، والسلام - ثم أمرنا الملائكة بالسجود له.

  1.  تفسير الطبري (12/320).
  2.  تفسير ابن كثير (3/391).
  3.  أضواء البيان في إيضاح القرآن بالقرآن (2/46).
  4. تفسير السعدي (ص: 284).
  5.  التحرير، والتنوير (8 - ب/37).