السبت 12 / ذو القعدة / 1446 - 10 / مايو 2025
يَأْتُوكَ بِكُلِّ سَٰحِرٍ عَلِيمٍ

المصباح المنير
مرات الإستماع: 0

وقد كان السحر في زمانهم غالباً كثيراً ظاهراً، واعتقد من اعتقد منهم وأوهم من أوهم منهم أن ما جاء به موسى من قبيل ما تشعبذه سحرتهم، فلهذا جمعوا له السحرة يعارضوه بنظير ما أراهم من البينات كما أخبر تعالى عن فرعون حيث قال: فَلَنَأْتِيَنَّكَ بِسِحْرٍ مِّثْلِهِ فَاجْعَلْ بَيْنَنَا وَبَيْنَكَ مَوْعِدًا لَّا نُخْلِفُهُ نَحْنُ وَلَا أَنتَ مَكَانًا سُوًى ۝ قَالَ مَوْعِدُكُمْ يَوْمُ الزِّينَةِ وَأَن يُحْشَرَ النَّاسُ ضُحًى ۝ فَتَوَلَّى فِرْعَوْنُ فَجَمَعَ كَيْدَهُ ثُمَّ أَتَى [سورة طـه:58-60].

قوله تعالى: يَأْتُوكَ بِكُلِّ سَاحِرٍ عَلِيمٍ [سورة الأعراف:112] فيها قراءة أخرى متواترة للكوفيين عدا عاصماً يَأْتُوكَ بِكُلِّ سَحَّاِرٍ عَلِيمٍ [سورة الأعراف:112] والسحار صيغة مبالغة، والمعنى شديد السحر أو عظيم السحر، أي أنهم لم يجمعوا له كل من اشتغل بالسحر وإنما جمعوا أعلم السحرة وأشدهم، والروايات الإسرائيلية كثيرة في ذكر ذلك، فبعضهم يقدّرهم بثمانيين ألفاً، وبعضهم يذكر أنهم عشرات فقط، وهذا من التباين الشديد في الأخبار الإسرائيلية، فلم يكن الفرق يسيراً حتى يمكن أن يقال: هذا من جبر الكسر أو نحو ذلك، وإنما بعضهم يذكر أنهم عشرات، وبعضهم يقول: مئات، وبعضهم يقول: إنهم آلاف، وبعضهم يقول: هم ثمانون ألفاً، وبعضهم يقول: أكثر من ذلك، فالله أعلم.