السبت 12 / ذو القعدة / 1446 - 10 / مايو 2025
وَجَآءَ ٱلسَّحَرَةُ فِرْعَوْنَ قَالُوٓا۟ إِنَّ لَنَا لَأَجْرًا إِن كُنَّا نَحْنُ ٱلْغَٰلِبِينَ

المصباح المنير التسهيل في علوم التنزيل لابن جزي
مرات الإستماع: 0

قال المفسر - رحمه الله تعالى - في تفسير قوله تعالى: وَجَاء السَّحَرَةُ فِرْعَوْنَ قَالْواْ إِنَّ لَنَا لأَجْرًا إِن كُنَّا نَحْنُ الْغَالِبِينَ ۝ قَالَ نَعَمْ وَإَنَّكُمْ لَمِنَ الْمُقَرَّبِينَ [سورة الأعراف:113-114] يخبر تعالى عما تشارط عليه فرعون والسحرة الذين استدعاهم لمعارضة موسى إن غلبوا موسى ليُثِيبنّهم وليعطينهم عطاءً جزيلاً، فوعدهم ومنّاهم أن يعطيهم ما أرادوا، ويجعلهم من جلسائه والمقربين عنده.

فقوله - تبارك وتعالى - عن قول السحرة في هذه الآية: إِنَّ لَنَا لأَجْرًا إِن كُنَّا نَحْنُ الْغَالِبِينَ [سورة الأعراف:113] يكون هذا تقريراً جاءوا به بصيغة خبرية ليتوثقوا منه، وكأنه شيء قريب المنال، أو أنه شيء يتوقعونه أو يثقون بحصوله، فقالوا: لنا أجر إذا كنا نحن الذين غلبنا موسى ﷺ، وفي الآية الأخرى جاء بأسلوب الاستفهام أَئِنَّ لَنَا لَأَجْرًا [سورة الشعراء:41] أي أنهم يسألونه: هل تعطينا أجراً؟ والفرق بين القراءتين ظاهر، لكن هذه الآية وإن لم تكن بصيغة الاستفهام إلا أن المقام والسياق يشعر به، فهم يقولون لفرعون: إِنَّ لَنَا لأَجْرًا إِن كُنَّا نَحْنُ الْغَالِبِينَ [سورة الأعراف:113] كأنهم يشترطون ذلك عليه فجاءوا به على صيغة الخبر.

مرات الإستماع: 0

"وَجَاءَ السَّحَرَةُ فِرْعَوْنَ [الأعراف: 113] قبل هذا محذوف يدل عليه سياق الكلام، وهو أنه بعث إلى السحرة".

القرآن - كما يذكر ابن جرير، وغيره - يطوى فيه بعض الكلام ثقةٍ بفهم السامع، فيُختصر، وهذا تجده كثير في القصص.

"إِنَّ لَنَا لَأَجْرًا [الأعراف: 113] فمن قرأه بهمزتين".

وهذه قراءة الجمهور[1].

"فهو استفهام، ومن قرأه بهمزةٍ واحدة، فيحتمل أن يكون خبرًا، أو استفهامًا حُذِفت منه الهمزة".

هذه قراءة نافع، وابن كثير، وحفص[2] إِنَّ لَنَا لَأَجْرًا [الأعراف: 113] فيمكن أن يكون من قبيل الخبر، يعني كأنهم يستوثقون، ويريدون أن يقرَّهم على هذا، كأن يقول: لكم أجر "أو أنه استفهام حُذِفت منه الهمزة".

"والأجر هنا الأجرة، طلبوها من فرعون إن غلبوا موسى، فأنعم لهم فرعون بها، وزادهم التقريب منه، والجاه عنده."
  1. حجة القراءات (ص: 292).
  2. المصدر السابق.