فقوله - تبارك وتعالى - عن قول السحرة في هذه الآية: إِنَّ لَنَا لأَجْرًا إِن كُنَّا نَحْنُ الْغَالِبِينَ [سورة الأعراف:113] يكون هذا تقريراً جاءوا به بصيغة خبرية ليتوثقوا منه، وكأنه شيء قريب المنال، أو أنه شيء يتوقعونه أو يثقون بحصوله، فقالوا: لنا أجر إذا كنا نحن الذين غلبنا موسى ﷺ، وفي الآية الأخرى جاء بأسلوب الاستفهام أَئِنَّ لَنَا لَأَجْرًا [سورة الشعراء:41] أي أنهم يسألونه: هل تعطينا أجراً؟ والفرق بين القراءتين ظاهر، لكن هذه الآية وإن لم تكن بصيغة الاستفهام إلا أن المقام والسياق يشعر به، فهم يقولون لفرعون: إِنَّ لَنَا لأَجْرًا إِن كُنَّا نَحْنُ الْغَالِبِينَ [سورة الأعراف:113] كأنهم يشترطون ذلك عليه فجاءوا به على صيغة الخبر.