"إِنَّ الْأَرْضَ لِلَّهِ [الأعراف: 128] تعليل للصبر الذي أمرهم به، يعني: أرض الدنيا هنا، وفي قوله: وَيَسْتَخْلِفَكُمْ فِي الْأَرْضِ وقيل: يعني أرض فرعون، فأشار لهم موسى أولاً بالنصر في قوله: يُورِثُهَا مَن يَشَاءُ [الأعراف: 128] ثم صرَّح به في قوله: عَسَى رَبُّكُمْ [الأعراف: 129] الآية".
يعني وَيَسْتَخْلِفَكُمْ فِي الأَرْضِ [الأعراف: 129] هذا الموضع قوله - تبارك، وتعالى - حكاية عن قيل موسى - عليه الصلاة، والسلام -: إِنَّ الْأَرْضَ لِلَّهِ [الأعراف: 128] يحتمل أن يكون المقصود بذلك الأرض المعهودة، وتكون (أل) عهدية، يعني أرض مصر، ويحتمل أن يكون على سبيل العموم، فالأرض لله يورثها من يشاء، ويدخل في ذلك أرض فرعون - والله أعلم -.
"قوله تعالى: فَيَنْظُرَ كَيْفَ تَعْمَلُونَ [الأعراف: 129] حضٌّ على الاستقامة، والطاعة".
ليبتليهم بذلك بالاستخلاف، كما قال: الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ [لحج: 41] الآية.