الإثنين 07 / ذو القعدة / 1446 - 05 / مايو 2025
وَجَٰوَزْنَا بِبَنِىٓ إِسْرَٰٓءِيلَ ٱلْبَحْرَ فَأَتَوْا۟ عَلَىٰ قَوْمٍ يَعْكُفُونَ عَلَىٰٓ أَصْنَامٍ لَّهُمْ ۚ قَالُوا۟ يَٰمُوسَى ٱجْعَل لَّنَآ إِلَٰهًا كَمَا لَهُمْ ءَالِهَةٌ ۚ قَالَ إِنَّكُمْ قَوْمٌ تَجْهَلُونَ

المصباح المنير التسهيل في علوم التنزيل لابن جزي
مرات الإستماع: 0

وَجَاوَزْنَا بِبَنِي إِسْرَآئِيلَ الْبَحْرَ فَأَتَوْاْ عَلَى قَوْمٍ يَعْكُفُونَ عَلَى أَصْنَامٍ لَّهُمْ قَالُواْ يَا مُوسَى اجْعَل لَّنَا إِلَهًا كَمَا لَهُمْ آلِهَةٌ قَالَ إِنَّكُمْ قَوْمٌ تَجْهَلُونَ ۝ إِنَّ هَؤُلاء مُتَبَّرٌ مَّا هُمْ فِيهِ وَبَاطِلٌ مَّا كَانُواْ يَعْمَلُونَ [سورة الأعراف:138-139].
يخبر تعالى عما قاله جهلة بني إسرائيل لموسى حينما جاوزوا البحر وقد رأوا من آيات الله وعظيم سلطانه ما رأوا فَأَتَوْاْ [سورة الأعراف:138] أي فمروا عَلَى قَوْمٍ يَعْكُفُونَ عَلَى أَصْنَامٍ لَّهُمْ [سورة الأعراف:138] قال بعض المفسرين: كانوا من الكنعانيين، وقيل: كانوا من لخم، قال ابن جرير: وكانوا يعبدون أصناماً على صور البقر، فلهذا أثار ذلك شبهة لهم في عبادتهم العجل بعد ذلك فقالوا: يَا مُوسَى اجْعَل لَّنَا إِلَهًا كَمَا لَهُمْ آلِهَةٌ قَالَ إِنَّكُمْ قَوْمٌ تَجْهَلُونَ [سورة الأعراف:138].

هذه الروايات تستند إلى الأخبار الإسرائيلية، ولا يعتمد عليها.
قوله – تبارك وتعالى - : يَعْكُفُونَ عَلَى أَصْنَامٍ لَّهُمْ [سورة الأعراف:138]، العكوف هو المكث الطويل، أي: أنهم قد اشتغلوا بعبادتها وانكبابهم عليها، وهذه الآية كقوله – تبارك وتعالى - : مَا هَذِهِ التَّمَاثِيلُ الَّتِي أَنتُمْ لَهَا عَاكِفُونَ [سورة الأنبياء:52].
قَالَ إِنَّكُمْ قَوْمٌ تَجْهَلُونَ [سورة الأعراف:138] أي: تجهلون عظمة الله وجلاله وما يجب أن ينزه عنه من الشريك والمثيل.

مرات الإستماع: 0

"قالُوا يا مُوسَى اجْعَلْ لَنا إِلهًا [الأعراف: 138] أي: اجعل لنا صنمًا نعبده، كما يعبد هؤلاء أصنامهم، ولما تمَّ خبر موسى مع فرعون ابتدأ خبره مع بني إسرائيل من هنا إلى قوله: وَإِذْ نَتَقْنَا الْجَبَلَ [الأعراف: 171]".

يعني كلامهم هذا في بيان المناسبة.