ثم نبه تعالى عباده وأرشدهم إلى أنه يقبل توبة عباده من أي ذنب كان، حتى ولو كان من كفر أو شرك أو نفاق أو شقاق، ولهذا عقب هذه القصة بقوله: وَالَّذِينَ عَمِلُواْ السَّيِّئَاتِ ثُمَّ تَابُواْ مِن بَعْدِهَا وَآمَنُواْ إِنَّ رَبَّكَ [سورة الأعراف:153] أي: يا محمد يا رسول التوبة ونبي الرحمة، مِن بَعْدِهَا: أي من بعد تلك الفعلة، لَغَفُورٌ رَّحِيمٌ.
وروى ابن أبي حاتم عن عبد الله بن مسعود أنه سئل عن ذلك، يعني: عن الرجل يزني بالمرأة ثم يتزوجها، فتلا هذه الآية: وَالَّذِينَ عَمِلُواْ السَّيِّئَاتِ ثُمَّ تَابُواْ مِن بَعْدِهَا وَآمَنُواْ إِنَّ رَبَّكَ مِن بَعْدِهَا لَغَفُورٌ رَّحِيمٌ [سورة الأعراف:153]، فتلاها عبد الله عشر مرات، فلم يأمرهم بها ولم ينههم عنها.