الثلاثاء 08 / ذو القعدة / 1446 - 06 / مايو 2025
وَمِن قَوْمِ مُوسَىٰٓ أُمَّةٌ يَهْدُونَ بِٱلْحَقِّ وَبِهِۦ يَعْدِلُونَ

المصباح المنير التسهيل في علوم التنزيل لابن جزي
مرات الإستماع: 0

قوله: وَمِن قَوْمِ مُوسَى أُمَّةٌ يَهْدُونَ بِالْحَقِّ وَبِهِ يَعْدِلُونَ [سورة الأعراف:159] يقول تعالى مخبراً عن بني إسرائيل أن منهم طائفة يتبعون الحق ويعدلون به، كما قال تعالى: مِّنْ أَهْلِ الْكِتَابِ أُمَّةٌ قَآئِمَةٌ يَتْلُونَ آيَاتِ اللّهِ آنَاء اللَّيْلِ وَهُمْ يَسْجُدُونَ [سورة آل عمران:113]، وقال تعالى: وَإِنَّ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَمَن يُؤْمِنُ بِاللّهِ وَمَا أُنزِلَ إِلَيْكُمْ وَمَآ أُنزِلَ إِلَيْهِمْ خَاشِعِينَ لِلّهِ لاَ يَشْتَرُونَ بِآيَاتِ اللّهِ ثَمَنًا قَلِيلاً أُوْلَئِكَ لَهُمْ أَجْرُهُمْ عِندَ رَبِّهِمْ إِنَّ اللّهَ سَرِيعُ الْحِسَابِ [سورة آل عمران:199]، وقال تعالى: الَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ مِن قَبْلِهِ هُم بِهِ يُؤْمِنُونَ ۝ وَإِذَا يُتْلَى عَلَيْهِمْ قَالُوا آمَنَّا بِهِ إِنَّهُ الْحَقُّ مِن رَّبِّنَا إِنَّا كُنَّا مِن قَبْلِهِ مُسْلِمِينَ ۝ أُوْلَئِكَ يُؤْتَوْنَ أَجْرَهُم مَّرَّتَيْنِ بِمَا صَبَرُوا [سورة القصص:54] الآية، وقال تعالى: إِنَّ الَّذِينَ أُوتُواْ الْعِلْمَ مِن قَبْلِهِ إِذَا يُتْلَى عَلَيْهِمْ يَخِرُّونَ لِلأَذْقَانِ سُجَّدًا ۝ وَيَقُولُونَ سُبْحَانَ رَبِّنَا إِنْ كَانَ وَعْدُ رَبِّنَا لَمَفْعُولاً ۝ وَيَخِرُّونَ لِلأَذْقَانِ يَبْكُونَ وَيَزِيدُهُمْ خُشُوعًا [سورة الإسراء:107-109].

قوله تعالى: يَهْدُونَ بِالْحَقِّ، أي يهدون الناس ويدعونهم إلى الحق، وقال ابن جرير: يَهْدُونَ بِالْحَقِّ، أي تهتدون بالحق، وَبِهِ يَعْدِلُونَ في تعاملاتهم وأخذهم وعطائهم.
وقد فسر ابن كثير – رحمه الله - قول الله: وَمِن قَوْمِ مُوسَى أُمَّةٌ يَهْدُونَ بِالْحَقِّ وَبِهِ يَعْدِلُونَ [سورة الأعراف:159]، بآياتٍ ذكَرها، وهذا من عناية المصنف – رحمه الله - بتفسير القرآن بالقرآن، ومما تميز به كتاب ابن كثير – رحمه الله -.
 

مرات الإستماع: 0

"وَمِنْ قَوْمِ مُوسى أُمَّةٌ [الأعراف: 159] هم الذين ثبتوا حين تزلزل غيرهم في عصر موسى، أو الذين آمنوا بمحمد ﷺ في عصره."

باعتبار أنهم كانوا على الإيمان، والتوحيد الخالص لله رب العالمين، قبل مبعث النبي ﷺ أو الذين آمنوا بمحمد ﷺ في عصره.

فقوله: وَمِنْ قَوْمِ مُوسى أُمَّةٌ يَهْدُونَ بِالْحَقِّ [الأعراف: 159] فلا يمكن أن يُوجد من هؤلاء بعد بعث عيسى ﷺ ممن كذَّبوه، ولا بعد بعث النبي ﷺ مما لم يؤمنوا به، لا يمكن هذا، فإذًا هذا يصدق على من كان على الإيمان الصحيح قبل مبعث النبي ﷺ ومن الإيمان الصحيح التوحيد الخالص، والإيمان بعيسى - عليه الصلاة، والسلام - وهذا بعد بعث عيسى ﷺ وبعد بعث النبي ﷺ يكون أيضًا باتباعه، والإيمان به وَمِنْ قَوْمِ مُوسَى أُمَّةٌ يَهْدُونَ بِالْحَقِّ فإنه لا يمكن الثناء على هؤلاء إذا كانوا غير مؤمنين بما يجب.