قراءة عاصم في رواية أبي بكر (يُمَسَكُونَ) بالتخفيف، وقراءة الجمهور يُمَسِّكُونَ وهي الرواية الثانية عن عاصم[1] وقراءة حفص عن عاصم يُمَسِّكُونَ قراءة الجمهور.
هما بمعنى واحد لكن زيادة المبنى لزيادة المعنى، يعني يُمَسِّكُونَ يدل على مزيد من التمسُّك، يعني يتمسكون، ويعني يعملون به، أو يعتصمون به، ويقتدون بأوامره، ويتركون زواجره يُمَسِّكُونَ بالكتاب يتمسكون به ممتثلين ما يأمر به مجتنبين ما ينهى عنه.
يعني باعتبار أنه لا يكون متمسِّكًا بالكتاب إلا إذا كان ممتثلاً، وهذا الامتثال لابد أن يكون معه الإصلاح، الأمر بالمعروف، والنهي عن المنكر، لذلك قال الله : وَأُولَٰئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ [البقرة: 5] وقال: وَلْتَكُن مِّنكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إلى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَأُولَٰئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ [آل عمران: 104] فجعل الفلاح منحصرًا بهؤلاء.