قال علي بن أبي طلحة عن ابن عباس - ا - : قوله: وَإِذ نَتَقْنَا الْجَبَلَ فَوْقَهُمْ يقول: رفعناه، وهو قوله: وَرَفَعْنَا فَوْقَهُمُ الطُّورَ بِمِيثَاقِهِمْ [سورة النساء:154].
وقال سفيان الثوري عن الأعمش عن سعيد بن جبير عن ابن عباس - ا - : رفعته الملائكة فوق رءوسهم وهو قوله: وَرَفَعْنَا فَوْقَهُمُ الطُّورَ.
وقال القاسم بن أبي أيوب عن سعيد بن جبير عن ابن عباس - ا - قال: ثم سار بهم موسى إلى الأرض المقدسة، وأخذ الألواح بعدما سكت عنه الغضب وأمرهم بالذي أمر الله أن يبلغهم من الوظائف، فثقلت عليهم وأبوا أن يقروا بها حتى نتق الله الجبل فوقهم كأنه ظلة، قال: رفعته الملائكة فوق رءوسهم، رواه النسائي بطوله.
فقوله - تبارك وتعالى - : إِذ نَتَقْنَا الْجَبَلَ من أهل العلم من قال: إن النتق أصله أن ترفع الشيء، أو أن تستخرج الشيء من مكانه بقوة ثم ترمي به، فيكون المعنى: قلعه من مكانه، والظلة: كل شيء أظلك من سحاب ونحوه، كَأَنَّهُ ظُلَّةٌ صار كأنه سحاب فوق رءوسهم، خُذُواْ مَا آتَيْنَاكُم بِقُوَّةٍ أي: بجد وعزيمة، وَاذْكُرُواْ مَا فِيهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ أي: من العهود والمواثيق التي أخذنا عليكم العمل بها، اذكروا ما فيه من الأحكام.