ثم بعد أن ذكر الله صفة أهل النار في الدنيا قال: وَمِمَّنْ خَلَقْنَا أُمَّةٌ يَهْدُونَ بِالْحَقِّ وَبِهِ يَعْدِلُونَ، فالناس منهم من كان بتلك الصفة التي ذكر الله لأهل النار، ومنهم من يكون على حال صحيحة مستقيمة على مراد الله - تبارك وتعالى - على الصراط المستقيم، وهذا موجود في الأمم قبلنا من أتباع الأنبياء ، وهو موجود في هذه الأمة، والذي يظهر أن هذا لا يختص بهذه الأمة، وإن كان تحققه في هذه الأمة أكمل، لأن سياق الآيات في ذكر صفة أهل النار، ثم بعد ذلك ذكر أن من الناس من يكون على الحق والصراط المستقيم، وهذا موجود في أتباع الأنبياء - عليهم الصلاة والسلام -، والله تعالى أعلم.
- لم يأت بهذا اللفظ في الصحيحين، وإنما رواه البخاري عن المغيرة بن شعبة : عن النبي ﷺ قال: لا تزال طائفة من أمتي ظاهرين حتى يأتيهم أمر الله وهم ظاهرون برقم (6881)، كتاب الاعتصام بالكتاب والسنة، باب قول النبي ﷺ: لا تزال طائفة من أمتي ظاهرين على الحق وهم أهل العلم، ومسلم عن ثوبان قال: قال رسول الله ﷺ: لا تزال طائفة من أمتي ظاهرين على الحق لا يضرهم من خذلهم، حتى يأتي أمر الله وهم كذلك برقم (1920)، كتاب الإمارة، باب قوله ﷺ: لا تزال طائفة من أمتي ظاهرين على الحق لا يضرهم من خالفهم، ووردت لفظة: حتى تقوم الساعة عند الحاكم في المستدرك من حديث عمر بن الخطاب (4/496)، برقم (8389)، وقال: هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه، وصححها الألباني في السلسلة الصحيحة (4/455)، برقم (1956)، وفي صحيح الجامع برقم (7287).
- رواه البخاري برقم (7022)، كتاب التوحيد، باب قول الله تعالى: إِنَّمَا قَوْلُنَا لِشَيْءٍ [سورة النحل:40].
- رواه البخاري بالرقم السابق.