قال علي بن أبي طلحة عن ابن عباس - ا - في قوله تعالى: قَالُواْ لَوْلاَ اجْتَبَيْتَهَا يقول: لولا تلقيتها، وقال مرة أخرى: لولا أحدثتها فأنشأتها، وقال ابن جرير عن عبد الله بن كثير عن مجاهد في قوله: وَإِذَا لَمْ تَأْتِهِم بِآيَةٍ قَالُواْ لَوْلاَ اجْتَبَيْتَهَا قال: لولا اقتضيتها، قالوا: تخرجها عن نفسك، وكذا قال قتادة والسدي وعبد الرحمن بن زيد بن أسلم واختاره ابن جرير.
قوله: لَوْلاَ اجْتَبَيْتَهَا أي: اصطفيتها واخترتها وأنشأتها من عندك، وهذه المعاني كلها متقاربة، فقالوا ذلك لأنهم يرون أنه يختلق ذلك ويفتريه، وتحتمل الآيات معنيين: يحتمل أن يكون المراد بها الآيات المتلوة التي تخبرهم عما سألوا عنه مثلاً لَوْلاَ اجْتَبَيْتَهَا واختلقتها، ويحتمل أن يكون المقصود به: الآيات التي يقترحونها على النبي ﷺ ، كأن يحول الصفا إلى ذهب، أو يزيح عنهم جبال مكة، أو ينزل عليهم كتاباً من السماء يقرءونه، وما أشبه هذا من الأشياء التي اقترحوها.
قال بعض أهل العلم في قوله: لَوْلاَ اجْتَبَيْتَهَا هذا في الآيات المتلوة، لما كان الوحي يتأخر يقولون: لَوْلاَ اجْتَبَيْتَهَا، أي: لولا اخترتها، لولا اختلقتها، وكانوا يسألون النبي ﷺ عن أشياء فينتظر الوحي، فيقولون ذلك استهزاء وسخرية.