الأحد 13 / ذو القعدة / 1446 - 11 / مايو 2025
وَقَالَتْ أُولَىٰهُمْ لِأُخْرَىٰهُمْ فَمَا كَانَ لَكُمْ عَلَيْنَا مِن فَضْلٍ فَذُوقُوا۟ ٱلْعَذَابَ بِمَا كُنتُمْ تَكْسِبُونَ

المصباح المنير التسهيل في علوم التنزيل لابن جزي
مرات الإستماع: 0

وَقَالَتْ أُولاَهُمْ لأُخْرَاهُمْ أي: قال المتبوعون للأتباع فَمَا كَانَ لَكُمْ عَلَيْنَا مِن فَضْلٍ [سورة الأعراف:39].
قال السدي: فقد ضللتم كما ضللنا.

قولهم: فَمَا كَانَ لَكُمْ عَلَيْنَا مِن فَضْلٍ [سورة الأعراف:39] يعني نحن ما أجبرناكم وإنما جاءتكم الرسل ونزلت عليكم الكتب وأعطاكم الله عقولاً فلم تستعملوها ولم تعقلوا عن الله فأنتم ونحن سواء، وهذا كما يقول إبليس: إِنَّ اللّهَ وَعَدَكُمْ وَعْدَ الْحَقِّ وَوَعَدتُّكُمْ فَأَخْلَفْتُكُمْ الآية [سورة إبراهيم:22].
فَذُوقُواْ الْعَذَابَ بِمَا كُنتُمْ تَكْسِبُونَ [سورة الأعراف:39] وهذه الحال كما أخبر الله تعالى عنهم في حال محشرهم في قوله تعالى: قَالَ الَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا لِلَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا أَنَحْنُ صَدَدْنَاكُمْ عَنِ الْهُدَى بَعْدَ إِذْ جَاءكُم بَلْ كُنتُم مُّجْرِمِينَ ۝ وَقَالَ الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا لِلَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا بَلْ مَكْرُ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ إِذْ تَأْمُرُونَنَا أَن نَّكْفُرَ بِاللَّهِ وَنَجْعَلَ لَهُ أَندَادًا وَأَسَرُّوا النَّدَامَةَ لَمَّا رَأَوُا الْعَذَابَ وَجَعَلْنَا الْأَغْلَالَ فِي أَعْنَاقِ الَّذِينَ كَفَرُوا هَلْ يُجْزَوْنَ إِلَّا مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ [سورة سبأ:32-33].

مرات الإستماع: 0

"وَقَالَتْ أُولَاهُمْ لِأُخْرَاهُمْ فَمَا كَانَ لَكُمْ عَلَيْنا مِنْ فَضْلٍ [الأعراف: 39] أي: لم يكن لكم علينا فضل في الإيمان، والتقوى يوجب أن يكون عذابنا أشدّ من عذابكم، بل نحن، وأنتم متساوون."

يعني أنتم على الكفر، والضلالة، والغي، والفساد، والشر لا فرق بيننا، وبينكم.

"قوله تعالى: فَذُوقُوا الْعَذَابَ من قول أولاهم لأخراهم، أو من قول الله - تعالى - لجميعهم."

وهذا الثاني هو الذي اختاره ابن جرير - رحمه الله -[1] أو من قول الله؛ فيكون من قبيل الموصول لفظًا المفصول معنى، وعرفنا المراد بهذا يكون الكلام في ظاهره لمتكلم واحد متصل في اللفظ، وهو لاثنين.

  1. تفسير الطبري (10/180).