السبت 12 / ذو القعدة / 1446 - 10 / مايو 2025
ٱلَّذِينَ يَصُدُّونَ عَن سَبِيلِ ٱللَّهِ وَيَبْغُونَهَا عِوَجًا وَهُم بِٱلْءَاخِرَةِ كَٰفِرُونَ

المصباح المنير
مرات الإستماع: 0

ثم وصفهم بقوله: الَّذِينَ يَصُدُّونَ عَن سَبِيلِ اللّهِ وَيَبْغُونَهَا عِوَجًا وَهُم بِالآخِرَةِ كَافِرُونَ [سورة الأعراف:45] أي: يصدون الناس عن اتباع سبيل الله وشرعه وما جاءت به الأنبياء، ويبغون أن تكون السبيل معوجة غير مستقيمة حتى لا يتبعها أحد.

يقال في قوله تعالى: الَّذِينَ يَصُدُّونَ عَن سَبِيلِ اللّهِ ما يقال في قوله - تبارك وتعالى - : اتَّخَذُوا أَيْمَانَهُمْ جُنَّةً فَصَدُّوا عَن سَبِيلِ اللَّهِ [سورة المجادلة:16] باعتبار أن "صدَّ" تأتي لازمة وتأتي متعدية، فقوله: الَّذِينَ يَصُدُّونَ عَن سَبِيلِ اللّهِ أي يصدون في أنفسهم فلا يؤمنون ولا يتبعون صراط الله المستقيم، وباعتبار أنها متعدية يقال: أي يصدون غيرهم ويضلونهم، فكل ذلك داخل في معناها والله تعالى أعلم.
والقول بأنهم يصدون غيرهم عن سبيل الله قد يتضمن المعنى الأول باعتبار أنهم ضلوا في أنفسهم ولم يكتفوا بهذا، بل أضلوا غيرهم وصدوهم وصرفوهم.
وَهُم بِالآخِرَةِ كَافِرُونَ [سورة الأعراف:45] أي وهم بلقاء الله في الدار الآخرة كَافِرُونَ أي: جاحدون مكذبون بذلك لا يصدقونه ولا يؤمنون به، فلهذا لا يبالون بما يأتون من منكر من القول والعمل؛ لأنهم لا يخافون حساباً عليه ولا عقاباً، فهم شرُّ في الناس أقوالاً وأعمالاً.