وقال العوفي عن ابن عباس - ا - في قوله: فَالْيَوْمَ نَنسَاهُمْ كَمَا نَسُواْ لِقَاء يَوْمِهِمْ هَذَا [سورة الأعراف:51] قال: نسيهم الله من الخير ولم ينسهم من الشر.
وقال علي بن أبي طلحة عن ابن عباس - ا - قال: نتركهم كما تركوا لقاء يومهم هذا.
وقال مجاهد: نتركهم في النار، وقال السدي: نتركهم من الرحمة كما تركوا أن يعملوا للقاء يومهم هذا.
وفي الصحيح أن الله تعالى يقول للعبد يوم القيامة: ألم أزوجك؟ ألم أكرمك؟ ألم أسخر لك الخيل والإبل وأذرك ترأس وتربع؟ فيقول: بلى، فيقول: أظننت أنك ملاقيَّ؟ فيقول: لا، فيقول الله تعالى: فاليوم أنساك كما نسيتني[1].
ذهاب ما علم قل نسيان | والعلم في السهو له اكتنان |
قوله: نَسُواْ اللّهَ فَنَسِيَهُمْ [سورة التوبة:67] أي أعرضوا عن أمره ونهيه وتركوه وراء ظهورهم فتركهم الله في الآخرة وأعرض عنهم ولم تنلهم رحمته بل تركوا في النار، ولا حاجة أن يقال: إن النسيان هنا من قبيل المجاز ولا يحتاج مثل هذا المقام إلى تطويل، وإنما يقال: النسيان في كلام العرب يأتي لهذا وهذا، والمقصود به هنا الترك، والله تعالى أعلم.
- أخرجه مسلم في كتاب الزهد والرقائق (2968) (ج 4 / ص 2279)