وهكذا صالح قال لقومه: لَقَدْ أَبْلَغْتُكُمْ رِسَالَةَ رَبِّي وَنَصَحْتُ لَكُمْ [سورة الأعراف:79] أي: فلم تنتفعوا بذلك لأنكم لا تحبون الحق، ولا تتبعون ناصحاً، ولهذا قال: وَلَكِن لاَّ تُحِبُّونَ النَّاصِحِينَ [سورة الأعراف:79].
الأقرب - والله تعالى أعلم - أنه قال لهم ذلك بعد أن أهلكم الله -تبارك وتعالى-؛ لأنه ذكره بعد إهلاكهم، والآية تحتمل أيضاً أن يكون قال ذلك لهم حينما عقروا الناقة واستوجبوا العذاب فقال لهم ذلك وفارقهم قبل أن ينزل بهم عذاب الله ونقمته، وهذا قال به طائفة من السلف، لكن الأقرب هو ما ذكره ابن كثير - رحمه الله - ويدل عليه ظاهر القرآن، أي أنه قال ذلك بعد نزول العقوبة بهم، وكونه يوجه لهم هذا الخطاب بعد ما هلكوا ليس ذلك بمشكل للحديث الذي سبق عن رسول الله ﷺ.
- أخرجه البخاري في كتاب المغازي – باب قتل أبي جهل (3757) (ج 4 / ص 1461) ومسلم في كتاب الجنة وصفة نعيمها وأهلها - باب عرض مقعد الميت من الجنة أو النار عليه وإثبات عذاب القبر والتعوذ منه (2873) (ج 4 / ص 2202).