الثلاثاء 22 / ذو القعدة / 1446 - 20 / مايو 2025
وَمَا كَانَ جَوَابَ قَوْمِهِۦٓ إِلَّآ أَن قَالُوٓا۟ أَخْرِجُوهُم مِّن قَرْيَتِكُمْ ۖ إِنَّهُمْ أُنَاسٌ يَتَطَهَّرُونَ

المصباح المنير التسهيل في علوم التنزيل لابن جزي
مرات الإستماع: 0

وَمَا كَانَ جَوَابَ قَوْمِهِ إِلاَّ أَن قَالُواْ أَخْرِجُوهُم مِّن قَرْيَتِكُمْ إِنَّهُمْ أُنَاسٌ يَتَطَهَّرُونَ [سورة الأعراف:82] أي: ما أجابوا لوطاً إلا أن همُّوا بإخراجه ونفيه ومن معه من بين أظهرهم، فأخرجه الله تعالى سالماً، وأهلكهم في أرضهم صاغرين مهانين.
وقوله تعالى: إِنَّهُمْ أُنَاسٌ يَتَطَهَّرُونَ قال قتادة: عابوهم بغير عيب، وقال مجاهد: إِنَّهُمْ أُنَاسٌ يَتَطَهَّرُونَ من أدبار الرجال وأدبار النساء، وروي مثله عن ابن عباس - ا - أيضاً.

قولهم: إِنَّهُمْ أُنَاسٌ يَتَطَهَّرُونَ يحتمل أنهم قالوا ذلك على سبيل التهكم والسخرية، ويحتمل أنهم قالوا ذلك على سبيل الحقيقة، ومن قال: إنهم قالوا هذا على سبيل السخرية فعلى أنهم لا يرون أن هذا من التطهر والتنزه، وذلك أنهم لما فسدت فطرهم صاروا يرون أن هذا هو عين الذوق والكمال، فزُين لهم سوء عملهم، كما هو مشاهد الآن في بلاد لا تعرف الله حيث تجد أنه يُقر للمرأة في الكنيسة أن تعاشر المرأة، وللرجل أن يتزوج الرجل، وهذا في غاية القبح والمسخ، وفي البلاد التي لا يعترف لهم بذلك بصورة رسمية يخرجون بالملايين بمظاهرات حاشدة يطالبون بحقوقهم كما يزعمون، بل قد تجد بعض رؤساء الدول الكبار في أيام الانتخابات يزورون هؤلاء في مقارهم ويعدونهم بأن يعترفوا بحقوقهم وما أشبه ذلك، وهذا يدل على أن هؤلاء يمثلون وزناً وثقلاً في المجتمع، وأنهم أعداد كبيرة هائلة لا يستهان بها.
وأما الذين يتعاطون هذا الأمر في تلك المجتمعات فحدث ولا حرج حيث يقعون على كل شيء ويقع عليهم كل شيء، حتى الكلاب وغير الكلاب، ويقع الرجل على ابنته، وهكذا هي الفطَر الممسوخة، نسأل الله العافية.
قامت مظاهرة في إحدى الولايات الأمريكية التي تنتشر فيها المخدرات وهذه الولاية عُرف أهلها بالشر والشراسة والفساد حيث حكى ذلك رجل من المسلمين حضر إلى تلك الولاية ونزل في فندق وهو في غاية التوجس والخوف، فسمع جلبة بعد يوم، فأطل وإذا بمظاهرة عارمة كبيرة لمجموعة من الشواذ تحمل أعلام جميع الدول وتحمل لافتات، ثم سمع جلبة في ناحية أخرى وإذا هم بعض من يحملون الأعلام، فحمله الفضول على النزول، فلما وصل إذا بأناس من المسلمين ينازعونهم علم "لا إله إلا الله" ويقولون: لا تحملونه، وهم يقولون: بل نحمله، وهم يحتجون في هذه المظاهرة على جميع الدول لماذا لا تقر هذا الأمر رسمياً، فالله المستعان.

مرات الإستماع: 0

"وَمَا كَانَ جَوَابَ قَوْمِهِ [الأعراف: 82] الآية، أي: أنهم عدلوا عن جوابه على كلامه إلى الأمر بإخراجه، وإخراج أهله.

إِنَّهُمْ أُنَاسٌ يَتَطَهَّرُونَ [الأعراف: 82] أي: يتنزهون عن الفاحشة."