فَذَرْهُمْ أي: دعهم في تكذيبهم، وكفرهم، وعنادهم، وقيل: في خوضهم في باطلهم، ولعبهم في دنياهم.
ذرهم يَخُوضُوا وَيَلْعَبُوا الخوض بالباطل، واللعب في دنياهم، وهنا قال: دعهم في تكذيبهم، وكفرهم، وعنادهم.
قال ابن القيم - رحمه الله - معلقاً على قوله تعالى: فَذَرْهُمْ يَخُوضُوا وَيَلْعَبُوا حَتَّى يُلاقُوا يَوْمَهُمُ الَّذِي يُوعَدُونَ: "وهذا تهديد شديد يتضمن ترك هؤلاء الذين قامت عليهم حجتي، فلم يقبلوها، ولم يخافوا بأسي، ولا صدقوا رسالاتي في خوضهم بالباطل، ولعبهم، فالخوض في الباطل ضد التكلم بالحق، واللعب ضد السعي الذي يعود نفعه على ساعيه، فالأول ضد العلم النافع، والثاني ضد العمل الصالح، فلا تكلم بالحق، ولا عمل بالصواب، وهذا شأن كل من أعرض عما جاء به الرسول؛ لا بد له من هذين الأمرين"[1].
- التبيان في أقسام القرآن ص (200).