الإثنين 23 / صفر / 1447 - 18 / أغسطس 2025
وَإِذَا رَأَيْتَ ثَمَّ رَأَيْتَ نَعِيمًا وَمُلْكًا كَبِيرًا

المصباح المنير
مرات الإستماع: 0

 

وقوله -جل وعلا-:وَإِذَا رَأَيْتَ[سورة الإنسان:20] أي: وإذا رأيت يا محمد،ثَمَّأي: هناك، يعني في الجنة ونعيمها وسَعَتها وارتفاعها وما فيها من الحَبْرَة والسرور،رَأَيْتَ نَعِيمًا وَمُلْكًا كَبِيرًا[سورة الإنسان:20] أي: مملكةً لله هُناك عظيمةً وسلطانًا باهرًا.

وثبت في الصحيح أن الله تعالى يقول لآخر أهل النار خروجا منها، وآخر أهل الجنة دخولا إليها: إن لك مثلَ الدنيا وعشرة أمثالها.

فإذا كان هذا عطاؤه تعالى لأدنى من يكون في الجنة، فما ظنك بما هو أعلى منزلة وأحظى عنده تعالى؟!.

 

هنا يقول:وَإِذَا رَأَيْتَ ثَمَّ رَأَيْتَ، إذا رأيت هناك في الجنة، رأيت هذا النعيم والملك الكبير، هنا ابن كثير -رحمه الله- يقول: مملكة لله هناك، لكن يمكن أن يفسر بغير هذا، الله  يصف نعيم أهل الجنة، يقول:رَأَيْتَ نَعِيمًا وَمُلْكًا كَبِيرًاأي: لأهل الجنة، إذا كان الواحد منهم أقل أهل الجنة مرتبة يعطى ما أعطيه عشرة، مثل ما في الدنيا عشر مرات، فلا شك أن هذا ملك عظيم جداً، وغاية النعيم، هذا أدنى أهل الجنة مرتبة،وَإِذَا رَأَيْتَ ثَمَّ رَأَيْتَ، إذا رأيت هناك رأيت هذا النعيم الهائل، ورأيت هذا المُلك، الملك لأهل الجنة، أن الله ملكهم ذلك،يُحَلَّوْنَ فِيهَا مِنْ أَسَاوِرَ مِن ذَهَبٍ وَلُؤْلُؤًا وَلِبَاسُهُمْ فِيهَا حَرِيرٌ [سورة فاطر:33]، فهم في غاية النعيم والترف والملك، بعد أن حبسوا أنفسهم عن لذات هذه الدنيا وشهواتها عوضهم الله  بذلك، والجزاء من جنس العمل،إِنَّ هَذَا كَانَ لَكُمْ جَزَاء وَكَانَ سَعْيُكُم مَّشْكُورًا[سورة الإنسان:22].