قوله: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَخُونُواْ اللّهَ وَالرَّسُولَ وَتَخُونُواْ أَمَانَاتِكُمْ [سورة الأنفال:27] ، قصة حاطب بن أبي بلتعة لم تكن سبباً لنزول هذه الآية، والخون أصله النقص، كما أنه يقابله الوفاء وهو بمعنى التمام، من التوفية وهي التكميل، فالخيانة تكون بترك العمل بكتاب الله وسنة رسوله ﷺ ويدخل في ذلك مواطئة المشركين وموالاتهم والإفضاء إليهم بأسرار المسلمين كما وقع من حاطب وكل من ضيع ما ائتمن عليه فقد خان، ولذلك قال الله : وَتَخُونُواْ أَمَانَاتِكُمْ [سورة الأنفال:27]، والأمانات تشمل كل التكاليف التي كلفنا الله - تبارك وتعالى - بها من العبادات والقيام بما أمرنا الله به، وترك ما نهانا عنه، فالوضوء أمانة، والصلاة أمانة، والصيام أمانة، وكلمة الحق أمانة، والصدق مع الناس أمانة، والنصح لكل مسلم أمانة.
وقال عبد الرحمن بن زيد: نهاكم أن تخونوا الله والرسول كما صنع المنافقون.
- رواه البخاري، كتاب المغازي، باب غزوة الفتح وما بعث به حاطب بن أبي بلتعة إلى أهل مكة يخبرهم بغزو النبي ﷺ (4/1557)، برقم (4025)، ومسلم، كتاب الفضائل، باب فضائل أهل بدر وقصة حاطب بن أبي بلتعة (4/1941)، برقم (2494).