في كلام ابن كثير - رحمه الله - تفريق بين قول الله – تبارك وتعالى - : إِنَّ الَّذِينَ آمَنُواْ وَهَاجَرُواْ وَجَاهَدُواْ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنفُسِهِمْ فِي سَبِيلِ اللّهِ وَالَّذِينَ آوَواْ وَّنَصَرُواْ أُوْلَئِكَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاء بَعْضٍ وَالَّذِينَ آمَنُواْ وَلَمْ يُهَاجِرُواْ مَا لَكُم مِّن وَلاَيَتِهِم مِّن شَيْءٍ حَتَّى يُهَاجِرُواْ وَإِنِ اسْتَنصَرُوكُمْ فِي الدِّينِ فَعَلَيْكُمُ النَّصْرُ إِلاَّ عَلَى قَوْمٍ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُم مِّيثَاقٌ وَاللّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ [سورة الأنفال:72]، وقوله: وَالَّذِينَ آمَنُواْ وَهَاجَرُواْ وَجَاهَدُواْ فِي سَبِيلِ اللّهِ وَالَّذِينَ آوَواْ وَّنَصَرُواْ أُولَئِكَ هُمُ الْمُؤْمِنُونَ حَقًّا لَّهُم مَّغْفِرَةٌ وَرِزْقٌ كَرِيمٌ [سورة الأنفال:74] فالآية الأولى بيّنت الحكم في الدنيا من جهة التوارث - على تفسيرها بالتوارث - ، والآية الثانية بيّنت ما للمؤمنين من الأجر في الآخرة، ويمكن أن يقال أيضاً بأن الآية الأولى تتحدث عن قضية الموالاة، والآية الثانية عن الثناء عليهم ومدحهم، والله تعالى أعلم.
قوله: وَرِزْقٌ كَرِيمٌ أي: ليس فيه تنغيص بحال من الأحوال.