يعني ما تنطوي عليه صدورهم، ما تكون صدورهم، أوعية له، ما الذي تحويه هذه الصدور.
هنا قال قتادة، ومجاهد: يكتمون في صدورهم، مقاتل يقول: يكتمون من أفعالهم، وهذا الذي يكتمونه في صدورهم يدخل فيه ما يكتمون من أفعالهم، ويدخل فيه ما يكتمونه من المقاصد السيئة، ويدخل فيه الكفر، كل ذلك داخل فيه، وابن زيد وسع المعنى، وفسره بما يجمعون من الأعمال الصالحة، والسيئة، "يوعون" يعني لم يقيد ذلك بالصدور، أو بما يُكتم فيها، وإنما بما يجمعون، مأخوذ من الوعاء، وابن جرير - رحمه الله - يقول: ما يوعون يعني ما تُوعيه صدورهم من التكذيب، وقريب من هذا ما ذكره ابن القيم - رحمه الله - حيث فسره بما يضمرونه في صدورهم، ويكتمونه، وما يسرونه من أعمالهم إلا أنه زاد عليه المعنى الآخر وهو ما يجمعونه من الأعمال، فيجازيهم عليه بعلمه وعدله، فإن الله - تبارك وتعالى - أطلق ذلك قال: بَلِ الَّذِينَ كَفَرُواْ يُكَذِّبُونَ وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا يُوعُونَ بكل ما يجمعون، سواء كان ذلك في صدورهم، في نفوسهم ويكنونه، أو كان ذلك من الأعمال التي تصدر عنهم، فالله قد أحصى ذلك وعلمه.