من أهل العلم من يقول: إن هذا الخطاب أَلَمْ يَعْلَمُوا لغير التائبين يحرضهم على التوبة، يحثهم عليها، وبعضهم يقول: إن هذا لهؤلاء الذين تابوا، الخطاب للذين تابوا قبل أن يقبل توبتهم كما سيأتي في آخر السورة لَقَد تَّابَ الله عَلَى النَّبِيِّ وَالْمُهَاجِرِينَ وَالأَنصَارِ [سورة التوبة:117] إلى أن قال: وَعَلَى الثَّلاَثَةِ الَّذِينَ خُلِّفُواْ [سورة التوبة:118] فخصها بعض أهل العلم بهؤلاء، ومن أهل العلم - كابن جرير - من حملها وخصها بالذين أوثقوا أنفسهم، فالصحابة الذين تخلفوا الثلاثة جاءوا، واعتذروا إلى النبي ﷺ، وبقوا ينتظرون، ومن الصحابة من أوثق نفسه حتى يتوب الله عليه، يعني لا يفك وثاقه حتى يتوب الله عليه، فابن جرير - رحمه الله - حملها على هذا المعنى، أَلَمْ يَعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ هُوَ يَقْبَلُ التَّوْبَةَ عَنْ عِبَادِهِ وَيَأْخُذُ الصَّدَقَاتِ يعني ابن جرير - رحمه الله - يقول: لماذا يفعلون هذا بأنفسهم، ويقولون لا نطلق وثاقنا حتى يطلقنا رسول الله ﷺ؟ كان يكفيهم أن يتوبوا إلى الله، فإن التوبة تكون لله، وليسوا بحاجة إلى هذا، هكذا خصها بهؤلاء، وعلى أساس هذا هم اعْتَرَفُواْ بِذُنُوبِهِمْ خَلَطُواْ عَمَلاً صَالِحًا وَآخَرَ سَيِّئاً.
- رواه الترمذي، كتاب الزكاة، باب ما جاء في فضل الصدقة، برقم (662)، وقال الألباني: صحيح لغيره، في صحيح الترغيب والترهيب، برقم (856).