السبت 27 / شوّال / 1446 - 26 / أبريل 2025
وَلَا يُنفِقُونَ نَفَقَةً صَغِيرَةً وَلَا كَبِيرَةً وَلَا يَقْطَعُونَ وَادِيًا إِلَّا كُتِبَ لَهُمْ لِيَجْزِيَهُمُ ٱللَّهُ أَحْسَنَ مَا كَانُوا۟ يَعْمَلُونَ

المصباح المنير
مرات الإستماع: 0

"وَلا يُنْفِقُونَ نَفَقَةً صَغِيرَةً وَلا كَبِيرَةً وَلا يَقْطَعُونَ وَادِيًا إِلا كُتِبَ لَهُمْ لِيَجْزِيَهُمُ اللَّهُ أَحْسَنَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ [سورة التوبة:121].
يقول تعالى: ولا ينفق هؤلاء الغزاة في سبيل الله نَفَقَةً صَغِيرَةً وَلا كَبِيرَةً أي: قليلاً، ولا كثيراً وَلا يَقْطَعُونَ وَادِيًا أي: في السير إلى الأعداء إِلا كُتِبَ لَهُمْ ولم يقل ها هنا "به" لأن هذه أفعال صادرة عنهم؛ ولهذا قال: لِيَجْزِيَهُمُ اللَّهُ أَحْسَنَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ.
وقد حصل لأمير المؤمنين عثمان بن عفان من هذه الآية الكريمة حظ وافر، ونصيب عظيم، وذلك أنه أنفق في هذه الغزوة النفقات الجليلة، والأموال الجزيلة، وروى عبد الله أيضاً عن عبد الرحمن بن سمرة قال: جاء عثمان إلى النبي ﷺ بألف دينار في ثوبه حتى جَهَّز النبي ﷺ جيش العسرة قال: فصبها في حجر النبي ﷺ، فجعل النبي ﷺ يقلبها بيده ويقول: ما ضَرّ ابن عفان ما عمل بعد اليوم، يرددها مرارا[1].
وقال قتادة في قوله تعالى: وَلا يَقْطَعُونَ وَادِيًا إِلا كُتِبَ لَهُمْ الآية: "ما ازداد قوم من أهليهم في سبيل الله بعدًا إلا ازدادوا من الله قرباً".
  1. رواه الترمذي، كتاب المناقب عن رسول الله ﷺ، باب في مناقب عثمان بن عفان ، برقم (3701)، وأحمد في المسند، برقم (20630)، وقال محققوه: "إسناده حسن من أجل كثير - وهو ابن أبي كثير - مولى عبد الرحمن بن سمرة، ضمرة: هو ابن ربيعة الفلسطيني"، وحسنه الألباني في تحقيق مشكاة المصابيح، برقم (6064).