الضمير هنا مفرد يقول: يَحْلِفُونَ بِاللَّهِ لَكُمْ لِيُرْضُوكُمْ وَاللَّهُ وَرَسُولُهُ أَحَقُّ أَنْ يُرْضُوهُ إِنْ كَانُوا مُؤْمِنِينَ ذكر شيئين، وأعاد الضمير مفرداً، وهذا أسلوب من أساليب العرب، والعلماء يجيبون عن هذا يبينون وجه هذا، ويعللونه بتعليلات مختلفة، فهنا منهم من قال بأنه أعاد الضمير إلى الله : وَاللَّهُ وَرَسُولُهُ أَحَقُّ أَنْ يُرْضُوهُ تفخيماً، وتعظيماً للجناب الإلهي، وبعضهم يقول: لأن إرضاء النبي ﷺ تابع لإرضاء الله ، فأفرد الضمير، وبعضهم يقول: هذا من باب حذف ما يعلم، والاكتفاء بذكر أحد الأمرين استغناءً به عن الآخر، وما أشبه هذا، نقول: وَاللّهُ وَرَسُولُهُ أَحَقُّ أَن يُرْضُوهُ إِن كَانُواْ مُؤْمِنِينَ [سورة التوبة:62] يعني والله أحق أن يرضوه، ورسوله كذلك، مثل: سَرَابِيلَ تَقِيكُمُ الْحَرَّ [سورة النحل:81] يعني والبرد، ووَإِذَا رَأَوْا تِجَارَةً أَوْ لَهْوًا انفَضُّوا إِلَيْهَا [سورة الجمعة:11] إنما أعاد الضمير للتجارة؛ لأنها هي المقصود أو غير ذلك وَالَّذِينَ يَكْنِزُونَ الذَّهَبَ وَالْفِضَّةَ وَلاَ يُنفِقُونَهَا [سورة التوبة:34]، ولم يقل: ينفقونهما؛ إما أن يكون المراد الأموال أي ينفقون الأموال كما سبق، أو الفضة باعتبار أنها الأغلب في الاستعمال والتداول عندهم، أو غير ذلك، فهنا: وَاللّهُ وَرَسُولُهُ أَحَقُّ أَن يُرْضُوهُ فمثل سيبويه والنحاس يقولون: إن المعنى هكذا "والله أحق أن يرضوه، ورسوله كذلك"، يعني يكون فيه مقدر محذوف في باب الترجيح، والأصل عدم التقدير يعني مهما أمكن أن نتلافى التقدير فهو مطلوب؛ وهو أولى، ومن أهل العلم من يقول: وَاللّهُ وَرَسُولُهُ أَحَقُّ أَن يُرْضُوهُ يعني الرسول ﷺ، وأن قوله: وَاللّهُ استفتاح كلام، للاستفتاح، وهذا لا يظهر - والله أعلم -.
هذه الرواية عن قتادة، وهي من قبيل المرسل، وهو من أقسام الضعيف.