قال مجاهد: يقولون القول بينهم، ثم يقولون: عسى الله ألا يفشي علينا سرنا هذا".
بمعنى أنّ "يحذر" هذا خبرهم أنهم حذرون من تنزل سورة تفضحهم، هذا هو الراجح، وهو المتبادر، وأنه من قبيل الخبر، خلافاً لمن قال: إن هذا صيغة الخبر وهو مضمن معنى الإنشاء يعني بمعنى الأمر ليحذرْ.
هذه الآية الثانية هي في اليهود، لكن وجه الإرتباط وجه الشبه أن المنافقين يحذرون في أنفسهم أن تنزل سورة تفضحهم، واليهود حينما كانوا يقولون للنبي ﷺ السام عليك وَيَقُولُونَ فِي أَنْفُسِهِمْ يحتمل معنيين أن الواحد يتلجلج في نفسه، يقول في نفسه: إن هذا لو كان نبياً لاستجيب له فيما يقول: وعليك، فدعاؤه علينا يستجاب، وكذلك قولنا له: السام عليك لو كان نبياً لعذبنا الله بما نقول، ويحتمل أن وَيَقُولُونَ فِي أَنْفُسِهِمْ يعني فيما بينهم، فإن المجتمعين على أمر ينزلون منزلة النفس الواحدة كقوله تعالى: لاَ تَأْكُلُواْ أَمْوَالَكُمْ [سورة النساء:29]، فَاقْتُلُواْ أَنفُسَكُمْ [سورة البقرة:54]، وَلاَ تَقْتُلُواْ أَنفُسَكُمْ [سورة النساء:29].