عن عبد الله بن عمر قال: "قال رجل في غزوة تبوك في مجلس ما رأيت مثل قُرائنا هؤلاء، أرغبَ بطونا، ولا أكذبَ ألسنًا، ولا أجبن عند اللقاء، فقال رجل في المسجد: كذبتَ، ولكنك منافق، لأخبرن رسول الله ﷺ، فبلغ ذلك رسول الله ﷺ، ونزل القرآن، فقال عبد الله بن عمر: وأنا رأيته متعلقاً بحقب ناقة رسول الله ﷺ تَنكُبُه الحجارة وهو يقول: يا رسول الله! إنما كنا نخوض ونلعب، ورسول الله ﷺ يقول: أبالله وآياته ورسوله كنتم تستهزئون... الآية.
وقال ابن إسحاق: وقد كان جماعة من المنافقين منهم وَديعة بن ثابت أخو بني أمية بن زيد بن عمرو بن عوف، ورجل من أشجع حليف لبني سلمة يقال له: مُخَشّن بن حُميّر".
الصواب: يقال له: مخشي بن حمير.
وقال رسول الله ﷺ فيما بلغني لعمار بن ياسر: أدرِك القوم، فإنهم قد احترقوا، فسلهم عما قالوا، فإن أنكروا فقل: بلى، قلتم كذا وكذا، فانطلق إليهم عمار، فقال ذلك لهم، فأتوا رسول الله ﷺ يعتذرون إليه، فقال وديعة بن ثابت، ورسول الله ﷺ واقف على راحلته، فجعل يقول وهو آخذ بحقبها: يا رسول الله! إنما كنا نخوض، ونلعب، فقال مُخَشّي بن حُمّير: يا رسول الله! قَعدَ بي اسمي، واسمُ أبي، فكان الذي عفى عنه في هذه الآية مُخَشّي بن حُمّير؛ فتسمى عبد الرحمن، وسأل الله أن يقتل شهيداً لا يعلم بمكانه، فقتل يوم اليمامة، فلم يوجد له أثر[1]".
- انظر: السيرة النبوية لابن هشام (2/524).