مَغْرَمًا المغرم هو ما يخرجه الإنسان، ولكنه لا يؤمن، ولا يعتقد صحة مخرجه، ولكنه يشعر بأنه ملزم بهذا، يفعل ذلك تقية، أو رياءً أو نحو ذلك، ولكنه لا يرجو بره، ولا ذخره، ولا أن هذا مخرج له وجه، فهو منتزع منه، يشعر أنه قد أُخذ منه، وأنه خسارة، ولكنه مضطر إلى إخراجه مَغْرَمًا، وبعضهم يُرجع أصل هذه الكلمة المغرم إلى اللزوم بمعنى أنه يشعر أن هذا الشيء يلزمه فيعطيه وهو كاره أن هذا شيء لا خلاص منه، مثل حينما يدفع الكتابي الجزية يخرجها وهو مكره مَغْرَمًا لأنه لا يؤمن بأن هذه الصدقة تنفعه وتقربه إلى الله - تبارك وتعالى -؛ لأنه لا يؤمن أصلاً بهذه المعاني.
أصل الدائرة هو ما يحيط بالشيء كما هو معلوم، وتطلق الدائرة على انقلاب الحال من النعمة إلى النقمة، تقلب الأحوال يقال لها: دوائر، فهؤلاء صارت الدائرة عليهم يعني انقلبت بهم الحال، فتحول حالهم إلى كارثة، إلى مصيبة، إلى هزيمة، إلى بلاء، والتربص هو الانتظار، فهو ينتظر أن تقع بكم مصيبة، وتحل بكم نازلة؛ من أجل أن يستريح منكم، ويتشفى، ويحصل مقصوده من ذلك، فهو منتظر لا زال يؤمّل أن يأتي ما يشغلكم، ويقطع دابركم.
هذا من إضافة الوصف إلى صفته دَائِرَةُ السَّوْءِ يعني هذا دعاء عليهم بأن تدور عليهم دوائر السوء، تقع لهم البلايا، والمحن، والرزايا، والكوارث، و"السَّوء" قراءة أبي عمرو وابن كثير بالضم، ضم السين "السُّوء"، والمعنى ظاهر.