الأحد 11 / ذو الحجة / 1446 - 08 / يونيو 2025
وَلَلْءَاخِرَةُ خَيْرٌ لَّكَ مِنَ ٱلْأُولَىٰ

المصباح المنير
مرات الإستماع: 0

"وَلَلآخِرَةُ خَيْرٌ لَكَ مِنَ الأولَى".

هذا أيضًا جواب قسم محذوف، "وللآخرة" كأنه يقول: واللهِ للآخرة خير لك من الأولى.

"أي: والدار الآخرة خير لك من هذه الدار، ولهذا كان رسول الله ﷺ أزهد الناس في الدنيا، وأعظمهم لها اطِّراحًا كما هو معلوم بالضرورة من سيرته، ولما خُيِّرَ في آخر عمره بين الخلد في الدنيا إلى آخرها ثم الجنة، وبين الصيرورة إلى الله ؛ اختار ما عند الله على هذه الدنيا الدنية.

روى الإمام أحمد عن عبد الله - هو ابن مسعود - قال: اضطجع رسول الله ﷺ على حصير، فأثر في جنبه، فلما استيقظ جعلت أمسح جنبه وقلت: يا رسول الله! ألا آذنتنا حتى نبسط لك على الحصير شيئاً؟ فقال رسول الله ﷺ: ما لي وللدنيا؟! ما أنا والدنيا؟! إنما مثلي ومثل الدنيا كراكب ظَلٍّ تحت شجرة، ثم راح، وتركها[1]، ورواه الترمذي وابن ماجه من حديث المسعودي به، وقال الترمذي: حسن صحيح".

  1. رواه الترمذي، في أبواب الزهد عن رسول الله ﷺ برقم (2377)، وأحمد في المسند، برقم (4208)، وقال محققوه: "صحيح، وهذا إسناد حسن"، والحاكم في المستدرك، برقم (7858)، وقال محققوه: "هذا حديث صحيح على شرط البخاري ولم يخرجاه"، وصححه الألباني في صحيح الجامع، برقم (5668)، وفي السلسلة الصحيحة، برقم (438).