الأحد 11 / ذو الحجة / 1446 - 08 / يونيو 2025
وَلَسَوْفَ يُعْطِيكَ رَبُّكَ فَتَرْضَىٰٓ

المصباح المنير
مرات الإستماع: 0

"وقوله: وَلَسَوْفَ يُعْطِيكَ رَبُّكَ فَتَرْضَى أي: في الدار الآخرة يعطيه حتى يرضيه في أمته، وفيما أعدَّه له من الكرامة، ومن جملته نهر الكوثر الذي حافتاه قباب اللؤلؤ المجوف، وطينه مسك أذفر كما سيأتي".

أذفر يعني شديد الرائحة الذكية، وقوله - تبارك وتعالى -: وَلَسَوْفَ يُعْطِيكَ رَبُّكَ فَتَرْضَى بعضهم يقول: اللام هذه في "لسوف" هي لام الابتداء دخلت على الخبر لتأكيد مضمون الجملة، والمبتدأ محذوف تقديره: ولأنت سوف يعطيك ربك فترضى، وبعضهم يقول: هي - كالتي قبلها - للقسم، وَلَلْآخِرَةُ خَيْرٌ لَّكَ مِنَ الْأُولَى، ووالله لسوف يعطيك ربك فترضى.

"وروى الإمام أبو عمر الأوزاعي عن عبد الله بن عباس - ا - قال: "عُرض على رسول الله ما هو مفتوح على أمته من بعده كنزًا كنزًا، فسُر بذلك، فأنزل الله: وَلَسَوْفَ يُعْطِيكَ رَبُّكَ فَتَرْضَى، فأعطاه في الجنة ألف ألف قصر، في كل قصر ما ينبغي له من الأزواج، والخدم"[1]رواه ابن جرير، وابن أبي حاتم من طريقه، وهذا إسناد صحيح إلى ابن عباس: ومثلُ هذا ما يقال إلا عن توقيف".
  1. تفسير الطبري (24/ 487).