الخميس 19 / جمادى الأولى / 1446 - 21 / نوفمبر 2024
[12] من قوله تعالى: {وَمِنْهُمُ الَّذِينَ يُؤْذُونَ النَّبِيَّ} الآية 61 إلى قوله تعالى: {نُعَذِّبْ طَائِفَةً بِأَنَّهُمْ كَانُوا مُجْرِمِينَ} الآية 66
تاريخ النشر: ٠٧ / ربيع الأوّل / ١٤٢٨
التحميل: 3123
مرات الإستماع: 4224

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين، نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، قال المصنف -رحمه الله تعالى- في تعداد أهل الزكاة:

وأما المؤلفة قلوبهم فأقسام: منهم من يُعطَى ليُسلم، كما أعطى النبي ﷺ صفوان بن أمية من غنائم حنين، وقد كان شهدها مشركا، قال: فلم يزل يعطيني حتى صار أحبَّ الناس إليَّ بعد أن كان أبغض الناس إليّ، كما روى الإمام أحمد عن صفوان بن أمية قال: "أعطاني رسول الله ﷺ يوم حنين، وإنه لأبغض الناس إليّ، فما زال يعطيني حتى صار وإنه لأحب الناس إليّ"[1]، ورواه مسلم والترمذي.

ومنهم من يُعْطَى ليحسُن إسلامه، ويثبت قلبه، كما أعطَى يوم حنين أيضا جماعة من صناديد الطلقاء وأشرافهم مائة من الإبل، مائة من الإبل وقال: إني لأعطي الرجل وغيرُه أحبُّ إليّ منه، مخافة أن يَكُبَّه الله على وجهه في نار جهنم[2].

وفي الصحيحين عن أبي سعيد : أن عليا بعث إلى النبي ﷺ بذُهَيبة في تربتها من اليمن فقسمها بين أربعة نفر: الأقرع بن حابس، وعُيَينة بن بدر، وعلقمة بن عُلاثة، وزيد الخير، وقال: أتألّفهم[3].

ومنهم من يُعطَى لمَا يرجى من إسلام نظرائه، ومنهم من يُعطَى ليَجبِي الصدقات ممن يليه، أو ليدفع عن حَوزة المسلمين الضرر من أطراف البلاد. ومحل تفصيل هذا في كتب الفروع، والله أعلم.

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:

فمن أسلم ولم يثبت إسلامه فإنه يعطى الزكاة لتثبيت الإسلام في قلبه، أو لكف شره أحياناً عن المسلمين سواء كان من المسلمين أو كان من غيرهم، وعمر لم يعطهم، وبين علة ذلك أن الله قد أعز دينه فلم يعد بحاجة إلى أحد، وعلى هذا مشى جماعة من أهل العلم كالشعبي من التابعين، وهو مذهب الإمام مالك وأصحاب الرأي، وهذه مسألة ترجع إلى السياسة الشرعية؛ لأنه لا يجب استيعاب هذه الأصناف، فيمكن أن يستغني عن هؤلاء في وقت من الأوقات يكون الدين فيه قويًّا، وظهر فلا يعطون، ولكن ليس معنى ذلك أن نصيبهم قد ارتفع، فلا يوجد دليل على النسخ، وإنما غاية ما هنالك أن عمر رأى في وقته أن هؤلاء الآن لا حاجة إليهم، فإذا احتيج إلى مثل هذا فإنهم يعطون. 

ورفْعُ عمر لها ليس من تغيير الأحكام الشرعية، فإنه لم يغير حكماً أنزله الله -تبارك وتعالى، وإنما رأى أن هؤلاء لا يعطون فقط، لا أنه غير الحكم، يعطون في وقت ضعف المسلمين، في وقت الحاجة، وفي وقت عمر كان الدين أعز ما يكون، وأقوى ما يكون، فإذا احتيج إلى هذا أُعطوا وللأسف إن مثل هذه القضية احتج بها الملبسون الذين ينادون بتجديد الدين بطريقتهم، وهو تغيير شرائع الإسلام، فيقولون: عمر ألغى سهم المؤلفة قلوبهم، فهم يريدون أن يلغوا جملة من شرائع الإسلام التي لا تروق لهم، ويريدون أن يقرءوا القرآن كما يقولون بطريقة جديدة معاصره بعيداً عن فهم السلف، ويقولون: لسنا متعبدين بفهم السلف، فهؤلاء يريدون مسخ الدين، ولهذا بعضهم رأى إسقاط الحدود الشرعية أصلاً وإلغاء حكم الردة!! وهلم جرا، وإذا تولى الإنسان إعطائها -إعطاء الزكاة- بنفسه، فالذين قالوا بأن المؤلفة قلوبهم لم يعد هنالك حاجة إليهم لمّا كثر الإسلام وانتشر، يقولون: يقسمها على ستة!! بحيث إنه يُسقط السعاة؛ لأنه هو الذي قدمها بنفسه، ما يعطي العاملين عليها، وهؤلاء الذين من المؤلفة قلوبهم.

وأما الرقاب: فرُوي عن الحسن البصري، ومقاتل بن حيان، وعمر بن عبد العزيز، وسعيد بن جُبَير، والنَّخعي، والزهري، وابن زيد: أنهم المكاتَبون، وروي عن أبي موسى الأشعري نحوه.

وقال ابن عباس -ا، والحسن: لا بأس أن تعتق الرقبة من الزكاة، أي: إن الرقاب أعم من أن يعطى المكاتب، أو يشتري رقبة فيعتقها استقلالا.

وقد ورد في حديث مرفوع أن الله يعتق بكل عضو منها عضواً من مُعتقها حتى الفَرْج بالفرج، وما ذاك إلا لأن الجزاء من جنس العمل، وَمَا تُجْزَوْنَ إِلا مَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ [سورة الصافات:39].

هنا يقول: قال ابن عباس والحسن: لا بأس أن تعتق الرقبة من الزكاة، يعني "وفي الرقاب" هل المراد به أن تشتري عبداً وتعتقه؟ أو أن المراد المكاتب؟ والمكاتب هو العبد أو الأمة الذي يتعاقد مع سيده على أن يصير حراً إذا دفع له قدراً من المال يتفق معه عليه ويكون منجماً بأقساط، فيقول له مثلاً: تدفع لي عشرة آلآف، كلَّ شهر ألفاً ثم بعد ذلك تكون حراً، فيمكّنه من العمل من أجل أن يكتسب ثم بعد ذلك يؤدي إليه الكتابة، فهل المراد بـ "الرقاب" هذا أو المراد بـ "الرقاب" كما قال ابن عباس والحسن بأنه العتق؟

والقول بأنه هو العتق قال به جماعة غير ابن عباس، كابن عمر من الصحابة، وهو مذهب الإمام أحمد وإسحاق بن راهويه، والذين قالوا بأنه المُكاتَبة مثل عمر بن عبد العزيز وهو مذهب مالك والشافعي وأبي حنيفة، وهو اختيار ابن جرير، قالوا: إن الرقاب هم المكاتبون؛ لأن الزكاة تنتقل من الغني للفقير، وقالوا: هي في المكاتبين وليس في اشتراء الأرّقاء وإعتاقهم؛ لأنهم نظروا إلى قضية وهي أن الرقيق إذا اشتراه وأعتقه يترتب عليه الولاء لمن أعتق، وهذا نفعٌ يرجع إلى المُعتِق، قالوا: فالزكاة يبذلها ولا يرجع إليه نفع من جراء ذلك، وهذا كيف يتحقق في المكاتب؟ المكاتب حينما يعتق لو جاء أحد وساعده في مال المكاتبة ما يكون الولاء للذي ساعده، فقالوا: الزكاة لا يرجع نفع من جرائها للمزكي، فإذا أعتق الرقبة صار له الولاء، وهذا نفع، والأقرب -والله أعلم- أن الرقاب يشمل هؤلاء جميعاً، يشمل الأرقاء الذين يُشترون ويعتقون، ويشمل المكاتب لقوله تعالى: وَآتُوهُم مِّن مَّالِ اللَّهِ الَّذِي آتَاكُمْ، وأيضاً يشمل الأسارى إطلاق الأسير -فك الأسير- فإنه يعطي من الزكاة.

وفي المسند عن البراء بن عازب قال: جاء رجل فقال: يا رسول الله، دُلَّني على عمل يقربني من الجنة ويباعدني من النار، فقال: أعتق النسَمة وفك الرقبة، فقال: يا رسول الله، أوَليسا واحداً؟ قال: لا، عتق النسمة أن تُفرد بعتقها، وفك الرقبة أن تعين في ثمنها[4].

وأما الغارمون فهم أقسام: فمنهم من تحمّل حمالة أو ضمن دينا فلزمه فأجحف بماله، أو غرم في أداء دينه أو في معصية ثم تاب، فهؤلاء يدفع إليهم، والأصل في هذا الباب حديث قَبِيصة بن مخارق الهلالي قال: تحملت حمالة فأتيت رسول الله ﷺ أسأله فيها.

تحملت حمالة يعني لو جاء بين طائفتين بينهم شر وقتال ونزاع فأصلح بينهم وقال لهم: القتلى عليّ ديتهم، والجراح وكذا أنا أتحملها بعروشها، فركبه من جراء هذا ديون، وهو ما عنده، وقد يكون عنده مال فيعطَى من الزكاة ولو كان غنياً، يعني لو أن أحداً من الناس عنده ملايين وجاء وتحمل حمالة بين طائفتين حصل بينهم قتال وتحمل الديات يعطى من الزكاة.

فقال: أقم حتى تأتينا الصدقة، فنأمر لك بها، قال: ثم قال: يا قَبِيصة، إن المسألة لا تحل إلا لأحد ثلاثة: رجل تحمَّل حمالة فحلت له المسألة حتى يصيبها، ثم يمسك، ورجل أصابته جائحة اجتاحت ماله، فحلت له المسألة حتى يصيب قواما من عيش -أو قال: سدادًا من عيش- ورجل أصابته فاقة حتى يقوم ثلاثةٌ من ذوي الحِجا من قومه، فيقولون: لقد أصابت فلانا فاقة فحلت له المسألة، حتى يصيب قواما من عيش -أو قال سدادا من عيش- فما سواهن من المسألة سحت، يأكلها صاحبها سحتا[5] رواه مسلم.

وعن أبي سعيد الخدري قال: أصيب رجل في عهد رسول الله ﷺ في ثمار ابتاعها، فكثر ديْنه، فقال النبي ﷺ تصدقوا عليه، فتصدق الناس فلم يبلغ ذلك وفاء دينه، فقال النبي ﷺ لغرمائه: خذوا ما وجدتم، وليس لكم إلا ذلك[6] رواه مسلم.

وأما في سبيل الله: فمنهم الغزاة الذين لا حق لهم في الديوان.

بالنسبة للغارمين ومن ركبته الديون فالأولى بذلك أن لا يكون هذا على سبيل التوسع والسفه في التصرف بالمال، ثم يعطى من الزكاة، فإن هذا لا يعطى، ولو فتح هذا المجال للناس كل الناس سيكونون من الغارمين، يذهب ويقترض من البنوك ومن غير البنوك، ويركب ما يشاء من المراكب، ويسكن ما يشاء من القصور ويقول: أنا من الغارمين أعطوني من الزكاة، فهذا لا يعطى، وفِي سَبيلِ اللّهِ هذا هو المشهور أن سبيل الله هو الجهاد وهذا لا شك فيه. 

لكن من أهل العلم من وسع المراد بذلك فأدخل الحج والعمرة في سبيل الله، وهذا قال به ابن عمر وكان الإمام أحمد وإسحاق بن راهويه يقولان: إن الحج في سبيل الله داخل في هذا الحد، والنبي ﷺ قال لما سألته عائشة -ا- عن الجهاد للنساء قال: عليهن جهاد لا قتال فيه الحج والعمرة[7]، فسماه جهاداً، فبهذا الاعتبار قال بعض أهل العلم بأن الإنسان يعطى للحج، وعلى هذا القول ليس معنى ذلك أن يكون هذا مقدماً ويبدأ الناس يجمعون الزكوات من أجل أن يُحجِّجوا من لا يستطيع الحج! وهناك ما هو أولى من هذا بكثير، فهؤلاء الناس أصلاً قد أسقط الله عنهم الحج، وهم معذورون، وَلِلّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلاً [سورة آل عمران:97] فالذي لا يستطيع أن يحج فإنه لا حاجة به إلى أن يأخذ من الزكوات ليذهب إلى الحج، وهناك مصارف معطلة هي أحوج ما تكون إلى هذه الزكوات، والله تعالى أعلم.

و ابن السبيل: وهو المسافر المجتاز في بلد ليس معه شيء يستعين به على سفره، فيعطى من الصدقات ما يكفيه إلى بلده وإن كان له مال، وهكذا الحكم فيمن أراد إنشاء سفر من بلده وليس معه شيء، فيعطى من مال الزكاة كفايته في ذهابه وإيابه، والدليل على ذلك الآية، وما رواه الإمام أبو داود وابن ماجه من حديث مَعْمَر، عن زيد بن أسلم، عن عطاء بن يَسَار، عن أبي سعيد  قال: قال رسول الله ﷺ: لا تحل الصدقة لغنيّ إلا لخمسة: العامل عليها، أو رجل اشتراها بماله، أو غارم، أو غازٍ في سبيل الله، أو مسكين تُصُدق عليه منها فأهدى لغنيّ[8].

ما ذكره الحافظ ابن كثير -رحمه الله- هنا أن ابن السبيل يشمل من أراد أن ينشئ سفراً وليس معه شيء، يعني هذا ليس على إطلاقه، فلو أن أحداً في بلده وأراد أن يذهب ويسافر ليتنزه يبغي يسافر للسياحة في الأجازة هو وأولاده ويقول: أنا ما عندي أعطوني من الزكاة!! يقال له: لا تحل لك الزكاة، لكن يكون هذا في حالات:

يكون سفره فيها تدعو إليه الحاجة التي تنزل منزلة الضرورة، أو للضرورة، ولو أن أحداً من الناس يريد أن يسافر للعلاج مثلاً وليس عنده ما يكفيه للسفر، ليس عنده قيمة التذكرة ما عنده شيء فإنه يعطى من الزكاة. 

ولو أن أحد هؤلاء العمال جاء وجلس شهراً واحداً ثم أراد أن يرجع إلى بلده لمرض أو لأي سبب من الأسباب، فقال له صاحب العمل: أنت لم تجلس المدة التي تعاقدنا عليها فأنت لابد أن تتحمل التذكرة تشتريها من مالك!! والرجل ما عنده شيء ومضطر أن يسافر فإنه يعطى من الزكاة، وهكذا من فقد ماله في السفر، أو أن النفقة قد قصرت انتهت، فإنه يعطى ما يصلح لمثله، ولو كان غنياً في بلده. 

والمقصود أنه لا يستطيع أن يتوصل إلى ماله، أما اليوم فيمكن عن طريق البنوك، أو الحوالات، فإذا كان يستطيع أن يتوصل إلى ماله فلا يعطى لكن إذا كان لا يستطيع فإنه يعطى ولو كان غنياً في بلده، ولا يكون ذلك على سبيل الإقراض والدين، يعطى ما يصلح لمثله، فينقل بالوسيلة التي ينتقل بها عادة، ويسكن ويأكل مما يسكن فيه ويأكله عادة في بلده فقد يكون لا يركب ولا يسكن إلا في أرقى الأماكن فيعطى ما يصلح لمثله؛ لأن المسلم تحفظ له كرامته، فهؤلاء يعطون من مال الزكاة، ويعطون من الفيء، ويعطون من الغنيمة، فإن لم يوجد شيء من هذا يعطون من بيت مال المسلمين، ولو وَجد أحداً يقرضه فإنه يعطى، وقد قال الإمام مالك -رحمه الله: إنه إن وجد من يقرضه فإنه لا يعطى، وهذا الآية ظاهرها العموم -والله أعلم. 

وَابْنِ السَّبِيلِ [سورة التوبة:60] لماذا سمي بابن السبيل؟ نسب إلى الطريق؛ لملازمته لها، وَابْنِ السَّبِيلِ كما يقال للطائر المعروف: ابن الماء؛ لملازمته للماء، ولا زال الناس يعبرون بمثل هذا يقولون: فلان طرقيّ يعني على سفر، مسافر، ابن السبيل نسبوه هنا إلى الطريق.

وقوله: فَرِيضَةً مِنَ اللَّهِأي حكما مقدرا بتقدير الله وفَرْضِه وقَسْمه وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ أي: عليم بظواهر الأمور وبواطنها وبمصالح عباده، حَكِيمٌ فيما يفعله ويقوله ويشرعه ويحكم به، لا إله إلا هو، ولا رب سواه.

وَمِنْهُمُ الَّذِينَ يُؤْذُونَ النَّبِيَّ وَيَقُولُونَ هُوَ أُذُنٌ قُلْ أُذُنُ خَيْرٍ لَكُمْ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَيُؤْمِنُ لِلْمُؤْمِنِينَ وَرَحْمَةٌ لِلَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ رَسُولَ اللَّهِ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ[سورة التوبة:61].

يقول تعالى: ومن المنافقين قوم يُؤذون رسولَ الله ﷺ بالكلام فيه ويقولون: هُوَ أُذُنٌأي: من قال له شيئا صدقه، ومن حدثه فينا صدقه، فإذا جئنا وحلفنا له صدقنا.

أُذُنٌ يعني أن من جاءه قَبِل منه، يصدق ويقبل مِن كل من حدّثه، فالعرب تعبر بذلك على سبيل المبالغة، فسموه "أذناً" كأنهم سموه بالجارحة التي يسمع بها وهي الأذن، كما يقال للجاسوس: إنه عين فأطلقوا على هذا اسم الجارحة، فأُذن للمبالغة، وهم يقصدون الإساءة أنه يقبل ويصدق كل من جاء إليه وكلمه، هُوَ أُذُنٌ فيسمع فينا وإذا أتيناه أيضاً قبِلَ منا.

روي معناه عن ابن عباس، ومجاهد، وقتادة، قال الله تعالى: قُلْ أُذُنُ خَيْرٍ لَكُمْ أي: هو أذن خير، يعرف الصادق من الكاذب.

يعني كأنه قال نعم هو أذن، ولكن نِعْم الأذن هو لكم، هوأُذُنُ خَيْرٍ يعني يسمع ما فيه صلاحكم ونفعكم، ولهذا نهى النبي ﷺ أصحابه أن يحدثوه عن أحد من الصحابة بشيء يكرهه، وعلل هذا أنه يحب أن يخرج إلى أصحابه وليس في قلبه شيء على أحد منهم فـ قُلْ أُذُنُ خَيْرٍ لَكُمْ بمعنى أنه خير للمؤمنين ويسمع ما فيه النفع لهم ويؤمن بالله ويؤمن للمؤمنين، يصدقهم، وأما الكفار والمنافقون فإنه لا تنطلي عليه أكاذيبهم.

يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَيُؤْمِنُ لِلْمُؤْمِنِينَ أي: ويصدق المؤمنين، وَرَحْمَةٌ لِلَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ أي: وهو حجة على الكافرين؛ ولهذا قال: وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ رَسُولَ اللَّهِ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ.

وَيُؤْمِنُ لِلْمُؤْمِنِينَ إذاً لا يصدق المنافقين والكافرين وَرَحْمَةٌ لِلَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ، وأما الكافر فهو ﷺ نبي الملحمة، هذا على قراءة الجمهور برفع وَرَحْمَةٌ وقرأ حمزة بالجر فيكون هكذا قُلْ أُذُنُ خَيْرٍ لَّكُمْ يُؤْمِنُ بِاللّهِ وَيُؤْمِنُ لِلْمُؤْمِنِينَ وَرَحْمَةٍ لِّلَّذِينَ آمَنُواْ مِنكُمْ يعني: أذن خيرٍ ورحمةٍ، والمعنى واضح على هذه القراءة.

يَحْلِفُونَ بِاللَّهِ لَكُمْ لِيُرْضُوكُمْ وَاللَّهُ وَرَسُولُهُ أَحَقُّ أَنْ يُرْضُوهُ إِنْ كَانُوا مُؤْمِنِينَ ۝ أَلَمْ يَعْلَمُوا أَنَّهُ مَنْ يُحَادِدِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَأَنَّ لَهُ نَارَ جَهَنَّمَ خَالِدًا فِيهَا ذَلِكَ الْخِزْيُ الْعَظِيمُ[سورة التوبة:62، 63].

الضمير هنا مفرد يقول: يَحْلِفُونَ بِاللَّهِ لَكُمْ لِيُرْضُوكُمْ وَاللَّهُ وَرَسُولُهُ أَحَقُّ أَنْ يُرْضُوهُ إِنْ كَانُوا مُؤْمِنِينَ ذكر شيئين وأعاد الضمير مفرداً، وهذا أسلوب من أساليب العرب، والعلماء يجيبون عن هذا يبينون وجه هذا ويعللونه بتعليلات مختلفة فهنا منهم من قال بأنه أعاد الضمير إلى الله : وَاللَّهُ وَرَسُولُهُ أَحَقُّ أَنْ يُرْضُوهُ تفخيماً وتعظيماً للجناب الإلهي، وبعضهم يقول: لأن إرضاء النبي ﷺ تابع لإرضاء الله ، فأفرد الضمير، وبعضهم يقول: هذا من باب حذف ما يعلم والاكتفاء بذكر أحد الأمرين استغناءً به عن الآخر وما أشبه هذا، نقول: وَاللّهُ وَرَسُولُهُ أَحَقُّ أَن يُرْضُوهُ إِن كَانُواْ مُؤْمِنِينَ [سورة التوبة:62] يعني والله أحق أن يرضوه ورسوله كذلك. 

مثل: سَرَابِيلَ تَقِيكُمُ الْحَرَّ [سورة النحل:81] يعني والبرد، ووَإِذَا رَأَوْا تِجَارَةً أَوْ لَهْوًا انفَضُّوا إِلَيْهَا [سورة الجمعة:11] إنما أعاد الضمير للتجارة؛ لأنها هي المقصود أو غير ذلك، وَالَّذِينَ يَكْنِزُونَ الذَّهَبَ وَالْفِضَّةَ وَلاَ يُنفِقُونَهَا [سورة التوبة:34]، ولم يقل: ينفقونهما، إما أن يكون المراد الأموال أي ينفقون الأموال كما سبق، أو الفضة باعتبار أنها الأغلب في الاستعمال والتداول عندهم أو غير ذلك. 

فهنا: وَاللّهُ وَرَسُولُهُ أَحَقُّ أَن يُرْضُوهُ فمثل سيبويه والنحاس يقولون: إن المعنى هكذا "والله أحق أن يرضوه ورسوله كذلك"، يعني يكون فيه مقدر محذوف في باب الترجيح، والأصل عدم التقدير يعني مهما أمكن أن نتلافى التقدير فهو مطلوب، وهو أولى، ومن أهل العلم من يقول: وَاللّهُ وَرَسُولُهُ أَحَقُّ أَن يُرْضُوهُ يعني الرسول ﷺ، وأن قوله: وَاللّهُ استفتاح كلام، للاستفتاح، وهذا لا يظهر، والله أعلم.

قال قتادة في قوله تعالى: يَحْلِفُونَ بِاللَّهِ لَكُمْ لِيُرْضُوكُمْ الآية، قال: ذُكر لنا أن رجلا من المنافقين قال: والله إن هؤلاء لخيارنا وأشرافنا، وإنْ كان ما يقول محمد حقا لهم شر من الحمير، قال: فسمعها رجل من المسلمين فقال: والله إن ما يقول محمد لحق، ولأنت أشر من الحمار، قال: فسعى بها الرجل إلى النبي ﷺ فأخبره، فأرسل إلى الرجل فدعاه فقال: ما حملك على الذي قلت؟ فجعل يلتعن، ويحلف بالله ما قال ذلك، وجعل الرجل المسلم يقول: اللهم صدِّق الصادق وكذِّب الكاذب، فأنزل الله الآية.

هذه الرواية عن قتادة وهي من قبيل المرسل، وهو من أقسام الضعيف

وقوله تعالى: أَلَمْ يَعْلَمُوا أَنَّهُ مَنْ يُحَادِدِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ...الآية، أي: ألم يتحققوا ويعلموا أنه من حادّ الله، أي: شاقه وحاربه وخالفه، وكان في حَدٍّ والله ورسوله في حدٍّ فَأَنَّ لَهُ نَارَ جَهَنَّمَ خَالِدًا فِيهَا أي: مهانًا معذبا؟ ذَلِكَ الْخِزْيُ الْعَظِيمُ أي: وهذا هو الذل العظيم، والشقاء الكبير.

قوله هنا في المحادة قال: وكان في حدٍّ والله ورسوله في حدٍّ، هذا أصل المعنى اللغوي المحادة تكون بين طرفين فأكثر، كما يقال في المشاقّة: هذا في شق وهذا في شق، والعداوة أن يكون هذا كأنه في عُدوة، وهذا في عُدوة، شق الوادي هذا أصلها، والمقصود بالمحادة هي الإعراض عن دين الله  والكفر ومحاربة أوليائه، كل هذا من محادة الله -تبارك وتعالى.

يَحْذَرُ الْمُنَافِقُونَ أَنْ تُنزلَ عَلَيْهِمْ سُورَةٌ تُنَبِّئُهُمْ بِمَا فِي قُلُوبِهِمْ قُلِ اسْتَهْزِئُوا إِنَّ اللَّهَ مُخْرِجٌ مَا تَحْذَرُونَ[سورة التوبة:64].

قال مجاهد: يقولون القول بينهم، ثم يقولون: عسى الله ألا يفشي علينا سرنا هذا.

بمعنى أنّ "يحذر" هذا خبرهم أنهم حذرون من تنزل سورة تفضحهم هذا هو الراجح، وهو المتبادر، وأنه من قبيل الخبر خلافاً لمن قال: إن هذا صيغة الخبر وهو مضمن معنى الإنشاء يعني بمعنى الأمر ليحذرْ.

وهذه الآية شبيهة بقوله تعالى: وَإِذَا جَاءُوكَ حَيَّوْكَ بِمَا لَمْ يُحَيِّكَ بِهِ اللَّهُ وَيَقُولُونَ فِي أَنْفُسِهِمْ لَوْلا يُعَذِّبُنَا اللَّهُ بِمَا نَقُولُ حَسْبُهُمْ جَهَنَّمُ يَصْلَوْنَهَا فَبِئْسَ الْمَصِيرُ [سورة المجادلة:8].

هذه الآية الثانية هي في اليهود لكن وجه الإرتباط وجه الشبه أن المنافقين يحذرون في أنفسهم أن تنزل سورة تفضحهم، واليهود حينما كانوا يقولون للنبي ﷺ السام عليك وَيَقُولُونَ فِي أَنْفُسِهِمْ يحتمل معنيين أن الواحد يتلجلج في نفسه، يقول في نفسه: إن هذا لو كان نبياً لاستجيب له فيما يقول: وعليك، فدعاؤه علينا يستجاب، وكذلك قولنا له: السام عليك لو كان نبياً لعذبنا الله بما نقول، ويحتمل أن لاَ تَأْكُلُواْ أَمْوَالَكُمْ [سورة النساء:29]، فَاقْتُلُواْ أَنفُسَكُمْ [سورة البقرة:54]، وَلاَ تَقْتُلُواْ أَنفُسَكُمْ [سورة النساء:29].

وقال في هذه الآية: قُلِ اسْتَهْزِءُُواْ إِنَّ اللّهَ مُخْرِجٌ مَّا تَحْذَرُونَ أي: إن الله سينزل على رسوله ما يفضحكم به، ويبين له أمركم كما قال: أَمْ حَسِبَ الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ أَنْ لَنْ يُخْرِجَ اللَّهُ أَضْغَانَهُمْ إلى قوله: وَلَتَعْرِفَنَّهُمْ فِي لَحْنِ الْقَوْلِ [سورة محمد:29، 30]؛ ولهذا قال قتادة: كانت تسمى هذه السورة "الفاضحة"، فاضحة المنافقين.

وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ لَيَقُولُنَّ إِنَّمَا كُنَّا نَخُوضُ وَنَلْعَبُ قُلْ أَبِاللَّهِ وَآيَاتِهِ وَرَسُولِهِ كُنْتُمْ تَسْتَهْزِئُونَ ۝ لا تَعْتَذِرُوا قَدْ كَفَرْتُمْ بَعْدَ إِيمَانِكُمْ إِنْ نَعْفُ عَنْ طَائِفَةٍ مِنْكُمْ نُعَذِّبْ طَائِفَةً بِأَنَّهُمْ كَانُوا مُجْرِمِينَ[سورة التوبة:65، 66].

عن عبد الله بن عمر قال: قال رجل في غزوة تبوك في مجلس ما رأيت مثل قُرائنا هؤلاء، أرغبَ بطونا، ولا أكذبَ ألسنًا، ولا أجبن عند اللقاء، فقال رجل في المسجد: كذبتَ، ولكنك منافق، لأخبرن رسول الله  ﷺ، فبلغ ذلك رسول الله ﷺ ونزل القرآن، فقال عبد الله بن عمر: وأنا رأيته متعلقا بحقب ناقة رسول الله ﷺ تَنكُبُه الحجارة وهو يقول: يا رسول الله، إنما كنا نخوض ونلعب، ورسول الله ﷺ يقول: أبالله وآياته ورسوله كنتم تستهزئون... الآية.

وقال ابن إسحاق: وقد كان جماعة من المنافقين منهم وَديعة بن ثابت، أخو بني أمية بن زيد بن عمرو بن عوف، ورجل من أشجع حليف لبني سلمة يقال له: مُخَشّن بن حُميّر.

الصواب: يقال له: مخشي بن حمير.

ورجل من أشجع حليف لبني سلمة يقال له: مُخَشّي بن حُميّر يشيرون إلى رسول الله ﷺ وهو منطلق إلى تبوك، فقال بعضهم لبعض: أتحسبون جِلادَ بني الأصفر كقتال العرب بعضهم بعضا؟ والله لكأنا بكم غدا مُقَرّنين في الحبال، إرجافا وترهيبا للمؤمنين، فقال مُخَشّي بن حُمَيّر: والله لوددتُ أني أقاضِي على أن يُضرب كل رجل منا مائة جلدة، وإننا نغلب أن ينزل فينا قرآن لمقالتكم هذه.

وقال رسول الله ﷺ فيما بلغني- لعمار بن ياسر: أدرِك القوم، فإنهم قد احترقوا، فسلهم عما قالوا، فإن أنكروا فقل: بلى، قلتم كذا وكذا، فانطلق إليهم عمار، فقال ذلك لهم، فأتوا رسول الله ﷺ يعتذرون إليه، فقال وديعة بن ثابت، ورسول الله ﷺ واقف على راحلته، فجعل يقول وهو آخذ بحقبها: يا رسول الله، إنما كنا نخوض ونلعب، فقال مُخَشّي بن حُمّير: يا رسول الله، قَعدَ بي اسمي واسمُ أبي، فكان الذي عفى عنه في هذه الآية مُخَشّي بن حُمّير، فتسمى عبد الرحمن، وسأل الله أن يقتل شهيدا لا يعلم بمكانه، فقتل يوم اليمامة، فلم يوجد له أثر[9].

وقوله: لا تَعْتَذِرُوا قَدْ كَفَرْتُمْ بَعْدَ إِيمَانِكُمْ أي: بهذا المقال الذي استهزأتم به.

يعني بَعْدَ إِيمَانِكُمْ هم كفار في الباطن والمقصود هنا بعد الإيمان الذي ادعيتموه وأظهرتموه، لم يكونوا مؤمنين وإن كان من أهل العلم من قال: إن بعض هؤلاء كانوا مؤمنين من ضعفاء الإيمان فكفروا بسبب هذه المقالة لكن لا حاجة لهذا.

إِنْ نَعْفُ عَنْ طَائِفَةٍ مِنْكُمْ نُعَذِّبْ طَائِفَةً أي: لا يُعْفى عن جميعكم، ولابد من عذاب بعضكم، بِأَنَّهُمْ كَانُوا مُجْرِمِينَ أي: مجرمين بهذه المقالة الفاجرة الخاطئة.

الطائفة الواحد فما فوق.

ثم إن هؤلاء استهزءوا بأصحاب النبي ﷺ، أو ببعض أصحابه قالوا هذه الكلمة، قالوا: كنا نقول هذا من باب قطع الطريق والمؤانسة ونحو هذا، ما وجدوا شيئاً يضحكون ويتسلون به، ويهون عليهم بُعد الطريق إلا الاستهزاء بهؤلاء القراء فكانت هذه هي النتيجة قَدْ كَفَرْتُم بَعْدَ إِيمَانِكُمْ، وللأسف ابتلينا في هذا الزمان بشرذمة تستهزئ بالله ورسوله وبالمؤمنين، وفي أفضل أيام العام في شهر رمضان والناس على الإفطار جعلوا ديدنهم الاستهزاء من شرائع الإسلام، ومن المتمسكين به، وممن يمثلونه. 

تارة يستهزئون بالعالِم!! يأتون بالعالم يفتي الناس أن هذا حرام وهذا لا يجوز ثم يأتون به مع طلابه وهو يقول لهم: إنما نقول هذا فقط من أجل ضبط الناس، وإلا لا يوجد عليه دليل!! وهذه لا يمكن أن يأتي بها إلا واحد ناكص على عقبيه، خالط العلماء وعرف أن بعض المسائل تقال من باب الأحوط، ومن باب سد الذريعة، لا يمكن أن يأتي بها -أبداً لا يمكن أن يعرف هذه- إلا واحد نكص على عقبيه. 

ويأتون يستهزئون بالغيرة على الأعراض، ويُظهرون الرجل مع أهله –الظاهر- في بريّة، واضعاً السيارات من جميع الجهات ومعه منظار يدور، لا يكون هناك أحد من بعيد يراهم مع هذا كله!! يستهزئون بالغيرة ليضحك الناس من هذا، ومن هؤلاء أهل الدين ويستهزئون بالقضاة، ويعرضون قاضياً عليه نظارة عريضة جداً، ولحيته مبعثرة، والشِّماغ على جنب، والطاقية وهكذا ثم يقرأ، وقبل أن يسمع كلام الخصم يقول: عليك كذا جلدة، فيقول له: ذاك ما سمعتَ مني؟ فيقول: عليك مثلها!! يستهزئون بالقضاة، والقضاء في أي مكان في العالم هو ركن من أركان النظام، يعني الحُكم يستهزءون به. 

وهكذا من ألوان الاستهزاء للأسف في شهر رمضان، والآيات شديدة وقوية: لاَ تَعْتَذِرُواْ قَدْ كَفَرْتُم بَعْدَ إِيمَانِكُمْ فالذي يريد أن يلعب ويستهزئ يذهب يلعب أي لعبة أخرى أما أن يلعب بالدين ويستهزئ بأهل الدين وبالعلماء وبالقضاة وكذا فهذا أمر لا يمكن أن يفعله إنسان مؤمن بالله واليوم الآخر، أسأل الله أن يقطع هذه الألسنة ويريحنا منهم.

تكاثرت الكلابُ على خراشٍ فما يدري خراشٌ ما يصيد

فمنهم من يكتبون في الصحف ويبثون سمومهم والذين يظهرون في قنوات السحر، وكلٌّ ينهش من جهة، والله المستعان.

  1. رواه أحمد في المسند، برقم (27638)، وقال محققوه: حديث صحيح، ومسلم، كتاب الفضائل، باب ما سئل رسول الله ﷺ شيئا قط فقال لا، وكثرة عطائه، برقم (2313)، غير أنه قال غزا رسول الله ﷺ غزوة الفتح فتح مكة، ورواية أحمد أنها غزوة حنين، والترمذي، كتاب الزكاة، باب ما جاء في إعطاء المؤلفة قلوبهم، برقم (666)، وابن حبان في صحيحه، برقم (4828).
  2. رواه البخاري، كتاب الزكاة، باب قول الله تعالى: لاَ يَسْأَلُونَ النَّاسَ إِلْحَافًا [سورة البقرة:273]، وكَمْ الغِنَى، برقم (1408)، ومسلم، كتاب الإيمان، باب تألُّفِ قلبِ من يخاف على إيمانه لضعفه والنهي عن القطع بالإيمان من غير دليل قاطع، برقم (150).
  3. رواه البخاري، كتاب التوحيد، باب قول الله تعالى: تَعْرُجُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ إِلَيْهِ [سورة المعارج:4]، وقوله -جل ذكره: إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ [سورة فاطر:10]، برقم (6995).
  4. رواه أحمد في المسند، برقم (18647)، وقال محققوه: إسناده صحيح، رجاله ثقات، وابن حبان في صحيحه، برقم (374).
  5. رواه مسلم، كتاب الزكاة، باب من تحل له المسألة، برقم (1044).
  6. رواه مسلم، كتاب المساقاة، باب استحباب الوضع من الدين، برقم (1556).
  7. رواه ابن ماجه، كتاب المناسك، باب الحج جهاد النساء، برقم (2901)، وأحمد في المسند، برقم (25322)، وقال محققوه: إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين، وابن خزيمة في صحيحه، برقم (3074)، وصححه الألباني في إرواء الغليل، (4/151)، برقم (981).
  8. رواه ابن ماجه، كتاب الزكاة، باب من تحل له الصدقة، برقم (1814)، وأحمد في المسند، برقم (11538)، قال محققوه: حديث صحيح رجاله ثقات رجال الشيخين لكن اختلف في وصله وإرساله، وصحح الموصول ابن خزيمة والحاكم والبيهقي وابن عبد البر والذهبي وعلى فرض إرساله يتقوى بعمل الأئمة ويعتضد، ورجح المرسل الدارقطني وابن أبي حاتم.
  9. انظر: السيرة النبوية لابن هشام (2/524).

مواد ذات صلة