الخميس 16 / شوّال / 1445 - 25 / أبريل 2024
(23- أ) حرف اللام من قوله لو إلى حرف الميم قوله المن
تاريخ النشر: ٢٤ / ربيع الآخر / ١٤٣٦
التحميل: 2300
مرات الإستماع: 2825

تفسير التسهيل لابن جُزي

معاني اللغات (الغريب)

(23- أ) حرف اللام من قوله: لو إلى حرف الميم قوله: المن

الحمد لله رب العالمين، وصلى الله على نبينا محمد، وعلى آله، وصحبه، وسلم تسليماً كثيراً إلى يوم الدين، أما بعد:

فاللهم اغفر لنا، ولشيخنا، والحاضرين، والمستمعين.

قال المصنف -رحمه الله تعالى-: لو: لها معنيان: التمني، وامتناع شيء لامتناع غيره.

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:

فـ"لو" هذه تأتي لمعانٍ متعددة، ذكر منها المؤلف هذين المعنيين:

تأتي هذه في نحو قولهم: لو جاءني لأكرمته، هذه تفيد الشرطية، يعني: من جهة السببية، وكذلك أيضاً: أن ذلك يتعلق بالزمن الماضي، كذلك: تفيد الامتناع، تفيد امتناع الشرط وامتناع الجواب معاً، يعني: يقول: لو جاءني لأكرمته، هو: لم يأتِ، فلم يحصل الإكرام، شرط الإكرام هو: المجيء، هذا الشرط لم يحصل، ولم يتحقق، وكذلك أيضاً بناء عليه لم يتحقق المشروط، إلا أنها لا تجزم، فالمعنى الأول: هي شرط في الماضي: لو جاءني، في الماضي.

وتأتي أيضاً: للمستقبل، كقوله: وَلْيَخْشَ الَّذِينَ لَوْ تَرَكُوا مِنْ خَلْفِهِمْ ذُرِّيَّةً ضِعَافًا خَافُوا عَلَيْهِمْ النساء: 9، لَوْ تَرَكُوا في المستقبل، وقوله: لَوْ يُطِيعُكُمْ فِي كَثِيرٍ مِنَ الأَمْرِ لَعَنِتُّمْ الحجرات: 7، في المستقبل، فهذه تكون لهذا المعنى، على تفاصيل يذكرونها في هذه الحال.

كذلك تكون حرفاً مصدريًّا بمنزلة: أنْ، إلا أنها لا تنصب، وأكثرهم لا يثبت هذا لها، وقالوا: إنها شرطية، وَدُّوا لَوْ تُدْهِنُ فَيُدْهِنُونَ القلم: 9، بعضهم يقول: وَدُّوا لَوْ تُدْهِنُ يعني: أن تدهن، أنها بمعنى: أن المصدرية، يعني: ودوا إدهانك فيدهنون، لكن الأكثر لا يثبتون ذلك لها، ويقولون: فيه مقدر محذوف، وكما في قول الله -تبارك وتعالى-: يَوَدُّ أَحَدُهُمْ لَوْ يُعَمَّرُ أَلْفَ سَنَةٍ وَمَا هُوَ بِمُزَحْزِحِهِ مِنَ الْعَذَابِ أَنْ يُعَمَّرَ البقرة: 96، يقولون: يود أحدهم أن يعمر، عند من أثبتوا لها ذلك.

وتأتي أيضاً: للتمني، كقوله -تبارك وتعالى-: فَلَوْ أَنَّ لَنَا كَرَّةً فَنَكُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ الشعراء: 102يعني: فليت أن لنا كرة.

وقد تأتي: للعرض، كما تقول: لو تأتينا فتنزل عندنا، لو تنزل عندنا فتصيب خيراً، أو نحو ذلك، هذه للعرض.

وذكروا أيضاً من معانيها: التقليل، كقول النبي ﷺ: (اتقوا النار ولو بشق تمرة)[1]، أن ذلك للتقليل.

أما ما ذكره ابن جُزي -رحمه الله- من أنها تكون للتمني، وكذلك امتناع شيء لامتناع غيره، فهذا الأكثر في استعمالها، والأشهر، والله أعلم.

قال -رحمه الله تعالى-: لولا: لها معنيان: العرض، مثل: لوما، وامتناع الشيء لوجود غيره

 

لولا: لها معنيان: العرض، مثل: لوما، وامتناع الشيء لوجود غيره

 

.

لولا أيضاً تأتي لعدة معانٍ:

من ذلك: أنها تدخل على جملتين اسمية ففعلية؛ لربط امتناع الثانية بوجود الأولى، تقول: لولا زيدٌ -يعني: موجود- لأكرمتك، فالأولى اسمية: زيد موجود، لأكرمتك: هذه فعلية، فامتنعت الثانية لوجود الأولى، امتنع الإكرام لوجود زيد، وهكذا في قوله ﷺ: (لولا أن أشق على أمتي لأمرتهم بالسواك عند كل صلاة)[2]، فقوله: (لولا أن أشق على أمتي): هذه مؤولة بمصدر، وقوله: لأمرتهم: هذه جملة فعلية، امتنع الأمر عند كل وضوء، وذلك مراعاة لما ذُكر من إلحاق المشقة بالمكلفين، فهي: تفيد الامتناع، امتناع الشيء لوجود غيره.

كذلك تأتي: للتحضيض، والعرض، وذكر بعضهم: أنه يليها في هذه الحال الفعل المضارع، إذا كانت للعرض، وللتحضيض لَوْلا تَسْتَغْفِرُونَ اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ النمل: 46، هلا تستغفرون الله، لَوْلا أَخَّرْتَنِي إِلَى أَجَلٍ قَرِيبٍ المنافقون: 10.

والفرق بين العرض والتحضيض: أن العرض يكون من قبيل الطلب برفق، يعني: هو: تلطف بالطلب، وأما التحضيض فهو: طلب بحثٍّ، فهذا هو: التحضيض.

ومن معانيها التي تأتي لها: التبكيت، والتنديم، والتوبيخ، ونحو ذلك، وقيده بعضهم: بأن يليها في هذه الحال الفعل الماضي، لَوْلا جَاءُوا عَلَيْهِ بِأَرْبَعَةِ شُهَدَاءَ النور: 13يعني: هي بهذه الحال تكون بمعنى: هلّا، لَوْلا جَاءُوا عَلَيْهِ بِأَرْبَعَةِ شُهَدَاءَ النور: 13يعني: هذا الإفك، فَلَوْلا نَصَرَهُمُ الَّذِينَ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِ اللَّهِ قُرْبَانًا آلِهَةً الأحقاف: 28.

وبعض أهل العلم يفرق بين الحالتين، يعني: كونها تأتي للتحضيض أو للتبكيت، يقولون: إذا كان ذلك مما يمكن استدراكه، أو كان للمستقبل، فهي: للتحضيض، وإذا كان لا يمكن استدراكه، قد فات أوانه، فهي: للتبكيت، فَلَوْلا كَانَ مِنَ الْقُرُونِ مِنْ قَبْلِكُمْ أُوْلُوا بَقِيَّةٍ يَنْهَوْنَ عَنِ الْفَسَادِ فِي الأَرْضِ إِلَّا قَلِيلًا مِمَّنْ أَنْجَيْنَا مِنْهُمْ هود: 116، هؤلاء هلكوا، فهي: للتبكيت، قد انتهى، وأنزل الله بهم بأسه، وعذابه المستأصل، فيقول -تبارك وتعالى-: فَلَوْلا كَانَ مِنَ الْقُرُونِ مِنْ قَبْلِكُمْ أُوْلُوا بَقِيَّةٍ هود: 116أصحاب عقول راجحة، يَنْهَوْنَ عَنِ الْفَسَادِ فِي الأَرْضِ هود: 116، ففي هذا تكون للتبكيت، يعني: إذا قلت لإنسان في أمر مكروه قد وقع له، وانقضى، ولا يمكن الاستدراك فيه، تقول: لولا سمعت نصيحتي، هذا للتبكيت، وأما إذا كان للمستقبل، أو فيما يمكن استدراكه، فإنك تقول له: لولا تجتهد، لولا تتقي الله فتُفلح، فيكون ذلك للتحضيض، والله أعلم.

قال -رحمه الله تعالى-: لمَّا: لها معنيان: النفي، وهي: الجازمة، ووجود شيء لوجوده غيره، وأما لمَا بالتخفيف، فهي: لام التأكيد دخلت على ما، وقال الكوفيون: هي: بمعنى: إلا الموجبة بعد النفي.

في هذه النسخة: لمَّا ولمَا معاً هكذا، وفي النسخة الأخرى مفصولة.

على كل حال: لمَّا: يقول: لها معنيان: النفي، وهي: الجازمة، يعني: تكون حرف نفي مبنيًّا على السكون، يجزم المضارع، يقول: ووجود شيء لوجود غيره، في هذه الحالة بعضهم يقول: هي: اسم مبني على السكون، ولمَّا هذه تأتي نافية، كما ذكر ابن جُزي -رحمه الله-، وتختص بالمضارع، فتجزمه، وتنفيه، وتقلبه ماضياً في المعنى، وتفارق لم، فإنّ لم أيضاً للنفي، وهي: جازمة، فتفارقها في أنَّ منفي لمّا مستمر، يعني: الفرق بين لم ولمّا: أن منفي لمّا مستمر، يستمر في النفي إلى الحال، تقول: لمّا يصل، لمّا يحن بعد، بمعنى: أن هذا النفي مستمر إلى هذه اللحظة، لمّا يتعلم زيد، أن ذلك لم يحصل إلى الآن، وهناك فرق أيضاً آخر: أن منفيها لا يكون إلا قريباً من الحال، وأيضاً مع توقع حدوثه، كقوله -تبارك وتعالى-: بَلْ لَمَّا يَذُوقُوا عَذَابِ ص: 8، ما ذاقوه بعدُ إلى الآن، لَمَّا يَذُوقُوا عَذَابِ ص: 8، لكن هذا المنفي يُتوقع حدوثه، وقد يدل السياق على أنه يُقطع بحدوثه، لكنه لم يحصل بعد، ولم يتحقق، تقول: لمّا يصل زيد، يعني: أنت تتوقع وصوله، لكن حينما تقول: لم يصل زيد، فربما لا يأتي، فاللفظ لا يدل على توقع المجيء، ثم إن لم لنفي حصول الشيء مطلقاً من غير استمرار إلى الحال.

كذلك أيضاً: لمَّا هذه تأتي شرطية، تكون شرطية، وتختص بالماضي، التي قبلها تختص بالمضارع، تقول: لمّا يأتِ زيد، وهذه تختص بالماضي إذا كانت شرطية، فتقتضي جملتين، وجدت ثانيتهما عند وجود أولاهما، تقول: لمّا جاءني أكرمته، لاحظ: جاء: فعل ماضٍ، لمّا جاءني أكرمته، اقتضت جملتين مرتبة إحداهما على الأخرى، يعني: حصلت الثانية لتحقق الأولى، لمّا جاءني أكرمته، لمّا جاءني أعطيته، ويقال فيها في هذه الحالة: إنها حرف وجود لوجود، لاحظ: في لولا: امتناع لوجود، وفي هذه: وجود لوجود، ويسمونها: حرف وجوب لوجوب، ووجوب بمعنى: وجود، لمّا جاءني أعطيته، وُجد المجيء فوجد الإعطاء، وجود لوجود، وجود كذا لوجود كذا، فهي: حرف في هذه الحال، وبعضهم يقول: هي: ظرف، بمعنى: حين، فَلَمَّا نَجَّاكُمْ إِلَى الْبَرِّ أَعْرَضْتُمْ الإسراء: 67، لمّا وجد الإنجاء حصل الإعراض، وجد الإعراض، حرف وجود لوجود، تختص بالماضي: أنجاكم، في الزمن الماضي، فهذه تكون شرطية، فَلَمَّا نَجَّاهُمْ إِلَى الْبَرِّ إِذَا هُمْ يُشْرِكُونَ العنكبوت: 65، فَلَمَّا ذَهَبَ عَنْ إِبْرَاهِيمَ الرَّوْعُ وَجَاءَتْهُ الْبُشْرَى يُجَادِلُنَا فِي قَوْمِ لُوطٍ هود: 74، حصلت المجادلة بعد ذهاب الروع، فحينما يقال: هي: حرف وجود لوجود، معنى ذلك: الشرطية، أن وجود هذا مشروط بوجود الذي قبله.

وتأتي أيضاً وهذا الثالث: تأتي استثنائية، فتدخل على الجملة الاسمية، إِنْ كُلُّ نَفْسٍ لَمَّا عَلَيْهَا حَافِظٌ الطارق: 4يعني: تكون استثنائية بمعنى: إلا، أي: إلا عليها حافظ، وتدخل أيضاً على الماضي في هذه الحال لفظاً لا معنى، تقول مثلاً: أنشدك الله لمّا فعلت كذا، يعني: إلا فعلت كذا، وفعلت ماضٍ، فدخلت على الماضي لفظاً، وإلا فأنت تريد منه أن يكون ذلك في المستقبل، يعني: ما أسألك إلا فعلك كذا، فصار في لمَّا هذه أن تكون نافية، وتكون شرطية، وتكون استثنائية بمعنى: إلا.

يقول: وأمّا لمَا بالتخفيف فهي: لام التأكيد دخلت على ما، يعني: النافية، وقال الكوفيون: يعني: من النحاة، هي: بمعنى: إلا الموجبة بعد النفي، يعني: هذه التي ذكرناها في النوع الثالث: أن تكون استثنائية على قول الكوفيين. بَلْ لَمَّا يَذُوقُوا عَذَابِص: 8، هذه ما معناها؟ معناها: نافية، بَلْ لَمَّا يَذُوقُوا عَذَابِ ص: 8، تختص بالمضارع، فتجزمه، وتنفيه، وتقلبه ماضياً، كذلك في قوله -تبارك وتعالى-: فَلَمَّا نَجَّاكُمْ إِلَى الْبَرِّ أَعْرَضْتُمْ الإسراء: 67، وهكذا، والله أعلم.

قال -رحمه الله تعالى-: لا: ثلاثة أنواع: نافية، وناهية، وزائدة.

لا: تكون بهذه الأحوال التي ذكرها، فالنافية مثل: قَالُوا لا ضَيْرَ الشعراء: 50، وَلَوْ تَرَى إِذْ فَزِعُوا فَلا فَوْتَ سبأ: 51، وأما الناهية فهذا كثير: لا تَتَّخِذُوا عَدُوِّي وَعَدُوَّكُمْ أَوْلِيَاءَ الممتحنة: 1، والزائدة: قَالَ يَا هَارُونُ مَا مَنَعَكَ إِذْ رَأَيْتَهُمْ ضَلُّوا * أَلَّا تَتَّبِعَنِ طه: 92 - 93يعني: أن تتبعني، هكذا يقولون، وسبق الكلام على الزيادة، وهم يقصدون: زائدة إعراباً، وليست بزائدة في المعنى، فإنه لا يوجد في القرآن ما لا معنى له، مع أن بعضهم -كما هو معلوم- يقولون: لا يصح التعبير بالزيادة من باب التأدب، فيعبرون عن ذلك ويقولون: صلة، قَالَ مَا مَنَعَكَ أَلَّا تَسْجُدَ إِذْ أَمَرْتُكَ الأعراف: 12يقولون: المعنى: ما منعك أن تسجد، وتجدون كلاماً كثيراً للمفسرين في توجيه دخول "لا" في هذا الموضع، لكن هذا أحد الأقوال، أنها زائدة، قُلْ تَعَالَوْا أَتْلُ مَا حَرَّمَ رَبُّكُمْ عَلَيْكُمْ أَلَّا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا الأنعام: 151يعني: أن تشركوا، فهي: مؤولة بمصدر، حرم عليكم إشراكاً به، فيقولون: إن لا هذه زائدة، هكذا يقولون، فهذه ثلاثة معانٍ.

قال -رحمه الله تعالى-: اللام: خمسة أنواع: لام الجر، ولام كي، ولام الجحود، ولام الأمر، ولام التأكيد في القسم، وغيره، وهي: المفتوحة.

ثمَّ إن لام الجر لها ثلاثة معانٍ: المِلك، والاستحقاق، والتعليل، وقد تأتي: للتعدي إذا ضَعُف العامل، وقد تأتي: بمعنى: عند، نحو: وَأَقِمِ الصَّلاةَ لِذِكْرِي طه: 14، وقوله: أَقِمِ الصَّلاةَ لِدُلُوكِ الشَّمْسِ الإسراء: 78.

ولام كي معناها: السببية والتعليل، وقد تأتي: بمعنى: الصيرورة في العاقبة، نحو: فَالْتَقَطَهُ آلُ فِرْعَوْنَ لِيَكُونَ لَهُمْ عَدُوًّا وَحَزَنًا القصص: 8، وقد تأتي بمعنى، أنِ المصدرية، ومنه قوله: يُرِيدُ اللَّهُ لِيُبَيِّنَ لَكُمْ النساء: 26.

هنا في قوله: ولام كي معناها: السببية والتعليل، في الطبعة الثانية: التشبيه، لكن الصحيح ما في هذه الطبعة: السببية والتعليل.

طيب: اللام تأتي لمعانٍ، فتكون للابتداء، التي يسمونها: لام الابتداء، وهذه مفتوحة تدخل لابتداء الكلام، كقوله: لَأَنْتُمْ أَشَدُّ رَهْبَةً فِي صُدُورِهِمْ مِنَ اللَّهِ الحشر: 13، وفي الحديث: ( لَلّهُ أشد فرحاً بتوبة عبده...)[3]الحديث، فتكون لابتداء وافتتاح الكلام، وفائدتها: توكيد مضمون الجملة، لَأَنْتُمْ أَشَدُّ الحشر: 13، وتُزحلق مع إنّ من صدر الجملة إلى عجزها، كراهية ابتداء الكلام بمؤكدين، من أجل أن لا يؤكد بمؤكدين، يعني: إذا جاءت الجملة في أولها إنّ المعروفة للتوكيد، فتُزحلق هذه اللام بعد ذلك، فلا تكون في ابتداء الكلام، فحينما تقول مثلا: إن الله لكريم، فهذه زُحلقت من الصدر لوجود إنّ.

الثانية: التي يقال لها: لام التعريف، وهذه التي يقول ابن مالك فيها:

أل حرفُ تعريفٍ أو اللامُ فقط *** فنَمَطٌ عَرّفتَ قُل فيه النَّمَط

تقول: الكتاب، المدرسة، المسجد، ونحو ذلك، فأهل اللغة والنحاة بعضهم يقول: إن حرف التعريف هو: أل، الكتاب، وبعضهم يقول: إن حرف التعريف هو: اللام فقط، يقول: أل حرف تعريف أو اللام فقط، فهذه اللام تأتي للتعريف.

الثالث من معانيها، أو استعمالاتها، هي: ما تُعرف بلام الأمر، وقد تُسكَّن بعد ثُم، ثُمَّ لْيَقْضُوا تَفَثَهُمْ الحج: 29، لام الأمر الأصل فيها: أنها مكسورة، لِيقضوا تفثهم، فهي: تدل على: الطلب، وهكذا، فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي البقرة: 186، فهذه تدخل على المضارع، فتجزمه، وتكون مكسورة، لكن إسكانها بعد الفاء والواو أكثر من تحريكها بعدهما، فهي: تدخل على المضارع، ومعروف أن الأمر الصريح يكون بفعل الأمر: افعل، أو الفعل المضارع الذي دخلت عليه لام الأمر: لِتفعل، تقول: اقرأ، أو لِتقرأ، اعمل، أو لِتعمل، وهكذا، هذا الأمر الصريح، أما الأمر غير الصريح فهذا قد يأتي بصيغة الخبر ومعناه الأمر، كقوله -تعالى-: وَالْوَالِدَاتُ يُرْضِعْنَ أَوْلادَهُنَّ حَوْلَيْنِ كَامِلَيْنِ البقرة: 233، فالصيغة خبر، والمقصود والمعنى: الأمر، يعني: لِيرضعن، لكنْ هاتان صيغتان صريحتان: فعل الأمر المباشر، أو دخول لام الأمر على المضارع.

وهناك نوع رابع لها يسمى: لام التقوية، هذه لام جر تدخل على مفعول العامل الضعيف، مثل: مُصَدِّقًا لِمَا مَعَهُمْ البقرة: 91، فَعَّالٌ لِمَا يُرِيدُ هود: 107، فلما ضعُف العامل دخلت هذه اللام للتقوية، لاحظ: كلام ابن جُزي يقول: وقد تأتي للتعدي، يعني: للتعدية، إذا ضُعف العامل، هذه هي المقصودة، فإن العامل قد يكون فعلاً، تقول مثلاً: أخذت الساعة، فأخذ هذا هو الفعل العامل، وقد يكون ما يقوم مقام الفعل، كالمصدر، واسم الفاعل، ونحو ذلك، فإذا ضعُف العامل فإنه تدخل هذه اللام للتعدية، أو للتقوية.

وهنا أيضاً: لام الجحود، وهي: لام جر تدخل على أن مضمرة ناصبة للمضارع، وهذه يقولون: لابد أن تُسبق بكان المنفية، وَمَا كَانَ رَبُّكَ لِيُهْلِكَ الْقُرَى بِظُلْمٍ وَأَهْلُهَا مُصْلِحُونَ هود: 117، لَمْ يَكُنِ اللَّهُ لِيَغْفِرَ لَهُمْ وَلا لِيَهْدِيَهُمْ سَبِيلًا النساء: 137، فهذه يقال لها: لام الجحود، لام جر، داخلة على أن مضمرة ناصبة، ففي قوله: وَمَا كَانَ رَبُّكَ لِيُهْلِكَ يعني: لأن يُهلك، ولَمْ يَكُنِ اللَّهُ لِيَغْفِرَ لَهُمْ يعني: لأن يغفر لهم، وسُميت: لام الجحود؛ لأنها لا تقع إلا في سياق النفي.

وهناك تفاصيل في هذه الأنواع المذكورة، ومثل هذا يحتاج إليه طالب العلم، ولا أحب أن أتوسع في هذا كثيراً، فإن ذلك قد يعسر فهمه على بعض الإخوان؛ لأن مثل هذه الأشياء الدقيقة قد يحتاجون إلى أشياء قبلها.

هنا في كلام ابن جُزي -رحمه الله- يقول: ثم إن لام الجر لها ثلاثة معان، وذكر: المِلك، والاستحقاق، والتعليل، أو يقال: الملك، والاستحقاق، والاختصاص.

فالتعليل واضح، تقول: فعلت كذا لكذا، يعني: تعلل هذا الفعل، لماذا فعلته؟ لكذا، أتيت لرؤيتك، يعني: من أجل رؤيتك، هذا للتعليل، لكن الذي يُحتاج إليه هو: معرفة الفرق بين اللام التي تكون للاستحقاق، أو للاختصاص، أو للمِلك، هذه التي يذكرونها دائماً، وَقُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ الإسراء: 111، هل هذه للملك، أو للاستحقاق، أو للاختصاص؟ يذكرون فرقاً بين هذه الأنواع الثلاثة، ولكنه قد لا يطرد، يعني: متى تكون للمِلك؟ يقولون: إذا أُضيفت ذات إلى مَن مِن شأنه أن يملك، فهي: للمِلك، تقول: الساعة لزيد، السيارة لعمرو، فزيد من شأنه أن يملك، وأضفت إليه هذه الذات، لكن إذا أضفت إليه معنى فهذا للاستحقاق، الحمد لله، الحمد معنى، يعني: الحمد مُستحَق لله، وإذا قلت: المُلك لله، فهذه للمِلك، إذا قلت: الكون لله، الأرض لله، فهذه للمِلك، وإذا قلت: الحمد لله، فالحمد معنى، فهذه للاستحقاق، مُستحَق لله، هكذا يعبر المفسرون يقولون: الحمد مُستحَق، هذه للاستحقاق، متى تكون للاختصاص؟ يقولون: إذا أضفت ذاتاً لذاتٍ ليس من شأنها أن تملك، تقول: المفتاح للباب، يعني: مختص بالباب، فهذا للاختصاص، تقول: الباب للمسجد، الغلاف للمصحف، تقول: مثلاً: هذا الغطاء للقارورة، يعني: أنه يختص بها، فهذه تكون للاختصاص، هكذا تفرق بين هذه التي تكرر كثيراً في كلام المفسرين؛ ولذلك يذكرون من معانيها: أنها تكون للجر، أي: هذه الجارة التي أشار إليها ابن جُزي، وذكر لها هذه المعاني الثلاثة، والواقع: أن المعاني أكثر من ثلاثة، يعني: إذا كانت جارة.

اللام الجارة هذه تكون مكسورة دائماً، إلا في بعض الحالات القليلة، يقولون: مع المستعان المباشر لياء، فتكون مفتوحة يا لَلّه، فهذه يقولون: هي: لام الجر، لكنها جاءت مفتوحة في هذه الحال، وبعضهم يذكر للام الجر هذه التي ذكر لها ابن جُزي ثلاثة معانٍ، بعضهم يذكر لها: ثمانية عشر معنى، هذه الجارة، انظروا إلى سعة اللغة، ودقتها، هذه اللام في حالة من الحالات، إذا كانت جارة لها: ثمانية عشر معنى، كلما أوغل الإنسان في دراسة هذه الأشياء، ومعرفتها، فعندئذ حينما ينظر في التفسير، وينظر في كلام الله، تتوارد عليه المعاني، ويتوقف كثيراً قبل أن ينطق بحرف، بينما الذي ليس له إدراك لهذا كله أصلاً، فهو يسارع على البديهة، ويطلق الأحكام، والمعاني، والتفسير، ويتكلم بجرأة في كتاب الله -تبارك وتعالى-، وهو خالي الذهن من كل المقومات التي تؤهله للكلام في ذلك.

فاللام الجارة هذه كما ذكرت تكون للاستحقاق، هذه التي تكون بين معنى وذات، كما قلنا: الحمد لله، يعني: مُستحَق لله، وَيْلٌ لِلْمُطَفِّفِينَ المطففين: 1، ويل إذا قلنا: إنها كلمة وعيد، وَيْلٌ لِلْمُطَفِّفِينَ المطففين: 1، يعني: أن ذلك مُستحَق لهم، لكن هذا لا يطرد كما سبق، يعني: مثلاً في الاختصاص، بعضهم يقول: إن قوله تعالى: إِنَّ لَهُ أَبًا شَيْخًا كَبِيرًا يوسف: 78، بعضهم يقول: هذه للاختصاص، لو أردت أن تُنزل هذه على المعاني السابقة: المِلك، والاختصاص، والاستحقاق، فهل هنا يقال في إِنَّ لَهُ أَبًا: إن ذلك للمِلك؟ الجواب: لا، هل هو للاستحقاق؟ الجواب: لا، فبعضهم يقول: هذه للاختصاص، لاحظ: أضاف ذاتاً إلى ذاتٍ من شأنها أن تَملك، فالإنسان يَملك، ومع ذلك صارت للاختصاص، ولم تكن للمِلك، والمعنى الذي ذكرته قبل قليل: أنها تكون في هذه الحال للمِلك، لكن أشرت إلى أن هذا لا يطرد، لكنه كثير، والمِلك مثل: لَهُ مَا فِي السَّمَوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ إبراهيم: 2، هذه لا شك أنها للملك، وبعضهم يذكر غير الملك أيضاً: التمليك، تقول: وهبت لزيد أرضاً، وهبت لزيد كتاباً، يعني: ملكته، وبعضهم يذكر شبه التمليك أيضاً: جَعَلَ لَكُمْ مِنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا النحل: 72، هل الزوجات من قبيل الملك للإنسان؟ الجواب: لا، لكنه شبه ملك، بأي اعتبار؟ أنه يملك البُضع، فهذا العقد على ماذا؟، هل هو عقد إجارة، أو عقد بيع، أو عقد ماذا؟ هو: عقد نكاح، فيه: شبه تمليك، وذلك أنه يملك البُضع.

وتأتي: للتعليل كما ذكر ابن جُزي -رحمه الله-: وَأَنزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ النحل: 44يعني: من أجل أن تُبين للناس ما نُزل إليهم.

وتكون: لتوكيد النفي، وهذه التي مضت، وهي: لام الجحود.

وتكون أيضاً: لموافقة إلى، يقولون: بِأَنَّ رَبَّكَ أَوْحَى لَهَا الزلزلة: 5يعني: إليها، كُلٌّ يَجْرِي لِأَجَلٍ الرعد: 2يعني: إلى أجل.

وتكون أيضاً: بمعنى: على، وهذا الذي يسمونه: التضمين، تضمين الحرف معنى الحرف، وحروف الجر تتناوب، هذا قول الكوفيين المشهور عنهم، أما البصريون فهم يقولون بتضمين الفعل وما يقوم مقامه -مقام الفعل-، فتكون بمعنى: على في الاستعلاء الحقيقي، يقولون: أو المجازي عند القائلين بالمجاز.

وَإِنْ أَسَأْتُمْ فَلَهَاالإسراء: 7يعني: فعليها، لكنّ البصريين يقولون: إن أساء مضمن معنى فعل آخر يصح تعديته باللام، فقوله: وَإِنْ أَسَأْتُمْ فَلَهَا الإسراء: 7، موافقة لعلى، وهذا الاستعلاء عنهم مجازي: وَإِنْ أَسَأْتُمْ فَلَهَا الإسراء: 7يعني: عليها، كأنه يحمل ذلك فوق ظهره، وأما الحقيقي، فقوله: يَخِرُّونَ لِلأَذْقَانِ سُجَّدًا الإسراء: 107يعني: على الأذقان سُجدا، دَعَانَا لِجَنْبِهِ يونس: 12يعني: على جنبه، وَتَلَّهُ لِلْجَبِينِ الصافات: 103يعني: على الجبين، فهذا استعلاء حقيقي.

وهكذا أيضاً: إذا كانت بمعنى: في، كقوله -تبارك وتعالى-: وَنَضَعُ الْمَوَازِينَ الْقِسْطَ لِيَوْمِ الْقِيَامَةِ الأنبياء: 47يعني: في يوم القيامة، وعلى قول البصريين يقولون: نضع مضمن معنى فعل آخر يصح أن يُعدى باللام، لكن مذهب الكوفيين أسهل، كما هو معلوم، لا يُجَلِّيهَا لِوَقْتِهَا إِلَّا هُوَ الأعراف: 187يعني: لا يجليها في وقتها إلا هو.

وتكون بمعنى: عند، تقول: كتبته لخمسٍ خلونَ من ربيع الثاني، وكتبته لعشرٍ خلونَ، فهذه بمعنى: عند، أي: عند عشر خلون.

وهكذا تكون بمعنى: بعد، أَقِمِ الصَّلاةَ لِدُلُوكِ الشَّمْسِ الإسراء: 78يعني: بعد دلوك الشمس.

وتأتي بمعنى: التبليغ، وهي: الجارة لاسم السامع للقول، أو ما في معناه، مثل: قلتُ له، وأمّا ما فيه معنى القول فمثل: فسرتُ له، فالتفسير فيه معنى القول، لكن ليس فيه حروف القول، وكذا: أبنتُ له، وضحتُ له، فهذه للتبليغ، فأنت بلغته هذا الشيء، وأوصلت إليه هذا المعنى، أو هذه الرسالة، أو نحو ذلك، قلتُ له، هذه يقولون: هي: لام التبليغ.

وكذلك تكون بمعنى: عن، يقولون: وهذا يكون بعد القول خاصة، وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِلَّذِينَ آمَنُوا لَوْ كَانَ خَيْرًا مَا سَبَقُونَا إِلَيْهِ الأحقاف: 11يعني: قالوا عنهم، يتكلمون عنهم، ما قالوا لهم: لو كان خيراً ما سبقتمونا إليه، لا، بل هم يتحدثون وهم غُيَّب عنهم، يقولون: لو كان خيراً ما سبقونا إليه، وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِلَّذِينَ آمَنُوا الأحقاف: 11يعني: عن الذين آمنوا، ولكن على مذهب البصريين يقولون بتضمين الفعل معنى فعل آخر، قَالَتْ أُخْرَاهُمْ لِأُولاهُمْ رَبَّنَا هَؤُلاءِ أَضَلُّونَا الأعراف: 38، هم ما خاطبوهم بهذا، ما قالوا: أنتم أضللتمونا، أي: في هذه الآية، وإنما يقولون، ويخبرون عنهم في خطابهم الذي يوجهونه إلى الله -تبارك وتعالى-، قَالَتْ أُخْرَاهُمْ لِأُولاهُمْ الأعراف: 38بمعنى: عن أولاهم، وَلا أَقُولُ لِلَّذِينَ تَزْدَرِي أَعْيُنُكُمْ لَنْ يُؤْتِيَهُمُ اللَّهُ خَيْرًا هود: 31يعني: عن الذين تزدري أعينكم.

وهكذا تأتي بمعنى: الصيرورة، وتسمى: لام العاقبة، أو لام المآل، فَالْتَقَطَهُ آلُ فِرْعَوْنَ لِيَكُونَ لَهُمْ عَدُوًّا وَحَزَنًا القصص: 8، هل التقطوه ليكون لهم عدوًّا؟ الجواب: لا، ولكن هذا في المآل، وفي العاقبة، وفي النهاية، وهم لا يقصدون هذا، فهذه يسمونها: لام الصيرورة، كما يقول الشاعر المتشائم:

فللموتِ تغذو الوالداتُ سِخالَها *** كما لخرابِ الدورِ تُبنى المساكنُ

لاحظ: فللموتِ تغذو الوالدات سخالَها، يعني: صغارها، هل الوالدات حينما تغذو صغارها هي تغذوها للموت؟ لا، لكن هذه لام الصيرورة، كما تقول: ابنوا للخراب، نعِّموا هذه الأجساد للدود، هل هو ينعمها من أجل الدود؟ الجواب: لا، لكن هذا للصيرورة، لتصير، فتكون العاقبة إلى هذا، كما يقول: كما لخراب الدور تُبنى المساكن، هي: ما تُبنى لخراب الدور، لكن الواقع: أن مآلها وصيرورتها إلى الخراب، لكنّ البصريين ينكرون هذا النوع، وتجدون الكلام على هذا في مثل قوله تعالى: فَالْتَقَطَهُ آلُ فِرْعَوْنَ لِيَكُونَ لَهُمْ عَدُوًّا وَحَزَنًا القصص: 8، بعضهم يقول: ليست هذه لام العاقبة.

كذلك تأتي بمعنى: التعجب المجرد عن القسم، ويُستعمل في النداء، تقول حينما ترى مياه الوديان كثيرة تجري بالسيول، وترى الخضرة، والعشب، ونحو ذلك، تقول: يا للماء! ويا للعشب! إذا تعجبت من كثرته.

وتأتي بمعنى: التوكيد، وهذه التي يقولون لها: الزائدة، يُرِيدُ اللَّهُ لِيُبَيِّنَ لَكُمْ النساء: 26، وَأُمِرْنَا لِنُسْلِمَ الأنعام: 71، وبعضهم يقول: هذه للتعليل.

وتأتي: للتبيين أيضاً، وهذه مبيِّنة للمدعو له، أو المدعو عليه، فَتَعْسًا لَهُمْ محمد: 8، وهكذا: هَيْتَ لَكَ يوسف: 23، هذه يجعلونها أيضاً على أقسام، ويذكرون فيها تفاصيل لا داعي لذكرها.

فهذه اللام الجارة: ثمانية عشر معنى، والواقع: أن هذه المعاني يمكن أن تتداخل، وليس ذلك جميعاً مما اتفقوا عليه.

ومن معاني اللام غير الجارة، نوع يقال له: لام الجواب، هذه تكون جواباً لـ"لو": لَوْ تَزَيَّلُوا لَعَذَّبْنَا الفتح: 25، لاحظ: واقعة في جواب لو، لَوْ كَانَ فِيهِمَا آلِهَةٌ إِلَّا اللَّهُ لَفَسَدَتَا الأنبياء: 22، وفي جواب لولا أيضاً: وَلَوْلا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَفَسَدَتِ الأَرْضُ البقرة: 251، وتكون أيضاً في جواب القسم: وَتَاللَّهِ لَأَكِيدَنَّ أَصْنَامَكُمْ الأنبياء: 57، فهذه يقال لها: لام الجواب.

وهناك لام أخرى يقال لها: لام البُعد، تلحق اسم الإشارة المردوف بالكاف، هذه التي نقول فيها: ذلك، فهذه يقال فيها: ذاك وذلك، فإذا دخلت اللام على ذاك، فيكون ذلك للبعد، ذَلِكَ الْكِتَابُ لا رَيْبَ فِيهِ هُدًى لِلْمُتَّقِينَ البقرة: 2، لعلو منزلته، ومرتبته، وبعضهم يقول: إن المراتب ثلاث: ذا: للقريب، وذاك: لمتوسط البُعد، وذلك: للبعيد، هذه لام البُعد.

وهناك اللام التي يسمونها: الموطئة للقسم، وهي: الداخلة على أداة شرط للإيذان بأن الجواب بعدها مبني على قسم قبلها، لا على الشرط، لَئِنْ أُخْرِجُوا لا يَخْرُجُونَ مَعَهُمْ الحشر: 12، لئن: هذه موطئة للقسم، وإنْ: هذه شرطية، فهي: دخلت على أداة شرط للإيذان بأن الجواب بعدها مبني على قسم، لاحظ: يقولون: إذا وُجد شرط وقسم فالجواب للسابق منهما، فإذا دخلت هذه اللام الموطئة للقسم على إن الشرطية، فالجواب جواب القسم، وليس بجواب الشرط؛ لأن الجواب يكون واحداً للشرط والقسم، لكن من ناحية الإعراب، يعني: هل يقال: هو جواب القسم، أو جواب الشرط؟ هو للسابق منهما، هذه قاعدة، فإذا اجتمع شرط وقسم فالجواب للسابق منهما دائماً.

قال -رحمه الله تعالى-: حرف الميم.

مرض الجسد معروف، ومرض القلب: الشك في الإيمان، والبَغضة في الدين.

المرض، ابن فارس -رحمه الله- يقول: إن هذه المادة تدل على: ما يخرج به الإنسان عن حد الصحة في أي شيء كان منه العلة، يعني: ما يُخرجه عن حد الصحة، خروج البدن عن المِزاج الطبيعي، هذا هو: اختلال الصحة، مثل: ارتفاع الحرارة؛ لوجود ألم، أو لوجود ضغط مرتفع أو منخفض، هذا كله يكون من قبيل اختلال مزاج البدن، هذا المرض الحسي، وَإِذَا مَرِضْتُ فَهُوَ يَشْفِينِ الشعراء: 80، فَمَنْ كَانَ مِنْكُمْ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ البقرة: 184، وهذا كثير في استعمال الناس، تقول: فلان مريض، عليل، إذا اختل مزاج البدن بأي علة كان.

ويُتجوَّز به عن العلة التي تلحق النفس، فينحرف بها عن الحق والصواب، والخلق الحسن القويم، ويخرج به عن حد الاعتدال.

لاحظ: المرض الحسي: يخرج به عن اعتدال الصحة، ومزاج البدن، المرض المعنوي: يخرج به عن حد الاعتدال في الاستقامة، ونحو ذلك، هذه العلل مثل: النفاق، والحسد، والغل، والشهوة المحرمة، ونية الفجور، فهذا كله يكون من قبيل الاختلال، اختلال القلب والنفس، فهو كما يقول الراغب الأصفهاني: يُشبَّه النفاق والكفر ونحوهما من الرذائل بالمرض، إما لكونها مانعة عن إدراك الفضائل، لاحظ: الآن الاختلال الذي يحصل للنفس، فهذا الخلل الذي يحصل عند هذا الإنسان المنحرف المريض -مريض القلب-:

إما لكون هذا المرض يمنعه من إدراك الفضائل، فاسد البصيرة -نسأل الله العافية-، هو يرى المنكر حقًّا، والمعروف باطلاً منكراً، اختل مزاجه، وإذا كان هذا المرض مستحكماً فهو: لا يرى الحق أبداً، وإنما يراه باطلاً، وإذا كان هذا الاختلال بين بين فتبقى عنده الصورة فيها تردد، وفيها غبش، فهو: لا يبصر الحق لأول وهلة، يحتاج إلى إقناع، ويحتاج إلى شرح؛ لأنه أعشى في بصره؛ ولذلك تستغرب من أحوال الناس، وأحكام الناس في الأمور المشاهدة، والواقعة، ونحو ذلك، أشياء يبصرها العميان، ومع ذلك تجد من يقبلها، كما قيل: لكل ساقطة لاقطة، فكل داعية إلى باطل يجد له أتباعاً، وسوقاً يروج بها باطله؛ ولذلك تجد أن البدع والأهواء والضلالات تنتشر إذا خفتت أنوار السنة والعلم، كما في البيئات التي ينتشر فيها الجهل؛ ولذلك أصحاب الفرق المنحرفة، مثل: الباطنية، ونحو ذلك، كانوا يذهبون إلى الأماكن البعيدة، فيجدون قوماً قد تهيئوا لقبول ضلالاتهم، وباطلهم.

فهذه الرذائل، هذه العلل، هذه الأمراض قد تمنع من إدراك الحق، كالمرض المانع للبدن من التصرف بالكامل، لا يتذوق الطعام، ولا يجد رائحة الطيب، ونحو ذلك، لا يُحِس، قد يحترق بالنار ولا يُحس.

وإما لكون هذه العلل والأمراض مانعة عن تحصيل الحياة الأخروية، قال الله -تبارك تعالى-: وَإِنَّ الدَّارَ الآخِرَةَ لَهِيَ الْحَيَوَانُ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ العنكبوت: 64، هي: الحياة الحقيقية، الحيوان بمعنى: الحياة الكاملة، الحياة التي تستحق أن يقال عنها: حياة، وليست هذه الحياة التي نعيشها، حياة مؤقتة منغصة، يصير فيها الإنسان إلى ما قد علمتم.

وإما هذا المرض الذي يكون في القلب والنفس؛ لميل النفس إلى الأمور الرديئة، والاعتقادات الباطلة، كميل البدن إلى الأشياء المضرة، يعني: مثل: هذا الذي اعتاد على المسكرات -نسأل الله العافية- فهو: يشربها، ثم يشربها، ثم يشربها، كما قال الشاعر:

وكأسٍ شربتُ على لذةٍ *** وكأسٍ تداويتُ منها بها

لاحظ: يعني: الأولى شربها على لذة، نفسه تطلبها، النفس المريضة تطلبها، والأخرى تداويت منها بها، يعني: يتداوى من العلة بعلة، يتداوى منها بها، كقول الآخر:

دع عنك لومي فإنّ اللّومَ إغراءُ *** وداوني بالتي كانت هي الداءُ

فهذه نفوس وأبدان معتلة، مثل: هذا الذي اعتاد على التدخين -نسأل الله العافية وأعزكم الله-، فهو يشربه؛ لأن بدنه يطلبه، فإذا تركه حصل له من التوتر، واختلال المزاج؛ كذلك الذي اعتاد على المخدرات، فهو: يتعاطاها، فإذا تركها اضطرب، واختل، فيتداوى من العلة بالعلة، فبدنه في هذه الحال معتل، ونفسه معتلة، فيتداوى بالعلة، نسأل الله العافية.

فهذا كله خروج عن حال أو عن حد الصحة، فيكون مريضاً بهذا الاعتبار، فهذه الأمراض -أمراض القلب- ونحو ذلك، كما قال اللهفِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ فَزَادَهُمُ اللَّهُ مَرَضًا البقرة: 10، هذا المرض لا يكتشفه الأطباء ولو ذهبت به إلى أكبر المصحات لعلاج القلب فإنهم لا يكتشفون شيئاً فيه، هذا الإنسان المنافق، أو الكافر، أو الضال، أو نحو ذلك، فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ مرض النفاق فَزَادَهُمُ اللَّهُ مَرَضًا البقرة: 10، وَيَقُولُ الَّذِينَ آمَنُوا لَوْلا نُزِّلَتْ سُورَةٌ فَإِذَا أُنزِلَتْ سُورَةٌ مُحْكَمَةٌ وَذُكِرَ فِيهَا الْقِتَالُ رَأَيْتَ الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ يَنظُرُونَ إِلَيْكَ نَظَرَ الْمَغْشِيِّ عَلَيْهِ مِنَ الْمَوْتِ محمد: 20فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ يعني: النفاق، وهكذا: أَمْ حَسِبَ الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ أَنْ لَنْ يُخْرِجَ اللَّهُ أَضْغَانَهُمْ محمد: 29يعني: النفاق، فالنفاق مرض، والكِبر مرض، وكذلك سائر الأدواء، هذه أمراض وعلل، فالمرض الذي يذكر في القرآن يكون بمعنى: النفاق في الغالب، وقد يكون بمعنى: ضعف الإيمان، لاسيما إذا عُطف على النفاق، أو على المنافقين: إِذْ يَقُولُ الْمُنَافِقُونَ وَالَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ الأنفال: 49، فهنا يحتمل أن يكون ذلك من قبيل عطف الأوصاف، كقوله: سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الأَعْلَى الَّذِي خَلَقَ فَسَوَّى * وَالَّذِي قَدَّرَ فَهَدَى * وَالَّذِي أَخْرَجَ الْمَرْعَى الأعلى: 1-4، فهذه لموصوف واحد، فيحتمل أن يكون: إِذْ يَقُولُ الْمُنَافِقُونَ وَالَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ الأنفال: 49، لموصوف واحد: نفاق ومرض، هذه أوصاف لموصوف واحد، ويحتمل أن يكون وَالَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ الأنفال: 49يعني: ضعفاء الإيمان.

وأما الموضع الوحيد الذي ذُكر فيه المرض في القرآن مراداً به: الميل المحرم إلى النساء فهو: في سورة الأحزاب، في قوله -تبارك وتعالى-: يَا نِسَاءَ النَّبِيِّ لَسْتُنَّ كَأَحَدٍ مِنَ النِّسَاءِ إِنِ اتَّقَيْتُنَّ فَلا تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ وَقُلْنَ قَوْلًا مَعْرُوفًا الأحزاب: 32، المرض هنا ليس مرض النفاق، بل الميل المحرم إلى النساء، إذا رأيت الرجل يحوم حول النساء هنا وهناك، إما في سوق، أو غيره، أو كان ذلك في وسائل الاتصال، ونحو ذلك، يبحث عن النساء، ويبحث عن وسائل التواصل مع النساء، والمواقع التي يوجد فيها ما يتوصل به إلى النساء، فهذا في قلبه مرض، إذا رأى مواقع دعايات، ونحو ذلك، يسمونه: زواجاً، وهو في الواقع ترويج للبغاء، فيبحث عن هذه، ويدخل في هذه، ويبحث عن الصور السيئة، ونحو ذلك، فهذا معناه: أن في قلبه مرضًا، فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌالأحزاب: 32، فإذا رآها قد خضعت بالقول فإن ذلك يُطمعه فيها، يعني: أنها قريبة المنال، فيطمع فيها، فتتهيأ نفسه للمنكر.

هنا في قول ابن جُزي: ومرض القلب: الشك في الإيمان، والبَغضة في الدين، هكذا في هذه الطبعة، وهي: الصحيحة، وفي الطبعة الأخرى: والبُغض في الدين، وليس هذا هو الصحيح.

قال -رحمه الله تعالى-: المنّ: شبه العسل، وقيل: خبز نقي، والسلوى: طائر، والمن أيضاً: الإنعام، والمن أيضاً: العطية، والمن أيضاً: القطع

 

المنّ: شبه العسل، وقيل: خبز نقي، والسلوى: طائر، والمن أيضاً: الإنعام، والمن أيضاً: العطية، والمن أيضاً: القطع

 

، ومنه قوله: أَجْرٌ غَيْرُ مَمْنُونٍ فصلت: 8.

هذه المادة عند ابن فارس ترجع إلى أصلين:

الأول: يدل على قطع وانقطاع، تقول: مننتُ الحبل: قطعته، المنون: المنية، يقولون: لأنها تُنقص العدد، وتقطع المدد، جاءته المنية، ووافته المنية، يعني: انقطع العمر، وانقضى، ويقال: منّ عليه بمعنى: أنعم، بأي اعتبار وهي: هنا بمعنى: القطع؟ يقولون: كأن المُنعم يقطع بإحسانه حاجة المحتاج، منّ عليه: قطع حاجته لإحسانه وعطائه، أو كأنه يقطع شيئاً من ماله أو إحسانه أو معروفه أو جاهه لغيره، فهي بمعنى: القطع، وهكذا يقال: منّ المحسن على من أحسن عليه بإحسانه، هذا يرجع إلى معنى: القطع، يعني: كأنه قطع ما سلف من إحسانه، وأبطله، أي: المن المذموم، لا تُبْطِلُوا صَدَقَاتِكُمْ بِالْمَنِّ وَالأَذَى البقرة: 264، يعني: المنّ يكون بمعنى: الإحسان، فتقول: امنن علينا بمعنى: أحسِن، فيكون ذلك بقطع حاجتهم بما يهبه من الإحسان، ويكون المنّ بالمعنى المذموم، لا تُبْطِلُوا صَدَقَاتِكُمْ بِالْمَنِّ وَالأَذَى البقرة: 264، يذكِّره بعطيته، كأنه قطع سالف الإحسان، وأبطله، يُعطيه طعاماً، ونحو ذلك، ثم يراه فيقول: أرى وجهك ممتلئًا بالعافية، والنضارة، ماذا تأكل؟ ممَّ تطعم؟ فيقول: أنا أطعم من حباياك وعطاياك، فهو يذكره بهذا، يعطيه ما يغسل به الثياب، ونحو ذلك، فإذا رآه قال: أرى ثيابك في غاية النصاعة، ماذا تصنع بها؟، وهل غير الجود الذي فاض على يدك؟!، فهو يذكِّره بهذا العطاء، ويمن عليه، سواء كان بطريقة غير مباشرة، كهذه، أو كان بطريقة مباشرة، أعطيتك، تذكر حينما فعلت لك المعروف الفلاني، وأحسنت إليك بكذا، وأعطيتك، وأوليتك، فهذا قوله: لا تُبْطِلُوا صَدَقَاتِكُمْ بِالْمَنِّ وَالأَذَى البقرة: 264، يؤذيه بهذا العطاء، فيقطع بذلك، هذا معنى القطع.

المعنى الثاني والأصل الثاني الذي ذكره ابن فارس هو: اصطناع الخير، المنّ: اصطناع الخير، وعند التأمل يمكن أن يرجعا إلى معنى واحد، يعني: إذا أردنا أن نحمل ذلك على القطع، فإن اصطناع الخير كما سبق قد يكون قطعاً لحاجة المحتاج، ونحو ذلك.

المنّ الذي ذكره ابن جُزي هنا قال: شبه العسل، هذا الذي أنزله الله على بني إسرائيل، وَظَلَّلْنَا عَلَيْكُمُ الْغَمَامَ وَأَنزَلْنَا عَلَيْكُمُ الْمَنَّ وَالسَّلْوَى البقرة: 57، فهذا المنّ بعضهم يقول: هو مثل الندى، يشبه العسل، يكون جامداً، ينزل من السماء، ينزل على الأشجار، صمغة -كما يقول بعضهم- حلوة، تنزل على الأشجار، تشبه العسل، وهو معروف موجود، لا يختص ببني إسرائيل، لكن لما كانوا في التيه أنزل الله عليهم المنّ والسلوى، وبعضهم يقول: هو: شراب حلو، وهذا لا يخالف ما سبق، فالعسل شراب، وهذه الصمغة شراب، وبعضهم فسره بمعنى عام -وهذا أحسن- وهو ما يمن الله به من الخير من غير عمل من الإنسان، كل ما يمن الله به على عباده من غير عمل منهم فهو: من المنّ؛ ولهذا قال النبي ﷺ: (الكَمْأة من المن)[4]، والكَمْأة معروفة، فهذه لا يزرعها الإنسان، فهي: من المن، ومِن تبعيضية، من المنّ أي: من جُملة المنّ، وهذه الصمغة التي تنزل من المنّ، وهكذا ما لا يكون للإنسان فيه يد، الآن العسل الذي يكون من غير عمل الإنسان، يعني: من غير تربيته للنحل، يكون في الجبال، ونحو ذلك، في مواضع لا يكون للإنسان له فيها يد، لكنه يأتي ويجد ذلك، ويأخذه، فهذا يكون من المنّ، وهذا الفِطر والنبات المعروف الذي لا يزرعه الإنسان يكون من قبيل المنّ، فهذه اللفظة تشمل ذلك جميعاً، أي: المنّ.

يقول: والسلوى: طائر، هنا هذا من باب الاستطراد، والكلام هنا ليس عن السلوى، لكن لما ذُكِر المن والسلوى فسر السلوى.

قال: والمنّ أيضاً: الإنعام، هذا الذي أشرت إليه آنفاً، نقول: منّ الله علينا، يعني: أنعم علينا.

قال: والمنّ أيضاً: العطية، وهي داخلة في المعنى السابق الذي هو: الإنعام.

والمنّ أيضاً: القطع، هذا الذي ذكره ابن فارس -رحمه الله-، ومنه: أَجْرٌ غَيْرُ مَمْنُونٍ فصلت: 8يعني: غير مقطوع، وإنما هو مستمر، وهكذا.

طيب: في قوله -تبارك وتعالى-: وَلَكِنَّ اللَّهَ يَمُنُّ عَلَى مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ إبراهيم: 11هذا بمعنى: الإنعام، وقوله: يَمُنُّونَ عَلَيْكَ أَنْ أَسْلَمُوا الحجرات: 17، هل هذا بمعنى: الإنعام؟ الجواب: لا، وإنما هذا يكون بالمعنى الذي يرجع إلى معنى: القطع، وهو: أنهم يذكرون إيمانهم أو إسلامهم ممتنين به، كأنهم قد تفضلوا عليه بدخولهم في الإسلام، وقوله: لَقَدْ مَنَّ اللَّهُ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ إِذْ بَعَثَ فِيهِمْ رَسُولًا مِنْ أَنْفُسِهِمْ آل عمران: 164هذا بمعنى: الإنعام، والتفضل، ونحو ذلك، وَلَقَدْ مَنَنَّا عَلَيْكَ مَرَّةً أُخْرَى طه: 37كذلك أيضاً بهذا المعنى، وقوله: وَإِنَّ لَكَ لَأَجْرًا غَيْرَ مَمْنُونٍ القلم: 3يعني هنا: غير مقطوع، إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ فَلَهُمْ أَجْرٌ غَيْرُ مَمْنُونٍ التين: 6يعني: غير مقطوع.



[1] أخرجه البخاري، كتاب الزكاة، باب: اتقوا النار ولو بشق تمرة والقليل من الصدقة، رقم: (1417)، ومسلم، كتاب الزكاة، باب الحث على الصدقة ولو بشق تمرة، أو كلمة طيبة وأنها حجاب من النار، رقم: (1016).

[2] أخرجه البخاري، كتاب الجمعة، باب السواك يوم الجمعة، رقم: (887)، ومسلم، كتاب الطهارة، باب السواك، رقم: (252).

[3] أخرجه البخاري، كتاب الدعوات، باب التوبة، رقم: (6308)، ومسلم، كتاب التوبة، باب في الحض على التوبة والفرح بها، رقم: (2744).

[4] أخرجه البخاري، كتاب تفسير القرآن، باب: وقوله تعالى: وظللنا عليكم الغمام وأنزلنا عليكم المن والسلوى كلوا من طيبات ما رزقناكم وما ظلمونا ولكن كانوا أنفسهم يظلمونالبقرة: 57، رقم: (4478)، ومسلم، كتاب الأشربة، باب فضل الكمأة، ومداواة العين بها، رقم: (2049).

مواد ذات صلة