الجمعة 20 / جمادى الأولى / 1446 - 22 / نوفمبر 2024
(014-ب) من قوله تعالى (وكلم الله موسى تكليما..) الآية 163 – إلى نهاية السورة
تاريخ النشر: ٠٨ / شعبان / ١٤٣٨
التحميل: 693
مرات الإستماع: 1075

"قول الله -تعالى-: وَكَلَّمَ اللَّهُ مُوسَى تَكْلِيمًا [النساء:164] تصريحٌ بالكلام، مؤكَّدٌ بالمصدر؛ وذلك دليل على بطلان قول المعتزلة: إنّ الشجرة هي التي كلمت موسى".

"فقوله: وَكَلَّمَ اللَّهُ مُوسَى تَكْلِيمًا [النساء:164] تصريحٌ بالكلام مؤكدٌ بالمصدر، وذلك دليل على بطلان قول المعتزلة"... إلى آخره، القاعدة التي يتفق عليها، أو يوافق عليها أهل الكلام من الأشاعرة والمعتزلة وغيرهم: أن التوكيد بالمصدر ينفي احتمال المجاز، هذه القاعدة يُقرون بها، ومن هنا يقول: "هذا فيه توكيد بالمصدر الذي هو تَكْلِيمًا [النساء:164]، تَكْلِيمًا هذا مصدر مُؤكد للفعل كَلَّمَ فالتوكيد بالمصدر ينفي احتمال المجاز، بمعنى أن هذا الكلام حقيقي، وهو أنه تكلم تكلمًا حقيقيًا، وليس بمجازي، والأشاعرة معروف أنهم يقولون: بأن الله يتكلم، لكن هم يثبتون كلامًا لا حقيقة له، فيقولون: يتكلم، لكن لا بحرفٍ ولا بصوتٍ، وكلامه معنًى واحد قائم بالنفس، لا تعدد فيه، ولا تتابع، ولا انقضاء، إن عُبِّر عنه بالعبرانية فهو توراة، وإن عُبِّر بالسريانية فهو إنجيل، وإن عُبِّر بالعربية فهو قرآن، يقولون: معنًى واحد قائم في النفس، طيب وهذه الحروف والألفاظ؟ قالوا: هذه مخلوقة، هذا عند الأشاعرة، ويُصرِّحون بهذا في كتبهم كشرح الجوهرة، وغيره، لكنّهم يقولون: بأننا لا نُصرِّح بذلك إلا في مقام التعليم، يعني لطلبة العلم، لماذا؟ يقولون: من أجل ألا يلتبس على العامة، فيظنون أنّا نقول بأن القرآن مخلوق، والحقيقة أن قول الأشاعرة يرجع إلى القول بخلق القرآن، هم هكذا حقيقة مذهبهم، فهم أثبتوا كلامًا نفسيًا لا حقيقة له، ولا وجود، فلا يوجد شيء اسمه الكلام النفسي، الذي هو معنًى واحد قائم في النفس، الذي أثبته الأشاعرة، والكلام في هذا يطول، وهم يزعمون أنهم يثبتون صفة الكلام لله ، فيقولون: هذا رد على المعتزلة الذين ينفون الكلام أصلاً ويقولون: هو مخلوق، وأن الله خلق كلامًا في الشجرة، فسمعه موسى، وأن الله لا يتكلم.

ومذهب المعتزلة في عددٍ من القضايا أضبط من مذهب الأشاعرة، وإن كان فاسدًا، يعني مثلاً في صفة الكلام: هم يقولون: لا يُعقل الكلام إلا أن يكون مجموع اللفظ والمعنى، لا يوجد كلام نفسي، يردون على الأشاعرة في هذا، فيقولون: الكلام لفظ ومعنى، لكنّه مخلوق، والأشاعرة يقولون: كلام الله غير مخلوق ويُلبِّسون، يقولون: نقصد الكلام النفسي، الكلام النفسي معنًى واحد، والمعتزلة يقولون: كيف يكون معنًى واحد؟ هذا لا يمكن، ولا يمكن أن يكون المعنى هو الكلام دون اللفظ.

وكذلك في مسألة الكسب، ومسألة القدر، وكذلك في مسائل تتعلق بالتأثير، ونحو ذلك، الشاهد أن المعتزلة يوافقون على هذه القاعدة: أن التوكيد بالمصدر ينفي احتمال المجاز، طيب وكيف يفسرون: كَلَّمَ اللَّهُ مُوسَى تَكْلِيمًا [النساء:164] يقولون: هو حقيقة، ليس بمجاز، فكلمه مأخوذ من الكلْم الذي هو الجرح، أي كَلَمه بمعنى جرَّحه بمخالب الحكمة، وليس من التكليم والكلام، وهذا غاية التحريف، هذا حينما تحيروا في هذا الموضع الذي جاء فيه بتأكيد الصفة بالمصدر، فأجابوا بهذا الجواب، قالوا: نعم هو تكليم حقيقي، لكن كلَّمه بمعنى جرَّحه، ليس بمجاز، فهذا -أعوذ بالله- فعل العقائد الفاسدة، وتحريف معاني كتاب الله بسبب أصولٍ واعتقاداتٍ باطلة -والله المستعان-، فهذا معنى قوله: بأنه مؤكد بالمصدر، وأنه دليل على بطلان قول المعتزلة: أن الشجرة هي التي كلمت موسى، لكن لو جئنا للأشاعرة، وقلنا: وأنتم ما تقولون؟ لقالوا: نعم كلَّمه، لكن بكلامٍ نفسيٍ أزليٍ هو معنًى في نفس الله ، معنًى واحد قائم في نفسه واحد، لا تعاقب فيه ولا انقضاء، فحينما يقول الله مثلاً: يَا مُوسَى [النمل:9] يقولون: الياء والألف والميم والواو والسين إلى آخره، هذه ليست متعاقبة في كلام الله، هي هكذا شيء واحد، لا يأتي حرف الميم بعد الألف وبعد الياء، وإنما كل ذلك يكون معنًى واحد لا يتعاقب، الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ ۝ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ ۝ مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ [الفاتحة:2-4] يقولون: هذه عبارة عن كلام الله، وإخوانهم من الماتريدية، والشبه بينهم كبير، يعني الاختلاف في مسائل محدودة نحو ثلاثة عشر مسألة، أو قريب من هذا، لكن الأصول واحدة، فيقول الماتريدية: حكاية عن كلام الله، وهؤلاء يقولون: عبارة، ويقولون: الألفاظ مخلوقة، والمعنى غير مخلوق، والكلام يقولون: هو المعنى القائم بالنفس، والواقع أنهم لم يثبتوا لله هذه الصفة، كقولهم في الرؤيا، يقولون: يُرى لا في جهة؛ لأنهم ينفون العلو.

"رُسُلاً مُبَشِّرِينَ [النساء:165] منصوبٌ بفعلٍ مضمر، أو على البدل".

رُسُلاً مُبَشِّرِينَ وَمُنذِرِينَ [النساء:165] يقول: "منصوبٌ بفعلٍ مضمر" يعني على القطع، يُراد منه المدح، يكون التقدير إذا أردنا أن نجريه على هذا: رُسُلاً مُبَشِّرِينَ وَمُنذِرِينَ [النساء:165]: أعني رُسُلاً مُبَشِّرِينَ [النساء:165]، أو: وأمدح رُسُلاً مُبَشِّرِينَ [النساء:165] وبعضهم يقول: بأنه منصوب على أنه مفعولٌ به لفعلٍ محذوف، أي: وأرسلنا رُسُلاً مُبَشِّرِينَ وَمُنذِرِينَ [النساء:165]، وكل هذا على التقدير، وأحيانًا لا بد من التقدير.

يقول: "أو على البدل" يعني البدل من ماذا؟ من قوله: وَرُسُلاً قَدْ قَصَصْنَاهُمْ عَلَيْكَ [النساء:164] فيكون: رُسُلاً مُبَشِّرِينَ وَمُنذِرِينَ [النساء:165] بدل منه.

"لِئَلَّا يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَى اللَّهِ حُجَّةٌ بَعْدَ الرُّسُلِ [النساء:165] أي: بعثهم الله ليقطع حجةَ من يقول: لو أرسل إليّ رسولاً لآمنت".

"لو أرسل إليّ رسولاً لآمنت" لقطع الحجة والعذر، وفي الحديث: ولا أحد أحبُ إليه العذر من الله، ومن أجل ذلك بعث المبشرين والمنذرين[1]، وأيضًا في الحديث: وليس أحدٌ أحب إليه العذر من الله، من أجل ذلك أنزل الكتاب، وأرسل الرسل[2]، والله يقول: رُسُلاً مُبَشِّرِينَ وَمُنذِرِينَ لِئَلَّا يَكُونَ لِلنَّاسِ [النساء:165] أي: من أجل ألا يكون للناس حجة على الله -تبارك وتعالى- بعد الرسل، وكقوله: وَلَوْ أَنَّا أَهْلَكْنَاهُمْ بِعَذَابٍ مِنْ قَبْلِهِ لَقَالُوا رَبَّنَا لَوْلا أَرْسَلْتَ إِلَيْنَا رَسُولاً فَنَتَّبِعَ آيَاتِكَ مِنْ قَبْلِ أَنْ نَذِلَّ وَنَخْزَى [طه:134] وقوله: وَلَوْلا أَنْ تُصِيبَهُمْ مُصِيبَةٌ بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيهِمْ فَيَقُولُوا رَبَّنَا لَوْلا أَرْسَلْتَ إِلَيْنَا رَسُولاً فَنَتَّبِعَ آيَاتِكَ وَنَكُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ [القصص:47] فهذا وغيره بمعنى قوله -تبارك وتعالى-: رُسُلاً مُبَشِّرِينَ وَمُنذِرِينَ لِئَلَّا يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَى اللَّهِ حُجَّةٌ بَعْدَ الرُّسُلِ [النساء:165].

"لَكِنِ اللَّهُ يَشْهَدُ [النساء:166] الآية، معناها: أنّ الله يشهد بأن القرآن من عنده، وكذلك تشهد الملائكة بذلك".

وكذلك تشهد الملائكة بذلك، وإن كفر بك من كفر، فإن الله يشهد لك بأنه أنزل عليك هذا الكتاب، لَكِنِ اللَّهُ يَشْهَدُ بِمَا أَنزَلَ إِلَيْكَ أَنزَلَهُ بِعِلْمِهِ [النساء:166] فكفر هؤلاء لا عبرة به، فالله يشهد أنه أنزله عليك.

"وسبب الآية: إنكار اليهود للوحي، فجاء الاستدراك على تقدير أنهم قالوا: لن نشهد بما أُنزل إليك، فقيل: لكن الله يشهد بذلك".

لكن لا يصح سبب النزول هذا للآية من جهة الرواية، فلا يثبت في هذا شيء، وأسباب النزول -كما هو معلوم- مبناها على الرواية والنقل والسماع إذا صحَّ الإسناد.

"وفي الآية من أدوات البيان: الترديد، وهو ذكر الشهادة أولاً، ثم ذكرها في آخر الآية.

أَنزَلَهُ بِعِلْمِهِ [النساء:166] في هذا دليلٌ لأهل السنة على إثبات علم الله، خلافًا للمعتزلة في قولهم: إنه عالمٌ بلا علم، وقد تأوّلوا الآية بتأويلٍ بعيد".

أَنزَلَهُ بِعِلْمِهِ [النساء:166] أي: إنزاله صادر بعلمه، فيعلم بماذا نزل؟ وكيف نزل؟ وعلى من نزل؟ ويعلم حالة الذي أُنزل عليه، وكذلك أيضًا نزل القرآن مشتملاً على علم الله -تبارك وتعالى-، مشتملاً على العلوم الإلهية، والأحكام الشرعية، والأخبار الغيبية، مما هو من علم الله -تبارك وتعالى-، فيكون المعنى: أنه صادر عن علمه بمن أنزل عليه، وكذلك أيضًا حال المُنزّل عليه، وكيفية النزول، وما إلى ذلك مما يتعلق بالنزول، وكذلك أيضًا هو متضمنٌ لعلم الله حيث أخبر فيه عن أحكامٍ وتشريعاتٍ، وجاء فيه أخبارٌ عن غيوب ماضية ومستقبلة، فكل ذلك داخلٌ في قوله: أَنزَلَهُ بِعِلْمِهِ [النساء:166] ويُجمع بين الأقوال التي ذكرها أهل العلم، والله أعلم.

"يَا أَيُّهَا النَّاسُ [النساء:170] خطابٌ عام؛ لأنّ النبي ﷺ بُعث إلى جميع الناس".

فيما يتعلق بقول المعتزلة: "أن الله عالم بلا علم" باعتبار أنهم ينكرون الصفات، ولا يمكن أن يُتصور هذا "عالم بلا علم" ويقولون: بأن أسماء الله -تبارك وتعالى- مثل: العليم، إنما هي أعلام، وأن هذه الأسماء لا تتضمن أوصافًا، وإنما هي أعلام محضة لا تتضمن أوصافًا، وأنها جامدة غير مشتقة، بخلاف أهل السنة، فإنهم يقولون: أسماء الله مشتقة، فهي تتضمن أوصافًا، فالعليم اسمٌ لله يتضمن صفات العلم، وهكذا سائر الأسماء، وهؤلاء يقولون: عالمٌ بلا علم، فينفون صفات العلم، ويثبتون الأسماء.

ومعلومٌ أن الجهمية المحضة -وكل هؤلاء من طوائف الجهمية- ينفون الأسماء والصفات، ويقولون: كل ذلك مخلوق.

"فَآمِنُوا خَيْرًا لَكُمْ [النساء:170] انتصب خَيْرًا هنا، وفي قوله: انتَهُوا خَيْرًا لَكُمْ [النساء:171] بفعلٍ مضمرٍ لا يظهر، تقديره: ائتوا خَيْرًا لَكُمْ هذا مذهب سيبويه[3]، وقال الخليل: انتصب بقوله: آمِنُوا و انتَهُوا على المعنى[4]، وقال الفرَّاء: فَآمِنُوا إيمانًا خَيْرًا لَكُمْ فنصبه على النعت لمصدرٍ محذوف[5]، وقال الكوفيون [وفي النسخ الخطية: وقال بعض الكوفيين]: هو خبر (كان) المحذوفة، تقديره: يكن الإيمان خَيْرًا لَكُمْ[6]".

قوله -تبارك وتعالى-: فَآمِنُوا خَيْرًا لَكُمْ [النساء:170] يقول: "انتصب خَيْرًا [النساء:170] هنا، وفي قوله: انتَهُوا خَيْرًا لَكُمْ [النساء:171] بفعلٍ مضمرٍ، لا يظهر" أي: مضمر وجوبًا، "تقديره: ائتوا خَيْرًافَآمِنُوا خَيْرًا، أو فَآمِنُوا واقصدوا خَيْرًا، فَآمِنُوا وأتوا خَيْرًا لَكُمْ، أو فَآمِنُوا واقصدوا خَيْرًا لَكُمْ باعتبار أنه لمّا أمرهم بالإيمان فهو يريد إخراجهم من أمرٍ وإدخالهم فيما هو خيرٌ منه، يريد إخراجهم من أمر، وهو الكفر، وإدخالهم في أمر آخر، وهو الخير؛ وذلك خيرٌ مما هم فيه.

يقول: "وهذا مذهب سيبويه"، وبعضهم يقول: إنه منصوب على الحال من المصدر الذي تضمَّنه الفعل، والتقدير: فَآمِنُوا حال كون الإيمان خَيْرًا لَكُمْ، يقول: "وقال الخليل: انتصب بقوله: آمِنُوا وانتَهُوا على المعنى" يعني ليس على اللفظ، يعني لم ينصبه لفظ آمِنُوا وانتَهُوا.

"وقال الفرَّاء: فَآمِنُوا إيمانًا خَيْرًا لَكُمْ فنصبه على النعت"، يعني يكون خَيْرًا نعت لإيمانًا، لمصدرٍ محذوف.

"وقال الكوفيون: وهو خبر (كان) المحذوفة، تقديره: فَآمِنُوا يكن الإيمان خَيْرًا لَكُمْ" وهذا الذي اختاره الكسائي من الكوفيين[7]، واختاره الحافظ ابن كثير -رحمه الله-[8]، في التفسير، وكأن هذا أوضح.

لكن ضعَّفه بعضهم بأنّ (كان) لا تُحذف مع اسمها، دون خبرها؛ والمحذوف هنا: يكن الإيمان خَيْرًا فـخَيْرًا هو الخبر، وهو الذي بقي فقط، وحذف كان واسمها، فيقولون: لا تُحذف مع اسمها دون خبرها، إلا فيما لا بد منه، يعني للضرورة.

ثم إن (يكن) المُقدرة هنا جواب شرط محذوف بهذا الاعتبار، فيكون المحذوف الشرط وجوابه، والتقدير: إن تؤمنوا يكن الإيمان خَيْرًا فحُذف الشرط وجوابه، وأُبقي معمول الجواب، وهو خَيْرًا فَآمِنُوا خَيْرًا لَكُمْ [النساء:170] إن تؤمنوا يكن الإيمان خَيْرًا لَكُمْ هكذا قال هؤلاء المعترضون، والله أعلم.

"وَإِنْ تَكْفُرُوا فَإِنَّ لِلَّهِ مَا فِي السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ [النساء:170] أي: هو غنيٌ عنكم، لا يضره كفركم.

يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لا تَغْلُوا فِي دِينِكُمْ [النساء:171] هذا خطابٌ للنصارى؛ لأنهم غلوا في عيسى، حتى كفروا، فلفظ: أَهْلَ الْكِتَابِ عمومٌ يُراد به الخصوص في النصارى، بدليل ما بعد ذلك، والغلو هو الإفراط، وتجاوز الحد".

وفي الحديث: لا تطروني، كما أطرت النصارى ابن مريم، فإنما أنا عبده، فقولوا عبد الله، ورسوله[9]، كما قال الله : مَا الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ وَأُمُّهُ صِدِّيقَةٌ كَانَا يَأْكُلانِ الطَّعَامَ [المائدة:75] لكن تخصيص ذلك بالنصارى كما يقول هنا: "فلفظ: أَهْلَ الْكِتَابِ عمومٌ، يُراد به الخصوص في النصارى" ولكن اليهود غلوا أيضًا، فالآية: يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لا تَغْلُوا فِي دِينِكُمْ وَلا تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ إِلَّا الْحَقَّ إِنَّمَا الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ رَسُولُ اللَّهِ [النساء:171] تشمل اليهود أيضًا؛ لأنه وقع عندهم غلوا بشأن المسيح فاتهموه بأنه ابن لغير رِشدة -نسأل الله العافية-، اتهموا أمه، فهذا لا شك أنه غلو؛ ولذلك حملها بعض أهل العلم على ظاهرها من العموم، وأنها في أهل الكتاب يعني اليهود والنصارى، فهؤلاء حصل لهم غلو من جهة الإفراط، وهؤلاء حصل لهم غلوٌ من جهة التفريط، فكل هؤلاء غلو في شأن المسيح، فكانوا على طرفين، إلا من هداه الله للحق.

يقول: "بدليل ما بعد ذلك" يقصد بما جاء بعد ذلك من ذكر المسيح إِنَّمَا الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ [النساء:171] إلى آخره، وَلا تَقُولُوا ثَلاثَةٌ [النساء:171] فالذين قالوا: ثَلاثَةٌ هم النصارى.

فقال: "هذا عمومٌ، يُراد به الخصوص" والعموم الذي يُراد به الخصوص معروف، والفرق بينه وبين العام المخصوص: أن العام المخصوص الذي هو عام، وجاء دليل يُخصصه، وأما العام المراد به الخصوص: فهذا لم يرد فيه دليل يخرج بعض الأفراد، وإنما جاء اللفظُ عامًا ابتداءً، لكن لا يُراد به العموم، وإنما يُراد به فرد واحد، أو بعض ما يصدق عليه العام ابتداءً، ولم يُخرج ذلك دليل يخرج بعض الأفراد كما في العام المخصوص، إلى غير ذلك من الفروقات التي يذكرونها، وبعضها صحيح، وبعضها غير صحيح.

"وَكَلِمَتُهُ [النساء:171] أي: مكونٌ عن كلمته التي هي (كن) من غير واسطة أبٍ، ولا نطفة".

وَكَلِمَتُهُ [النساء:171] يعني أنه كان بالكلمة، فهذا المعنى هو الذي اختاره ابن جرير[10]، والحافظ ابن كثير[11]، يعني هو متسببٌ عن الكلمة، وُجد بسبب الكلمة، وأُطلق عليه كلمة، فيكون من باب إطلاق السبب على المُسبَب، كما قيل:

إذا نزل السماء بأرض قومٍ رعيناه ولو كانوا غضابا[12]

فالسماء: يعني المطر، فلمّا كان المطر سببًا لظهور الكلأ عُبِّر به عنه، وهنا يقول: "أي: مكونٌ عن كلمته التي هي (كن) من غير وساطة أبٍ ولا نطفة" كما قال الله : إِنَّ مَثَلَ عِيسَى عِنْدَ اللَّهِ كَمَثَلِ آدَمَ خَلَقَهُ مِنْ تُرَابٍ ثُمَّ قَالَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ [آل عمران:59].

"وَرُوحٌ مِنْهُ [النساء:171] أي: ذو روحٍ من الله، فـمِنْ هنا لابتداء الغاية، والمعنى من عند الله، وجعله من عند الله؛ لأن الله أرسل به جبريل إلى مريم".

يعني مبتدئة من الله، والمعنى من عند الله، كقوله -تبارك وتعالى-: وَسَخَّرَ لَكُمْ مَا فِي السَّمَوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ جَمِيعًا مِنْهُ [الجاثية:13] والنصارى يحتجون بقوله: وَرُوحٌ مِنْهُ [النساء:171] على أنه روح الله، ويقولون: بأن هذه الروح غير مخلوقة، فهو جزءٌ من الله، والواقع أن هذا غير صحيح؛ لأن هذه الروح مخلوقة، ومِنْ هذه ابتدائية، ويُقال: هو روح الله بمعنى التشريف، فأُضيف إلى الله تشريفًا، كما يُقال: بيت الله، وناقة الله، ونحو ذلك.

يقول: "لأن الله أرسل به جبريل إلى مريم" فهذه الآية وَسَخَّرَ لَكُمْ مَا فِي السَّمَوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ جَمِيعًا مِنْهُ [الجاثية:13] يُرد بها على النصارى، حينما يحتجون بقوله: وَرُوحٌ مِنْهُ [النساء:171] فيقولون: معنى ذلك أنه جزءٌ من الله، فيقال لهم وَسَخَّرَ لَكُمْ مَا فِي السَّمَوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ جَمِيعًا مِنْهُ [الجاثية:13] هل ما في السماوات وما في الأرض هو جزءٌ من الله؟ فإذا قالوا: لا، نقول لهم: وكذلك أيضًا قولوا في المسيح ، ولا يمكن أن يقولوا: جميع ما في السماوات والأرض هو جزءٌ من الله، فكذلك يُقال في المسيح .

يقول: "والمعنى من عند الله، وجعله من عند الله؛ لأن الله أرسل به جبريل إلى مريم" كما قال: وَالَّتِي أَحْصَنَتْ فَرْجَهَا فَنَفَخْنَا فِيهَا مِنْ رُوحِنَا [الأنبياء:91]، وقال: وَمَرْيَمَ ابْنَتَ عِمْرَانَ الَّتِي أَحْصَنَتْ فَرْجَهَا فَنَفَخْنَا فِيهِ مِنْ رُوحِنَا [التحريم:12] فنفخ الملك في درعها، وفي جيبها، وصارت هذه النفخة إلى فرجها، فحملت بعيسى .

"وَلا تَقُولُوا ثَلاثَةٌ [النساء:171] نهيٌ عن التثليث، وهو مذهب النصارى [وفي النسخة الخطية: نهيٌ عن التثليث الخبيث، وهو مذهب النصارى] وإعراب ثَلاثَةٌ خبرٌ لمبتدأٍ مضمر".

"وَلا تَقُولُوا ثَلاثَةٌ نهيٌ عن التثليث" والنصارى متفقون على التثليث، لكن يختلفون في التعبير عنه، وتوصيف ذلك، فيقولون مثلاً: هو جوهرٌ واحد، وله ثلاثة أقانيم: أقنوم الوجود، والحياة، والعلم، وربما عبَّروا عنها بالأب، والابن، والروح القدس، فيعنون بالأب أحيانًا الوجود، وبالروح الحياة، وبالابن المسيح .

وبعضهم يقول: بأن الآلهة الثلاثة: الله، ومريم، والمسيح، وهؤلاء طوائف كثيرة، بينهم اختلافات كثيرة جدًا، حتى قال بعض المتكلمين: لو اجتمع عشرة من النصارى لاختلفوا على أحد عشر قولاً، أو نحو ذلك، فهذا حال النصارى في كثرة الاختلاف.

وأصعب سؤال يُوجَّه إلى كبرائهم فضلاً عن دهمائهم هو هذا السؤال: كيف يكون ثلاثة بمعنى واحد؟ هذا لا يمكن ولا يكون ولا يصير؛ ولذلك هذا السؤال يستفزهم كثيرًا، ولا يستطيعون الجواب عنه، فالحمد لله الذي هدانا للإيمان وعقيدة التوحيد، ونسأل الله أن يثبِّتنا على ذلك إلى أن نلقاه.

يقول: "وإعراب ثَلاثَةٌ خبرٌ لمبتدأٍ مضمر" يعني ولا تقولوا: آلهتنا ثلاثة، أو المعبود ثلاثة.

وبعضهم يقول التقدير: الله ثالث ثَلاثَةٌ ثم حُذف المضاف، وأُقيم المضاف إليه مقامه، (ثالث) هذا مضاف، فحُذف المضاف، وأُقيم المضاف إليه، الذي هو ثَلاثَةٌ مقامه، لكن ما ذُكر قبل ذلك أوضح، أي: لا تَقُولُوا المعبود ثَلاثَةٌ، أو آلهتنا ثَلاثَةٌ، أو وَلا تَقُولُوا الآلهة ثَلاثَةٌ ونحو ذلك، والله أعلم.

"لَهُ مَا فِي السَّمَوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ [النساء:171] برهانٌ على تنزيهه تعالى عن الولد؛ لأنه مالك كل شيء".

يعني إذا كان لَهُ مَا فِي السَّمَوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ [النساء:171] فكل من في هذا الوجود هو خلقه، وهم عبيده، ومماليكه، والولد جزءٌ من الوالد، والله غنيٌ عن الولد، وإنما يكون الولد للحاجة والفقر، والله -تبارك وتعالى- غنيٌ بذاته عن خلقه، فإذا كان كل ما سواه فهو مخلوق ومربوب، وعبدٌ لله ، ومملوكٌ له، لَهُ مَا فِي السَّمَوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ [النساء:171] فمن ذلك المسيح ، قُلْ فَمَنْ يَمْلِكُ مِنَ اللَّهِ شَيْئًا إِنْ أَرَادَ أَنْ يُهْلِكَ الْمَسِيحَ ابْنَ مَرْيَمَ وَأُمَّهُ وَمَنْ فِي الأَرْضِ جَمِيعًا [المائدة:17] فهؤلاء كلهم خلقه ومماليكه.

"لَنْ يَسْتَنكِفَ [النساء:172] لن يأنف، وكذلك معناه حيث وقع".

معنى: لَنْ يَسْتَنكِفَ [النساء:172] لن يأنف، أو لن يستكبر.

"وَلا الْمَلائِكَةُ [النساء:172] فيه دليلٌ لمن قال: إنّ الملائكة أفضل من الأنبياء؛ لأن المعنى لن يستنكف عيسى ولا من فوقه".

هذه مسألة لا يترتب عليها عمل؛ ولذلك الاشتغال والخوض فيها لا طائل تحته، والعلماء -رحمهم الله- تكلموا في: أيهما أفضل الملائكة أو صالحي البشر؟ فبعضهم قال: الملائكة، وبعضهم قال: بأن الصالحين من البشر أفضل، وهؤلاء يستدلون بأدلة، وهؤلاء يستدلون بأدلة، ولكن لا يترتب على هذا عمل.

وكما يقول الشاطبي -رحمه الله-: بأن المسائل التي لا يترتب عليها عمل، فإن الاشتغال بها غير محمود، وأنها ليست من صلب العلم[13]، فتكون من فضول العلم، وقسَّم العلم إلى صُلب ومُلح وفضول، فهذه من فضول العلم.

"قَدْ جَاءَكُمْ بُرْهَانٌ [النساء:174] هو القرآن، وهو أيضًا النور المبين، ويحتمل أن يريد بالبرهان الدلائل والحُجج، وبالنور النبي ﷺ؛ لأنه سمّاه: سراجًا".

قوله -تبارك وتعالى-: جَاءَكُمْ بُرْهَانٌ مِنْ رَبِّكُمْ [النساء:174] قال: "هو القرآن، وهو أيضًا النور المبين" فيكون ذلك من باب ذكر أوصاف القرآن: أنه مُنزَّل، وأنه برهان، وأنه من الله، وأنه نورٌ مبين، بيِّنٌ في نفسه، ويُبين أيضًا الحق ويُجليِّه، فلا يدع في الحق لبسًا.

يقول: "ويحتمل أن يريد بالبرهان الدلائل والحُجج، وبالنور النبي ﷺ؛ لأنه سمّاه: سراجًا" وَأَنزَلْنَا إِلَيْكُمْ نُورًا مُبِينًا [النساء:174] هذا يؤيده أن التأسيس مُقدَّمٌ على التوكيد، يعني إذا كانت اللفظة الثانية أو الجملة الثانية تأتي بمعنًى آخر جديد، فهو أولى من القول بأن ذلك يكون من باب التوكيد وذكر الصفات للموصوف الواحد؛ ولذلك بعض أهل العلم يقولون: بأن البرهان هو الدلائل والحُجج، والنور: الضياء، وهو القرآن، لا سيما أنه عبَّر عنه بالإنزال، فيكون جَاءَكُمْ بُرْهَانٌ مِنْ رَبِّكُمْ [النساء:174] الحجج الواضحة الدالة على الحق، والنور هو القرآن، أَنزَلْنَا لأنه جاء معه الإنزال، وهذا أقرب مما ذكره المؤلف -والله أعلم- ويؤيده الأصل الذي ذكرته: أن التأسيس مُقدَّمٌ على التوكيد، وبين المعنيين ملازمة، فإن البرهان الذي أنزله الله لا شك أنه مُضمَّنٌ أيضًا في القرآن، فالقرآن فيه من البراهين والحجج الدالة على الحق من وحدانية الله ، وصدق ما جاءت به الرسل -عليهم الصلاة والسلام- الشيء الكثير، كما هو معلوم، والله تعالى أعلم.

"يَسْتَفْتُونَكَ [النساء:176] أي: يطلبون منك الفتيا، ويحتمل أن يكون هذا الفعل طالبًا للكلالة، ويُفْتِيكُمْ [النساء:176] أيضًا طالبًا لها، فيكون من باب الإعمال، وأُعمل العامل الثاني على اختيار البصريين[14]، أو يكون يَسْتَفْتُونَكَ [النساء:176] مقطوعًا عن ذلك، فيُوقف عليه، والأوّل أظهر".

يقول: "يَسْتَفْتُونَكَ [النساء:176] أي: يطلبون منك الفتيا" وأصل هذه المادة تدل على تبيين الحكم، والفُتيا هي الجواب عما يُشكل من الأحكام، يَسْتَفْتُونَكَ فالسين والتاء تدل على الطلب "ويحتمل أن يكون هذا الفعل طالبًا للكلالة، ويُفْتِيكُمْ [النساء:176] أيضًا طالبًا لها، فيكون من باب الإعمال، وأُعمل العامل الثاني على اختيار البصريين".

يعني يَسْتَفْتُونَكَ يكون مُتعَلَّقه الْكَلالَةِ، وكذا يُفْتِيكُمْ، فـيكون يَسْتَفْتُونَكَ ويُفْتِيكُمْ كلاهما يتعلق بـالْكَلالَةِ على هذا الوجه، فيكون من باب الإعمال، يعني ما الذي عمل في الْكَلالَةِ؟ أعمل العامل الثاني الذي هو يُفْتِيكُمْ فصار عندنا عاملان: يَسْتَفْتُونَكَ ويُفْتِيكُمْ وكلاهما تعلق بمعمولٍ واحد وهو الْكَلالَةِ من باب الإعمال، وأُعمل العامل الثاني على اختيار البصريين، فحذف المعمول الأول، فقال: يَسْتَفْتُونَكَ، ولم يقل: فِي الْكَلالَةِ لدلالة الثاني عليه، ولو أُعمل الأول لقيل: يَسْتَفْتُونَكَ قُلِ اللَّهُ يُفْتِيكُمْ فيها، أي: فِي الْكَلالَةِ هذا على مذهب الكوفيين، يقول: "أو يكون يَسْتَفْتُونَكَ مقطوعًا عن ذلك، فيُوقف عليه يَسْتَفْتُونَكَ قُلِ اللَّهُ يُفْتِيكُمْ فِي الْكَلالَةِ [النساء:176]، والأوّل أظهر".

"وقد تقدَّم معنى الْكَلالَةِ في أوّل السورة".

يعني معنى الكلالة مضى هناك: وهو الذي يموت لا أصل له ولا فرع من الوارثين، والله أعلم.

"والمراد بالأخت والأخ هنا: الشقائق، والذين للأب إذا عُدم الشقائق، وقد تقدَّم حكم الإخوة للأم في قوله: وَإِنْ كَانَ رَجُلٌ يُورَثُ كَلالَةً [النساء:12] الآية.

إِنْ امْرُؤٌ هَلَكَ [النساء:176] ارتفع بفعلٍ مضمرٍ عند البصريين".

يفسره ما بعده إِنْ امْرُؤٌ هَلَكَ [النساء:176] يعني إن هلك امرؤٌ، ما الذي رفعه؟ "ارتفع بفعلٍ مضمرٍ عند البصريين".

"إِنْ امْرُؤٌ هَلَكَ [النساء:176] ارتفع بفعلٍ مضمرٍ عند البصريين، ولا إشكال فيما ذُكر هنا من أحكام المواريث.

أَنْ تَضِلُّوا [النساء:176] مفعولٌ من أجله تقديره: كراهة أَنْ تَضِلُّوا [النساء:176]".

انتهت سورة النساء، ولله الحمد.

الأسئلة:

س: يقول: لماذا امتحن المعتزلة أئمة السلف في مسألة القول بخلق القرآن مع مخالفتهم لهم في كثيرٍ من المسائل، فلماذا خصُّوا هذه المسألة؟

هذا السؤال يُوجه إليهم: لماذا خصُّوا هذه المسألة؟

هم شغبوا على أهل السنة في المسائل التي خالفوا فيها في باب القدر، والإيمان، والصفات عمومًا، وما إلى ذلك، لكن هذه المسألة اشتُهرت وشغبوا فيها كثيرًا، كأن ذلك -والله تعالى أعلم- صار شعارًا لهم، وكأنهم يرون أن هذا عقيدة تتعلق بالقرآن، الذي يجب الإيمان به، وما إلى ذلك، هل هو كلام الله أو مخلوق، وهذا للأسف يدل على جناية العلوم الكلامية على أصحابها، وإلا ما شأن الخليفة، وما شأن دولة كاملة من أكبر الدول -الدولة العباسية- أن تضع ثِقلها في قضيةٍ كهذه، فتمتحن العلماء، وتقرر ذلك على الصغار في الكتاتيب، ولا يُفك الأسير، حتى يُمتحن: هل يقول بخلق القرآن أو لا؟ فإذا لم يقل به لم يُطلق، ولم يُفدَ، أمرٌ كهذا ما الحاجة إليه؟ وهذا الاشتغال ما الذي يعود عليهم به من نفع؟ لكنّ هذه جناية علم الكلام.

  1. أخرجه البخاري في كتاب التوحيد، باب قول النبي ﷺ: ((لا شخص أغير من الله)) وقال عبيد الله بن عمرو، عن عبد الملك: ((لا شخص أغير من الله)) برقم: (7416) ومسلم في اللعان برقم: (1499).
  2. أخرجه مسلم في كتاب التوبة، باب غيرة الله تعالى وتحريم الفواحش برقم: (2760).
  3. انظر: البحر المديد في تفسير القرآن المجيد (1/595) وفتح القدير للشوكاني (1/622) ومعاني القرآن وإعرابه للزجاج (2/134) وغرائب التفسير وعجائب التأويل (1/313) والتحرير والتنوير (6/49).
  4. انظر المراجع السابقة.
  5. انظر المراجع السابقة.
  6. انظر المراجع السابقة.
  7. انظر: البحر المديد في تفسير القرآن المجيد (1/595) وفتح القدير للشوكاني (1/622) ومعاني القرآن وإعرابه للزجاج (2/134) وغرائب التفسير وعجائب التأويل (1/313) والتحرير والتنوير (6/49).
  8. تفسير ابن كثير ت سلامة (2/479).
  9. أخرجه البخاري في كتاب أحاديث الأنبياء، باب قول الله {وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ مَرْيَمَ إِذِ انتَبَذَتْ مِنْ أَهْلِهَا} [مريم:16] برقم: (3445).
  10. تفسير الطبري = جامع البيان ت شاكر (9/422).
  11. تفسير ابن كثير ت سلامة (2/478).
  12. البيت دون نسبة في غريب الحديث لابن قتيبة (1/440) والصحاح تاج اللغة وصحاح العربية (6/2382) ومقاييس اللغة (3/98) ونسبه في تاج العروس (38/303) للفرزدق، وفي لسان العرب (14/399) لمعاوية بن مالك.
  13. الموافقات (1/110).
  14. اللباب في علوم الكتاب (7/153) والبحر المديد في تفسير القرآن المجيد (1/600).

مواد ذات صلة