الأحد 22 / جمادى الأولى / 1446 - 24 / نوفمبر 2024
(010) تتمة قوله تعالى: {هُوَ الَّذِي أَنزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ مِنْهُ آيَاتٌ مُّحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ..} الآية
تاريخ النشر: ١٣ / شوّال / ١٤٣٧
التحميل: 1109
مرات الإستماع: 1885

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:

لم يزل الحديث متصلاً بقوله -تبارك وتعالى-: هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ مِنْهُ آيَاتٌ مُحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ.. الآية [آل عمران:7].

في هذه الليلة -إن شاء الله تعالى- نختم الحديث عنها، وما يُستخرج من الهدايات والمعاني، فالله -تبارك وتعالى- يقول: وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِنْ عِنْدِ رَبِّنَا وَمَا يَذَّكَّرُ إِلَّا أُوْلُوا الأَلْبَابِ [آل عمران:7]، فدل ذلك كما ذكرنا سابقًا على منزلة أهل الرسوخ والثناء عليهم، فتلك فضيلة ينبغي على العبد أن يسعى ويحرص على التحقق بالعلم إن كان ذلك في إمكانه، يعني ممن هم بصدد العلم الشرعي والاشتغال به، والتفرغ له، والتخصص فيه فينبغي أن لا يرضى الواحد منهم أن يكون سطحيًّا، ولا يكون له تحقق في العلم مع أنه قد تفرغ لذلك، وهذا للأسف هو حال الغالب بالنظر إلى الدارسين في علوم الشريعة، وهو يدرس ثم لا عهد له بالكتاب وشرحه إلا قبل الاختبار، فإذا اختبر فيه كان ذلك آخر العهد، ومثل هذا لا يمكن أن يرسخ، ولا يمكن أن يكون متحققًا بالعلم، وإنما سيكون مآله للنسيان، وهو قد استحضره استحضارًا قصير الأمد من أجل أن يختبر فيه، فإذا خرج ذهب ما هنالك وتلاشى فيتخرج وحاله كحال العامة سواء.

فالعلم إذا لم يكن له دراسة ومراجعة وتكرار وأخذ صحيح فإن الإنسان لن يكون راسخًا فيه بحال من الأحوال، قد يكون هذا الدارس له هو الأول على زملائه، وفي دفعته، وقد يأتي بالمعدلات الكاملة، ولكنه في الواقع ليس بطالب علم، وإذا نظرت إلى حاله بعد ذلك لربما يكون حال العامة لا فرق بينه وبينهم؛ كأنه لم يدرس.

وإذا سمعت أسئلة بعض هؤلاء فإنها تدل على ضحالة، وكأنه لم يدرس شيئًا، فلذلك أقول: إن هذه المنزلة، وهذه المرتبة تحتاج إلى جهد ووقت وتفرغ وانقطاع للعلم، وأما أن يُعطي العلم فضول الأوقات فمثل هذا لا يمكن أن يحصل فيه الرسوخ.

ثم أيضًا يؤخذ من هذه الآية: وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِنْ عِنْدِ رَبِّنَا [آل عمران:7]، منزلة التسليم للقضايا التي يتوقف دونها العقل، فالرسل -كما قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله- جاءوا بمحارات العقول، ولم يأتوا بمحالة العقول[1].

يعني: جاءوا بأشياء قد يتوقف العقل لا يُدركها، لا يصل إليها، ولكنهم لم يأتوا بشيء يُحيله العقل بحال من الأحوال، فالعقل الصحيح يوافق النقل الصحيح، لكن ما كل شيء يصل إليه العقل ويُدركه إدراكًا تامًا، وما كل الحِكم أيضًا يصل إليها عقل الإنسان، فالعقل محدود ولذلك ينبغي أن يفوض الإنسان علم ما لم يعلم إلى عالمه، ما توقف فيه عقله؛ فإنه يفوض ذلك إلى عالمه، وهذا يُقال في المتشابه المُطلق، يعني: المُتشابه المُطلق الذي لا يعلمه إلا الله، وقلنا هذا في حقائق الأمور الغيبية، ونحو ذلك، وليس في المعاني، فهنا يفوض علمه إلى الله، وكذلك في المُتشابه النسبي بالنسبة للمعاني، بالنظر إلى بعض الناس.

يعني: من خفي عليه المعنى وأشكل عليه فهو مُتشابه في حقه، فماذا يفعل؟ يفوض علمه إلى عالمه، ويقول: كلام الله حق لَا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَلَا مِنْ خَلْفِهِ [فصلت:42]، ولكن أنا لم أُدرك هذا، ولم أفهم هذا فعلمه عند الله، لا يُنكر، ولا يتشكك، ولا يكون ممن يتبع المُتشابه ابتغاء الفتنة وابتغاء تأويله، هذا هو الواجب على المؤمن، وإذا كانت هذه منزلة الراسخين بالتسليم لما لا تصل إليه عقولهم ومداركهم فدل ذلك على أن هذه فضيلة، وليست بعيب في الإنسان خلافًا لما يتوهمه بعضهم من أنه يجب أن يفهم في عقله كل شيء؛ وإلا رده وكذب به، لا، هناك منزله عالية قد أثنى الله على أهلها وهي التسليم لله -تبارك وتعالى-.

قد يقول قائل: ما الفائدة؟ أو ما الحكمة من وجود المُتشابه؟ ما فائدته بالنظر إلى المُكلفين وهم لا يدركون معناه أو يُشكل عليهم المعنى إن كان ذلك من المُتشابه في المعاني المُتشابه النسبي.

يُقال: بأن ذلك فيه ما فيه من امتحان العقول والقلوب، فيظهر أهل الإذعان والتسليم والثقة بالله -تبارك وتعالى- وبكلامه وبرسوله ﷺ وبذلك أيضًا تعظُم الأجور بالنسبة لأهل الرسوخ فيما تُكد فيه الأذهان لتُستخرج المعاني، ويتوصل إلى مقصود الشارع فيما يمكن فيه ذلك من غير تكلف، لئلا يكون الإنسان قائلاً على الله بلا علم، فهذا يؤجرون عليه، ويتفاوتون فيه، وتتفاوت مراتبهم ومنازلهم في ذلك، فالعلماء في غاية التفاوت كما قال مسروق بن الأجدع من التابعين -رحمه الله-: "لقد جالست أصحاب محمد ﷺ، فوجدتهم كالإخاذ، فالإخاذ يروي الرجل، والإخاذ يروي الرجلين، والإخاذ يروي العشرة، والإخاذ يروي المائة، والإخاذ لو نزل به أهل الأرض لأصدرهم"[2].

وهذا مُشاهد عبر القرون بالنسبة للعلماء، منهم من يكون إمامًا من أوعية العلم لو نزل به أهل الأرض لوسعهم، علمه مُستبحر، ومنهم من يكون دون ذلك، فهم يتفاوتون على كل حال وبهذا تتفاوت مراتبهم، وقد يكون للأدنى من النفع والقبول والبركة في علمه ما لا يكون للأعلى، وذلك يرجع إلى أمور من المقاصد والنيات والإخلاص والصدق، والبذل والنفع، وسلامة القلوب ونحو ذلك، وقد يكون لكثير العلم من الآفات من العُجب ولربما الكِبر والتعالي على الناس فلا ينتفعون بعلمه، فيموت ويموت علمه معه، علماء كثيرون لم يبذلوا علمهم مثلاً فذهبوا وماتوا وماتت تلك العلوم التي حصلوها، وقد تجد من هو دونهم بمراحل نفع الله به دفع به الناس، وصار له طلاب وتلاميذ ينشرون علمه، وهكذا، حتى الأئمة الكبار يعني بعض أهل العلم فضّل الليث بن سعد -رحمه الله- على مالك إمام دار الهجرة، لكن علل شهرة الإمام مالك بأن له تلاميذ اعتنوا بعلمه وحفظوه ونشروه في الآفاق، والليث لم يكن له مثل هؤلاء فكان له مذهب -رحمه الله- لكنه تلاشى، لم يكن له حملة ولم يدون، وعلى كل حال العالم لا يقصد شيئًا من ذلك، ولكن هذا يُذكر على سبيل المثال.

أيضًا يؤخذ من هذه الآية: وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِنْ عِنْدِ رَبِّنَا [آل عمران:7]، على أن ذلك في المعاني أي فيما أشكل عليهم منه على قراءة الوصل فهم يعلمون، ولكن من أشكل عليه فإنه يفوض علمه إلى عالمه، ويكون ذلك أيضًا مما يدل على أن الناس يتفاوتون في فهم كلام الله حتى العلماء فإنهم يتفاضلون في ذلك، ولذلك تجد من الأقوال في التفسير الأقوال المدونة من المأثور من كلام السلف فمن بعدهم تجد فيها من التفاوت حتى إن بعضها لربما يكون في غاية البُعد، وقد صدر عن إمام وعالم، فهذه من هداية الله وفضله على عبده أن يوفق إلى الصواب.

كذلك أيضًا يؤخذ من هذه الآية: وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِنْ عِنْدِ رَبِّنَا [آل عمران:7]، يعني: المُحكم والمُتشابه من عند ربنا، فذكر الرب -تبارك وتعالى- في هذا المقام يدل على أن هذا المُتشابه لم يُذكر في كتاب الله -تبارك وتعالى- من أجل الإضلال وإزاغة القلوب، لكن فيه ما فيه من الامتحان، وإلا فإن كتاب الله هو أصل الهدى ونبعه الصافي الذي لا كدر فيه، لكن لا يمكن أن يكون سببًا للضلال بما تضمنه فإنه تضمن الهدى الكامل، كُلٌّ مِنْ عِنْدِ رَبِّنَا [آل عمران:7]، فالرب هو المُربي خلقه، يُربيهم بالنِعم التي تغذو الأجساد، ويُربيهم أيضًا بالنِعم التي يحصل بها غذاء الأرواح، ومن هذا الوحي والعلم النافع، فمثل هذا كُلٌّ مِنْ عِنْدِ رَبِّنَا [آل عمران:7]، فلا يكون سببًا لضلال الخلق، وإنما يكون فيه ما فيه من الامتحان، وكما ذكرنا أيضًا يكون فيه التفاوت والتفاضل ورفعة الدرجات، وبذل الجهد، والاجتهاد في طلب ما يمكن أن يتوصل إليه من المعاني بالنسبة للمُتشابه النسبي فيؤجر العلماء على اجتهاداتهم، فالله  عليم حكيم.

ثم قال الله -تبارك وتعالى: وَمَا يَذَّكَّرُ إِلَّا أُوْلُوا الأَلْبَابِ [آل عمران:7]، هذا التذكر هنا جاء بأقوى صيغ الحصر وَمَا يَذَّكَّرُ إِلَّا أُوْلُوا الأَلْبَابِ [آل عمران:7]، فأقوى صيغ الحصر النفي والاستثناء، ما يذكر إلا أولوا الألباب، فدل ذلك على أنه بقدر ما يكون عند الإنسان من العقل الصحيح يكون عنده من الانتفاع واستخراج المعاني والهدايات والتذكر، فإن العقل كما أنه لا يصح أن يكون هو المعول وحده، وأن يُجعل الوحي تابعًا له كما فعل أهل الكلام من المعتزلة وغيرهم فضلوا بسبب ذلك، لكن لا يمكن أن يُستغنى عن العقل، فإن العقل به تُفهم نصوص الوحي، ولذلك هنا قال الله : وَمَا يَذَّكَّرُ إِلَّا أُوْلُوا الأَلْبَابِ [آل عمران:7]، أصحاب العقول الراجحة، العقول السليمة، فدل على أنه كلما ازداد العقل ازداد التذكر؛ لأن الحكم المعلق على وصف يزيد بزيادته وينقص بنقصانه، فإذا ضعُف عقل الإنسان وضعُفت مداركه ضعُف فهمه وصار يستشكل كثيرًا من الأشياء التي قد لا تُشكل، ولا يحصل له من التذكر والاعتبار، وإنما يقرأ قراءة عابرة، كما قال الله عن اليهود: وَمِنْهُمْ أُمِّيُّونَ لا يَعْلَمُونَ الْكِتَابَ إِلَّا أَمَانِيَّ وَإِنْ هُمْ إِلَّا يَظُنُّونَ [البقرة:78]، يعني: وما هم إلا، فإن هنا نافية، "يظنون" يعني: يتخرصون، ليسوا بأهل رسوخ ولا علم ولا تحقق، وَمِنْهُمْ أُمِّيُّونَ [البقرة:78]، والمقصود بالأميين هنا على الأرجح -والله أعلم- من أقوال المفسرين يعني جهلة، ليس المقصود أنه لا يعرف القراءة والكتابة؛ لأنه قال: لا يَعْلَمُونَ الْكِتَابَ إِلَّا أَمَانِيَّ [البقرة:78]، والأماني فُسرت بالقراءة، تمنى كتاب الله أول ليله، ما قيل في عثمان يعني: قرأه، وفي قوله تعالى: إِلَّا إِذَا تَمَنَّى أَلْقَى الشَّيْطَانُ فِي أُمْنِيَّتِهِ [الحج:52]، فُسر بالقراءة إذا قرأ ألقى الشيطان في قراءته، فهنا لا يَعْلَمُونَ الْكِتَابَ إِلَّا أَمَانِيَّ [البقرة:78]، يعني: قراءة مُجردة، لا يعرفون المعاني والهدايات التي تضمنها الكتاب، فهؤلاء ذمهم الله فذلك؛ لأنه لا بصر لهم بكلامه وكتابه وهداه الذي أنزله من أجل أن يُتدبر وأن يُتعلم ما فيه من الهدى والأحكام وشرائع الإيمان وَمَا يَذَّكَّرُ إِلَّا أُوْلُوا الأَلْبَابِ [آل عمران:7].

وكذلك أيضًا هنا وَمَا يَذَّكَّرُ إِلَّا أُوْلُوا الأَلْبَابِ [آل عمران:7] هذا فيه أيضًا الثناء والمدح لأهل العقول الراجحة، وهذا يدلنا على أن الإسلام لا يرفض العقل كما أشرت أو أنه ضد العقل، وهذا يدل أيضًا على حث ضمني على التفكر والاعتبار وتحريك العقول والتدبر واستعمال العقل فيما للعقل فيه مجال، أهل الكتاب المحرف لا يحتملون مثل هذا إطلاقًا، يعني: حينما يُعمِل أحد عقله ويريد أن يفهم أو حينما يوجه إليهم سؤالاً في قضية لا يمكن أن تُدرك بالعقول، أو تفهم وهي ضلالة من ضلالاتهم وأصل من أصولهم بالاعتقاد وهي التثليث مثلاً كيف يكون ثلاثة في واحد وواحد في ثلاثة؟!

فهذا مُباشرة يُمكن أن يناله أشد العقوبات، بل كما تعلمون أن هؤلاء حينما كانت الكنيسة هي التي تُسيطر على حياتهم وهي المُهيمنة في واقعهم كان العلماء الذين يخترعون الاختراعات الدنيوية المادية كانوا يُحرقون في النار وهم أحياء، يُحرقون من قِبل هؤلاء الذين يُسمون برجال الدين.

أما في هذه الشريعة فلا يوجد مثل هذا الكلام، فهذه الشريعة تحث العقول على النظر والاعتبار ونحو ذلك، والله يُرشد إلى مثل هذا، والنظر في كتابه، والنظر في الآفاق، يعني الآيات المتلوة والآيات المشهودة وَمَا يَذَّكَّرُ إِلَّا أُوْلُوا الأَلْبَابِ [آل عمران:7].

كذلك أيضًا هذا يدل على أن الراسخين في العلم أنهم أولوا الألباب؛ لأنه قال: وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِنْ عِنْدِ رَبِّنَا، قال بعده: وَمَا يَذَّكَّرُ إِلَّا أُوْلُوا الأَلْبَابِ [آل عمران:7]، فدل على أن الراسخين في العلم أنهم أولوا الألباب، وأن من لم يرسخ لا يكون بهذه المثابة، العقل نوعان: هناك عقل وهبي، وهو النور الذي يقذفه الله في قلب العبد فيُدرك به ويعقل ويفهم ونحو ذلك، هذا يتفاوت الناس فيه، ولكن هناك عقل كسبي، هذا العقل الكسبي الذي يكون مع التجارب والنظر ومعرفة مثلاً أحوال الأمم عبر التاريخ، فإنه كأنه عاش هذه القرون جميعًا عاصر وعايش الناس ويعرف أحوالهم ومر بتجارب متنوعة كثيرة، كذلك أيضًا يفهم في معاني القرآن والأحكام والهدايات التي تضمنها القرآن، ونحو ذلك، هذا كله يرجع إلى العقل الكسبي، يعني: العقل المُكتسب.

فالناس يتفاضلون في العقل الوهبي، وفي العقل الكسبي، من الناس لا عقل له لا من جهة العقل الموهوب، ولا من جهة العقل المُكتسب، وإنما له عقل معيشي مثل عقل البهائم الذي يحصل به الأكل والشرب والتناسل، وما أشبه ذلك فحسب، يعني: عقله يتوقف عند هذه الأمور، هو عقله يدور كله على الأكل والغريزة، والله المستعان.

هذا ما يتعلق بهذه الآية الكريمة، وأسأل الله أن ينفعنا وإياكم بما سمعنا، ويجعلنا وإياكم هداة مهتدين، والله أعلم.

وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه.

  1. الجواب الصحيح لمن بدل دين المسيح لابن تيمية (4/ 309).
  2. المدخل إلى السنن الكبرى للبيهقي (ص:161)، رقم: (150).

مواد ذات صلة